الحدث-رفح- محمد مصطفى
حذر الطبيب النفسي د. يوسف عوض الله، مدير عيادة رفح النفسية، من المخاطر المترتبة على مشاهدة الأطفال والصبية لمقاطع الفيديو، التي تظهر إما ذبح أو حرق أشخاص، والتي وللأسف أصبحت شائعة على شبكة المعلومات الالكترونية إنترنت.
وأكد عوض الله في حوار مع "الحدث"، أن تلك المشاهد تمثل خطورة كبيرة على الطفل أو الفتى، سواء على المستوى القريب أو البعيد، ومن الممكن أن يكون لها تداعيات كارثية، على المجتمع ككل.
مخاطر آنية ومستقبلية
وعن المخاطر القريبة لتلك المشاهد، بين عوض الله، أن الطفل أو الفتى لديه رغبة دائمة في التقليد، وهذا قد يدفع بعضهم لمحاولة تمثيل الأمر، باستخدام مواد حارقة، أو سكين، دون علمهم بخطورتها، وهنا قد تحدث كوارث لا يحمد عقباها.
وقال: " لم نكد ننسى حوادث الانتحار لفتيات وأطفال، وقعت كنوع من التقليد لما شاهدوه في مسلسلات تركية، وقد نتج عن بعضها موت أطفال".
ونوه إلى أنه من الممكن أن يتقمص طفل شخصية الفاعل في حالتي الذبح و الحرق، وهذا قد يحوله إلى شخص عدواني، خطر، لا يتوانى في إيذاء من حوله، وقد يشكل هذا الطفل خطراً على المجتمع في المستقبل، بتقمص شخصية عدوانية، ما يساهم في انتشار الجريمة وغيرها.
ولفت إلى أنه وفي حال لم يحدث ما سبق، ولم يتقمص الطفل أو الصبي شخصية المنفذ سواء في السلوك أو التقليد، فإن آثار مشاهدة فيديو قاسي سيكون لها تداعياتها الخطرة على نفسية الطفل، وقد تأخذ هذه التداعيات أشكالاً عدة ودرجات متفاوتة.
وبين أن مثل هذه المشاهد قد تربك شخصية الطفل، وتدخله في حالة من الفزع والقلق والتفكير العميق، الذي قد يؤثر على التحصيل الدراسي، وقد يتعدى الأمر ذلك، ليصل إلى مشاكل سلوكية ونفسية، مثل لفزع الليلي والتبول اللا إرادي، والعزوف عن الأكل، والانطوائية، وغيرها من المشاكل.
وشدد عوض الله على ضرورة أن يفعل الآباء ما بوسعهم من أجل منع الأطفال والصبية من مشاهدة هذه المقاطع، التي انتشرت بشكل كبير، خاصة مقطع حرق الطيار الأردني، وما يحمله من القسوة ما قد تسبب صدمة.
وبين أن الأمر يتم بمراقبة الأطفال، وأيضا من خلال تجنب الكبار مشاركة روابط تقود إلى هذه المقاطع، كما دعا الجهات المعنية بمحاولة فرض رقابة أكبر على شبكة المعلومات الالكترونية، ما يمنع الانتشار الكبير للمقاطع الصادمة.