الحدث - محمد ماجد
بقلق وتوتر شديديْن استقبل الغزي صبحي أبو ناموس (56 عاماً)، قرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وقف تقديم المساعدات المالية، لأصحاب البيوت التي هدمتها إسرائيل في غزة.
فقد وجد الكهل أبو ناموس، الذي فقد منزله الكائن في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، نفسه مضطرا لنصب خيمة صغيرة، مصنوعة من "القماش" فوق منزله المدمر، لإيواء أسرته المكونة من 11 فردا، بعد أن أخذ قرارا بترك الشقة التي كان يستأجرها.
وكانت وكالة "أونروا"، قد أعلنت في 27 يناير/كانون ثاني الماضي، عن وقف تقديم المساعدات المالية للفلسطينيين للمدمرة بيوتهم في قطاع غزة، "بسبب نقص التمويل".
وأشارت "أونروا" في بيان لها حصلت الأناضول على نسخة منه إلى أنها حصلت على 135 مليون دولار فقط من أصل 724 مليون طلبتها أثناء مؤتمر الإعمار في القاهرة، محذرة من نزوح أصحاب المنازل المدمرة مجددا، بسبب نقص التمويل.
ووفق بيانات أممية، فإن الحرب تسببت بتشريد نحو 100 ألف فلسطيني، يقيم أغلبهم لدى أقاربهم، أو يستأجرون منازل، بينما ما زال نحو 15 ألف نازح يقيمون في المدارس التابعة لـ"أونروا" ويتخذونها كمراكز "إيواء".
ويؤكد أبو ناموس إنه بعد توقف تقديم المساعدات المالية المقدمة من وكالة الغوث، لم يعد قادرا على دفع إيجار شقة سكنية، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها، وعدم توفر مصدر دخل.
وأضاف:" ما كان أمامنا من خيار سوى العودة إلى منزلنا المدمر وصناعة خيمة قماشية نقيم بها".
ويضيف أن "الوضع الاقتصادي الذي نعيشه صعب جداً، ولا نمتلك أي شيء بعد تدمير منزلنا خلال الحرب الأخيرة".
ويعاني قطاع غزة، الذي يقطنه نحو 1.8 مليون نسمة، من إغلاق المعابر وحصار إسرائيلي شديد منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على غزة في يونيو / حزيران 2007، الأمر الذي أثر على جميع نواحي الحياة في القطاع.
ووفقاً لمركز الإحصاء الفلسطيني، فقد ارتفع معدل البطالة، في قطاع غزة إلى 40% خلال عام 2014.
ويشير أبو ناموس إلى أن الخيمة المصنوعة من القماش "لا تحتوي على أي مقومات للحياة".
ودعا وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، إلى التراجع عن قرارها الذي سيسبب كثير من المتاعب للأصحاب المنازل المدمرة".
وقال:" يجب على الوكالة تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه اللاجئين، فحمايتهم والوقوف معهم من واجبها، وهي المسؤولية عنهم".
وطالب جميع الدول التي تعهدت بتقديم مساعدات مالية لإعادة الاعمار خلال "مؤتمر القاهرة" لتحمل مسؤولياتها، للمساهمة في اعمار ما دمره الاحتلال".
وكان مؤتمر إعادة إعمار غزة، الذي عقد في القاهرة في 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قد جمع تعهدات مالية من المؤسسات والبلدان المانحة، بقيمة 5.4 مليار دولار سيخصص نصفه لإعمار غزة، فيما سيصرف النصف الآخر لتلبية بعض احتياجات الفلسطينيين.
وناشد بضرورة العمل على سرعة إدخال مواد البناء فهناك الآلاف من المدمرة بيوتهم لا يجدون مأوى لهم وأسرهم.
ولم يكن أبو ناموس، وحده من يعيش حياة صعبة داخل خيمته، فهناك العديد من المشردين الذين دمرت بيوتهم بفعل الحرب لجئوا إلى صناعة خيام يقيمون بها فوق منازلهم المدمرة.
ويقول سعيد حلس، (34 عاما) الذي طرد من منزل كان يستأجره، لعدم مقدرته على دفع الإيجار، "لجئت إلى بيتي المدمر وأقمت عليه خيمة لأعيش بها بعد توقف مساعدات أونروا ".
ويضيف الفلسطيني الذي يعيل أسرة مكونة من 13 فرد:"توقف مساعدات أونروا سيعيدنا إلى العهد الحجري، فلا كهرباء، ولا غاز ولا أغطية تحمينا من برد الشتاء".
ووصف حلس خلال حديثه مع "الأناضول"، قرار وكالة الغوث بـ"الظالم وغير الإنساني"، وطالبها بالتراجع الفوري عنه.
وشنّت إسرائيل حربًا على قطاع غزة في الـ 7 من يوليو/ تموز الماضي، وتوقفت الثلاثاء الماضي، بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، وأسفرت الحرب عن مقتل ما يزيد عن 2100 فلسطيني، وأكثر من 11 ألف جريح.
ودمر الجيش الإسرائيلي في غاراته المدفعية والجوية قرابة 15671 منزلا، منها 2276 دمر بشكل كلي، و 13395 بشكل جزئي، إضافة إلى عشرات آلاف المنازل المتضررة بشكل طفيف، وفق إحصائيات أولية لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.