لا أدري ما الذي جعلني أربط بين ما يجري من أحداث مع رحلة البحث عن الجبن من قزمين وفأرين، بكتاب "من الذي حرك قطعة الجبن خاصتي" الذي اعتمد على الأسلوب الرمزي في سرد الحكاية، يرصد من خلاله الكاتب جدلية البحث عن السعادة.
السعادة الفلسطينية طالما امتزجت بالغصة والألم والمفاجأة غير المتوقعة المرتبطة تارة بغطرسة وتعسف الاحتلال وتارة أخرى بمرارة العوز والحرمان، لعل الوعي والكبرياء كانا دوما الملاذ الوحيد لتخطي مرارة ضنك الحياة و دورانها المريب.
الكورونا بذاته لا يرعب الفلسطيني على الإطلاق، بل إنه الآن يعيد تأهيله للحياة لدورة تعسف أخرى من تلك التي اعتاد على مواجهتها، ها هو الفلسطيني اليتيم يواجه الوباء بوعيه مبتسما على وجهه كمامة وبيده اليمنى حجر المقاومة وباليسرى رغيف الخبز متوسلا من الله الحياة لحين التمتع بالتحرر كبقية شعوب الأرض ولو ليوم واحد، من يدري، لعل هذا الوباء الذي يعذبنا اليوم، يعيد تنظيمنا غدا، ويحررنا بعد غد!
الفلسطيني الآن لا خيار له سوى أن يكون كالفتى الإغريقي العنيد الذي استطاع أن يقضي عمره بالكامل وهو يتسلق قمة جبل وعلى كتفه صخرة ثقيلة!! تسقط الصخرة تلك كلما اقترب من القمة، فيعاود الكرة مرة تلو الأخرى، إلى أن قرر أن ينهي حياته بالموت الاإرادي، مدافعا عن وجوده وكبرياءه!!
الفلسطيني يعي جيدا معنى الموت ولا يخافه مطلقا، ويعي جيدا أنه إن كان قدرا محتوما فليكن موتا تمرديا لا موتا استسلاميا!.
سننتصر على كورونا والاحتلال بالعزم والوعي والإرادة.