الحدث – كرمل إبراهيم
خرج ملثمون متسلحون بالهراوات، الليلة الماضية، في قرية دير عمار في مشهد هو الأول من نوعه منذ الانتفاضة الأولى عام 87، لإجبار بعض العمال العائدين من أماكن عملهم الإسرائيلية داخل الخط الأخضر الرافضين الالتزام بالتوجيهات والتعليمات الخاصة بالحجر البيتي لمدة 14 يوما.
وشهدت قرية دير عمار خلال اليومين الأخيرين عودة عدد كبير من العمال العاملين داخل إسرائيل إثر انتشار فيروس كورونا داخل إسرائيل وفي أعقاب دعوة رئيس الوزراء د. محمد اشتية للعمال الفلسطينيين العاملين داخل الخط الأخضر للعودة فورا إلى بيوتهم والالتزام والتقيد بتعليمات الحجر الصحي الذاتي لمدة 14 يوما.
وقال أمين سر حركة فتح في موقع دير عمار مصطفى ارحيم العودة لـ (الحدث): "استقبلنا عددا من عمالنا العائدين من عملهم داخل الخط الأخضر على حاجز نعلين الاحتلالي وبفحص درجات حرارتهم تبين أن لدى بعضهم ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، وبناء على ذلك توجه أعضاء لجنة الطوارئ والأطباء المتطوعون بعد ارتدائهم الألبسة الواقية، وأحضرناهم ضمن الإجراءات الصحية المتعارف عليها، ولكن من المؤسف أن هؤلاء لم يتقبلوا توجيهات الأطباء المتطوعين ولجنة الطوارئ والمجلس القروي، ولم يكترثوا بأحد بالرغم من تحذيراتنا لهم من خطورتهم على أطفالهم واولادهم وباقي أفراد أسرهم وعائلاتهم والبيئة الاجتماعية المحيطة بهم".
وأضاف العودة: "إن كل المحاولات والجهود معهم باءت بالفشل ورفضوا الاستجابة مطلقا لدعواتنا لهم الالتزام بالحجر البيتي الصحي، لذا لم يكن أمام التنظيمات ولجان الطوارئ إلا خيارا واحدا وهو إحضارهم بأي طريقة من خلال الملثمين وتسليمهم للمجلس القروي لاتخاذ الإجراءات المناسبة واللازمة وذلك في ظل انشغال الأجهزة الأمنية والشرطية والطب الوقائي في أماكن خطرة صحيا".
وتابع العودة: "تواصلنا مع عمال القرية هاتفيا ومن خلال الرسائل الإلكترونية وزودناهم بالتعليمات عند عودتهم إلى بيوتهم وأبلغناهم من لم يجد مكانا مناسبا يحجر نفسه صحيا فيها، فنحن كلجنة طوارئ على استعداد لتوفير ومكلفين بتأمين المكان المناسب للحجر تحت إشراف ومراقبة طاقم طبي متطوع من القرية، ولكن للأسف الشديد اعترض بعض العمال على كل التعليمات والإجراءات فلم يكن هناك خيار أمامنا إلا بإخضاعهم جبرا لتلك الإجراءات والتعليمات عن طريق الملثمين بإحضارهم إلى مقر المجلس القروي وبعد ذلك تعهدوا بحجر أنفسهم في بيوتهم".
وأكد العودة أنهم أبلغوا أهالي هؤلاء العمال أنهم غير مسؤولين عن التداعيات والآثار الصحية الخطرة التي قد تترتب على عدم التزام أبنائهم العمال بالحجر البيتي الصحي، بعد أن قام المجلس القروي بإعادتهم إلى منازلهم وانتهت القضية بتعهدهم الالتزام بالحجر البيتي".