الحدث- رفح- محمد مصطفى
خيمت مشاعر الإحباط واليأس على صفوف المواطنين ممن دمرت منازلهم، أو تضررت بصورة جزئية، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، بسبب تأخر بدء الإعمار، وآلية توزيع الاسمنت، التي وصفت بالعقيمة.
فبعد نحو ستة أشهر على انتهاء العدوان، لازالت آلاف الأسر مشردة بلا مأوى، وعشرات الآلاف من المساكن متضررة، ينتظر ملاكها استلام مبالغ تعويضية، وكميات من مواد البناء من أجل إصلاحها.
اتفاق عقيم
من جانبه وصف المواطن محمد الشيخ عيد، اتفاق إعادة الإعمار الذي تم التوصل إليه برعاية الأمم المتحدة، بالعقيم، فرغم مرور أشهر على تطبيق ما بات يعرف بـ"خطة سيري"، إلا أنه لم يلمس لها أي أثر فعلي، وحتى ركام المنازل المدمرة لم يتم رفعه.
وأكد الشيخ عيد أن منزله تضرر بصورة كبيرة جراء القصف العنيف الذي استهدف مناطق شرق مدينة رفح، في الأول من آب الماضي، واستعان بمواد بدائية، مثل النايلون، وألواح الصفيح بانتظار حقه في الإعمار.
وأشار إلى أن مهندسي وكالة الغوث "أنروا" زاروا منزله، وقدروا حجم الأضرار، وابلغوه بانتظار إجراءات التوقيع على تعهد الإصلاح، واستلام المبلغ المخصص له، ومن ثم حصته في الاسمنت، لكنه ومنذ ذلك الحين لم يحدث أي شيء مما سبق ذكره.
وأشار إلى أن معاناته وأسرته تتزايد، ويشعر بخيبة أمل وإحباط، فكل التضحيات والآلام التي تكبدها وغيره خلال العدوان ذهبت أدراج الرياح، والحصار الإسرائيلي لازال على حاله.
انتظار طويل
أما المواطن رائد إبراهيم، فأكد انه استلم نصف المبلغ الذي قررته له وكالة الغوث، وتمكن من إصلاح بعض الأضرار مثل زجاج النوافذ، واستبدل خزانات المياه المدمرة، لكنه توقف بعد أن صدم بعقبة الاسمنت.
وأشار إبراهيم، إلى أنه ينتظر منذ أربعة أشهر ورود اسمه في كشوف الاسمنت، ليكمل إصلاح الأضرار، لكن لم يحدث ذلك، فالكشوف متباعدة، وكل أسبوعين أو أكثر يصدر كشف.
ولفت إلى أنه يفكر باللجوء للسوق السوداء، من اجل شراء عدة شوالات من الاسمنت، بأضعاف ثمنها، لإصلاح الأضرار الأكثر إلحاحاً، على أن يستكمل الباقي بعد حصوله على حصته من الاسمنت.
أما المواطن محمد عبسي من سكان تل السلطان غرب رفح، فأكد أنه وبعد طول انتظار وترقب، وجد اسم والده في كشوف المستحقين للاسمنت، وتوجه برفقة اثنين من أشقائه لاستلامها، لكنه فوجئ بصعوبة العملية، وتعقيدها، وكأنهم سيحصلون على أسلحة محرمة دولياً.
وأكد أن آلية الإعمار في حال تواصلت على هذا النحو، فمن المؤكد أنها قد تستغرق عقدين أو ثلاثة من الزمن، داعياً إلى إعادة النظر فيها، قبل أن يعم الإحباط الناس وتتفجر الأوضاع.
أما المواطن فادي أبو دقة، وقد فقد منزله كليا خلال العدوان، فتساءل إذا كانت عملية ترميم المنازل المتضررة وتوزيع كميات محدودة من الاسمنت على المتضررين تستغرق كل هذا الوقت والتعقيدات، فكيف لعملية إعمار شاملة، تتطلب بناء آلاف المنازل من جديد.
وأكد أبو دقة أنه بات محبطاً، ويشعر أن مشكلته وغيره ممن فقدوا منازلهم ربما تطول، لذلك بدأ يفكر بحلول لتخفيف معاناة أسرته، بعد أن اضطروا لنصب خيمة والإقامة فيها، إلى جانب عشرات الخيام نصبت على أنقاض منازلهم في حي الفراحين المدمر شرق خان يونس.