الحدث- فرح المصري
قررت فصائل منظمة التحرير عقب اجتماع لها في مدينة رام الله يوم الأحد 8/2/2015، استكمال الاتصالات مع حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي لتحديد موعد وصول وفد يمثلها إلى قطاع غزة لاستئناف جهود تحقيق المصالحة الوطنية.
إلا أن بعض المحللين قالوا إن هذه الزيارة إن تمت، ستكون مضيعة للوقت، لأنها ستلفت النظر عن الأسباب الحقيقية الواجب إتباعها للقضاء على الانقسام، فهذا الاجتماع لن يختلف عن غيره من الاجتماعات السابقة، فكل طرف متمسك بأفكاره، وعليه هذه الزيارة لن تؤدي إلا لتعميق الانقسام، أكثر وأكثر.
قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف: "إن اجتماع فصائل المنظمة بحث دفع جهود توجه وفد منها إلى قطاع غزة قبل نهاية الشهر الجاري، بهدف عقد لقاء يضم جميع الفصائل فيه لمناقشة ملفات المصالحة وإعادة الإعمار وتمكين حكومة الوفاق".
وأضاف أبو يوسف لـ"الحدث": "أن اجتماع الفصائل خلص إلى استمرار الاتصالات مع حركة حماس في الأيام المقبلة من أجل تحديد موعد لتوجه وفد منظمة التحرير إلى غزة قبل الاجتماع المقرر للمجلس المركزي لمنظمة التحرير قبل نهاية الشهر الجاري" .
وتابع "أن وفد منظمة التحرير المقرر توجهه إلى غزة سيؤكد ضرورة تفعيل مسار المصالحة باستكمال تنفيذ اتفاق القاهرة الموقع في مايو 2011 وما تلاه من إعلان الدوحة وإعلان الشاطئ وتشكيل حكومة الوفاق الوطني".
من جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلانيلـ"الحدث": "إن مهمة الوفد الذي سيترأسه عزام الأحمد ستكون إعادة تفعيل ملف المصالحة وإعطاء الحكومة دور أكبر في إدارة قطاع غزة، والسماح للحكومة القيام بدورها وتسليمها المعابر وزمام الأمور، كي تتم عملية إعادة إعمار غزة ودون ذلك لن يكون هناك إعمار لأن الاتفاق الدولي يشترط ذلك".
وأشار مجدلاني إلى أن أعضاء الوفد يتكون من الشخصيات التي شاركت في توقيع اتفاق الشاطىء، إضافة لعدد من القوى الأخرى التي لم تشارك في الوفد السابق، بحيث يشمل كل الفصائل التي وقعت على اتفاق القاهرة.
وكان النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الدكتور أحمد بحر رحب في وقت سابق بزيارة وفد منظمة التحرير لقطاع غزة في أي وقت، مشيرا إلى أنه حتى اللحظة لم يبلغوا رسميا بهذه الزيارة.
وأضاف: "أن المصالحة ضرورة وطنية وأخلاقية، مطالبا حكومة التوافق بالوفاء بالتزاماتها والقيام بواجبها وعدم التهرب من مسؤولياتها والالتفات لمعاناة قطاع غزة ومعالجة أزمة الموظفين".
عن هذا الموضوع، قال المحلل السياسي لـ"الحدث" هاني المصري: "إن هذه الزيارة إن تمت هي من قبيل رفع العتب وللاستهلاك الشعبي المحلي من خلال إظهار أن هناك جهد لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، في حين أن مثل هذه الخطوات لا تثمن ولا تغني من جوع".
وأضاف: "المطلوب معالجة الجذوز والأسباب والعوائق التي حالت حتى الآن دون تحقيق الوحدة الوطنية، وليس شراء الوقت وإضاعته في زيارات لا تؤدي إلا إلى استمرار وتعميق الانقسام والتغطية على عدم بذل الجهود الحقيقية لإنهائه".
واستطرد: "المعالجة الحقيقية تقتضي الاتفاق على القضايا التي يتم تجنبها دائما، وهي ضرورة تخلي حماس عن سيطرتها الإنفرادية على قطاع غزة، مقابل الاستعداد لإشراكها كشريك كامل في السلطة والمنظمة وعلى أساس الالتزام بأسس وطنية وديمقراطية ومرجعية حقيقية تضمن الحفاظ على الحقوق الوطنية، وتضمن شراكة حقيقية للجميع من مختلف ألوان الطيف السياسي كل حسب وزنه ودوره الحقيقي".
واتهمت حركة المقاومة الإسلامية حماس عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، بما وصفته بـ"البحث عن ذرائع" لتعطيل وصول وفد من منظمة التحرير الفلسطينية إلى قطاع غزة، وعقد حوار فصائلي شامل.
وقال سامي أبو زهري، المتحدث الرسمي باسم الحركة، إنّ عددا من القوى والفصائل في رام الله عقدت اجتماعا أمس لتحديد موعد وصول وفد المنظمة إلى قطاع غزة، غير أن عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اشترط كما أُبلغنا أن يلتقي بعضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق في القاهرة".
وأضاف أبو زهري، أن الأحمد الذي ينوي زيارة مصر يبحث عن ذرائع من خلال قوله بأنه يريد الاجتماع مع "أبو مرزوق" والالتقاء به.
وتابع: "حركة حماس ترحب بوفد المنظمة، وبحوار فصائلي شامل سيعقد في قطاع غزة، لبحث أزماتها وعلاج كافة القضايا العالقة، ونريد للزيارة أن تتم في أقرب وقت دون ذرائع، أو حجج".
وكان رباح مهنا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قال لـ"الحدث":" إن عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح يُعطل وصول وفد الفصائل إلى قطاع غزة". وبحسب مهنا، فإن الأحمد اشترط وصول الوفد، بلقائه مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق في القاهرة.
وأضاف مهنا:" الأحمد رهن وصول الوفد بلقائه مع أبو مرزوق في القاهرة، وهو من أعاق وعطل عملية حضور وفد الفصائل لغزة للحوار حول آليات تطبيق اتفاقات المصالحة".
في الإطار ذاته، قال المحلل السياسي طلال عوكل: "إنه حتى اللحظة عوامل تحقيق المصالحة الحقيقية ليست موجودة على أرض الواقع، ومحاولات الترقيع التي تتمثل بزيارة وفد منظمة التحرير إلى غزة لن توفر مناخ مناسب للمصالحة، بل ستأزمها أكثر".
وتابع: "أن المواطن لم يعد يكترث بالوفود التي تذهب إلى غزة، كما أن نتائج زيارة وفد المنظمة إلى غزة لن تختلف عن الاجتماعات التي سبقتها، فلا يوجد شيء جديد يبشر بنتائج ايجابية".
وأضاف: "أن مناخ الجو العام الفلسطيني-الفلسطيني سلبي، فهو لا يخلو من الاتهامات وما زال كل طرف لديه حساباته الخاصة بما يتعلق بمشروعه وتأثير المتغيرات الخارجية علينا كفلسطينيين، نحن لا نحتاج إلى وفود زيارة، بل نحتاج للقاءات حوار عميق، وباعتقادي أن الفصائل لم تعد قادرة على إجراء حوار عميق فيما بينها، فملف المصالحة مرتبط بقرار إسرائيل، وأشكال النضال وكيفية مجابهة المشروع الصهيوني".
وأكد عوكل، ضرورة تشكيل هيئة لمتابعة موضوع المصالحة بين الطرفين، فبعد كل اجتماع يضم الطرفين تكون النتيجة واحدة سواء بالاتفاق أو الخلاف وهي المحاصصة، وليست الوحدة الوطنية.