الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مغامرات نتنياهو الانتخابية/ بقلم: سامي سرحان

2015-02-10 09:59:00 AM
 مغامرات نتنياهو الانتخابية/ بقلم: سامي سرحان
صورة ارشيفية
 
تبدو المواقف السياسية الفلسطينية اليوم أكثر وضوحاً من أي يوم مضى، ويبدو أن زمن الاستقلال الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي قد اقترب ولا مجال للتأجيل أو التسويف أو الخوض في مفاوضات عميقة لم تؤت ثمارها المرجوة منها بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
لذلك جاء قرار القيادة الفلسطينية بالتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية وإلى مجلس الأمن قرارا قطعياً لا مساومة عليه حتى لو صادرت الحكومة الإسرائيلية أموال الشعب الفلسطيني وعاش الفلسطينيون على الكفاف، وشدوا الأحزمة على البطون فالحرية لها ثمن والاستقلال له ثمن، ومصادرة الأموال الفلسطينية هو واحد من هذه الأثمان وأنجسها.
والسيد بنامين نتنياهو الذي تنتظره معركة انتخابية قاسية بعد عدة أسابيع على استعداد للإقدام على أية مغامرة محسوبة أو غير محسوبة للفوز في الانتخابات المقبلة وتشكيل الحكومة الجديدة. ومن بين مغامراته مصادرة أموال الشعب الفلسطيني المتحصلة من الضرائب التي تجنيها إسرائيل لصالح السلطة الوطنية الفلسطينية، وتأخذ مقابل ذلك نسبة مئوية على ذلك. لكن صمود القيادة وموظفي السلطة والشعب الفلسطيني في مواجهة هذا الحصار سيفشل مخطط نتنياهو أولاً في كسب شعبية انتخابية إسرائيلية، وثانياً في تراجع القيادة الفلسطينية عن قرار اللجوء إلى محكمة الجنايات الدولية ومجلس الأمن لإنصاف شعبنا من المحتل الإسرائيلي الذي يرتكب يومياً أبشع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني التي اعتاد المجتمع الدولي عليها وعلى مر العقود الماضية وعلى المرور عليها مرور الكرام، واليوم تقول القيادة الفلسطينية لا تراجع عن قرار التوجه إلى الجنائية الدولية ولا مقايضة على ذلك بالأموال المحتجزة أو المصادرة لدى إسرائيل أو فتات أموال المساعدات الأمريكية التي تهدد الإدارة الأمريكية بقطعها عن السلطة الوطنية الفلسطينية، والمغامرة الثانية التي يبدو أن نتنياهو لم يحسبها جيدا قبوله دعوة رئيس مجلس النواب الأمريكي من وراء ظهر الإدارة الأمريكية وتحديداً من وراء ظهر الرئيس أوباما.
تجاهل نتنياهو إدارة أوباما كما تجاهلها طوال السنوات الست الماضية وهي الإدارة التي تقف مع إسرائيل ظالمة أو مظلومة أسوة بكل الإدارات الأمريكية إلا أنه هذه المرة (نتنياهو) أخطأ في حساباته واتخذت الزيارة بعداً داخلياً إسرائيلياً وبعداً داخلياً أمريكياً فأجمعت كل الأحزاب والقوى في إسرائيل على رفض الزيارة والخطاب أمام الكونغرس الذي اعتبرته دعاية انتخابية قبل أسبوعين من إجراء الانتخابات وقد يزيد من فرص نتنياهو لتشكيل الحكومة الجديدةـ، فرفضت الزيارة بشكل قاطع.
وعلى المستوى الأمريكي أثار القرار حفيظة البيت الأبيض وقرر أوباما مقاطعة نتنياهو وعدم الاجتماع به، وأعلن النواب الديمقراطيون أنهم لن يحضروا خطاب نتنياهو وما زاد من إحراج نتنياهو أكثر إعلان اللوبي اليهودي الأمريكي "إيباك" أنه لن يستقبل نتنياهو أثناء زيارته وهذه هي المرة الأولى التي يقاطع "ايباك" رئيس وزراء إسرائيلي يزور الولايات المتحدة في تاريخ إسرائيل.
واعتبرت أوساط إسرائيلية وأمريكية أن زيارة نتنياهو هذه وضعت تأييد إسرائيل في الولايات المتحدة موضع تجاذب واختلاف بين الحزب الجمهوري والحزي الديمقراطي وهو مالم يحدث أيضاً في تاريخ العلاقات الأمريكية الإسرائيلة.
أما مغامرة نتنياهو في القنطرة ورد حزب الله عليها بحسم فهي أمر بحاجة لوقفة طويلة هكذا يلعب نتنياهو بالسياسة غير عابئ بما تجره سياساته على إسرائيل من أضرار وهمه الأكبر أن يظل في رئاسة الحكومة ويبدو أن هذا الأمر هو همّ كل السياسيين على مر العصور.