مشهدٌ أول: يقول أحد الفلاسفة «الفشل نوعان: نوع يأتي من التفكير بدون فعل، ونوع يأتي من الفعل بدون تفكير».
طلب أحد المدراء العامين في وزارة (أ) من وكيل وزارة يعمل في وزارة ( ب) أن يرفع الأخير كتاباً للوزير المختص للوزارة (أ) يطلب فيه إصدار كتاب تكليف مهمة عمل لبعض موظفي ذات الوزارة (أ). برأيكم ما علاقة وكيل الوزارة (ب) بأمر يعد من صميم عمل المدير العام في الوزارة (أ)، أظن وفي بعض ظني بعض إثم، أن الحق يقع على عاتق الفيلسوف الفرنسي «كلود ادريان هلفتيوس» حين قال: «إن العبقرية ليست أكثر من تركيز الذهن».
مشهدٌ ثان: تعريف كلمة (نقد) في اللغة العربية، يعني تمييز الدراهم، وإخراج الزائف منها، واصطلاحا فهي الكشف عن محاسن العمل ومساوئه. نحن والحمد لله نملك موهبة الكشف عن الثانية بجداراة تسقطنا في اختبار الأولى، ففي الآونة الأخيرة كثر الحديث بشكل مبالغ فيه، عن قصة منح الرئيس محمود عباس لبعض الفنانيين العرب، جواز السفر الفلسطيني، ذلك الذي لا يعني بأي حال منح الجنسية الفلسطينية لهم، وجميعنا يعلم أن كافة مؤسسات السلطة مجتمعة لا تملك بحسب اتفاقيات أوسلو منح الجنسية لأي فلسطيني أينما وجد، فما بالنا بالعربي الزائر، ولكن القصة أخذت على مواقع التواصل الاجتماعي منحى بات مزعجاً إلى حدِ الإساءة إلى أنفسنا قبل الإساءة إلى الآخرين. والسؤال هل بتنا لا نميز بين الجنسية بمعناها الفعلي، وبين منحها بشكل فخري؟ أم أننا أصبحنا نهوى أن نَشتَّم القبح عن بعد أميال فقط لنمارس هِواية النقد؟
مشهدٌ ثالث: القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، تؤكد على وقوفها إلى جانب اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك، ورفضها استخدامهم «وقوداً في الصراعات الداخلية الدائرة في سوريا»، كلام جميل ولكن لماذا لم يرفضوا متاجرة البعض منا بدمائهم، والدم المراق هناك ليس فقط دما فلسطينياً، وتستخدم في إراقته كل أدوات القتل التي تحملها وتسخدمها السلطة كما تحملها وتستخدمها ما تسمى بالمعارضة، فالقضيةُ إذن قضية حرب، لا قضية جوع وفقط.
مشهدٌ رابع: نقل المفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد عن الروائي الفرنسي «جان بول سارتر» قوله إن العالم منقسم إلى فئتين متحاربتين، الأولى تملك الكلمة، والثانية تملك استعمالها». يواجه الإعلامي المصري باسم يوسف صاحب «البرنامج»؟ أحد أشهر البرامج الساخرة في العالم العربي، خيارا صعبا هذه الأيام، بعد أن اشترطت قناة «أم بي سي مصر» التي ستبدأ بعرض برنامجه، بداية من 21 شباط/فبراير المقبل، عدم السخرية من أي شيء يخص السعودية، فهل سيقبل يوسف بعد كل هذا المخاض الطويل من المجابهة مع السلطة المصرية، أم من يملك استعمال الكلمة ستكون له اليد العليا في توظيفها؟ سؤال ستجيب عليه الحلقة الأولى بعد المنع.
التسريبة: بصرف النظر عن كون زعيم كتائب عبد الله عزام، السعودي ماجد الماجد، قد توفي فعلا، أم قتل أو بيعَ كما تدعي بعض الأوساط الإعلامية المقربة من حزب الله، إلا أن الخبر المُسرب الذي وصلنا يفيد بأن جهاز مخابرات حزب الله تمكن من اختطاف الشخص الآخر الذي كان برفقة الماجد، ويقال إنه مساعده، وأنه الآن يخضع لعملية تحقيق يشترك فيها رجال مخابرات إيرانية، فيما يؤكد المصدر أن السعودية ترمي بكل ثقلها لتخليص الرجل من بين أيادي حزب الله، ليس حفاظاً على روحه وإنما على ما يملك من معلومات