الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تجربةٌ خلال الحجر المنزلي/ بقلم: د. أسامة البشتاوي*

2020-04-28 09:05:40 AM
تجربةٌ خلال الحجر المنزلي/ بقلم: د. أسامة البشتاوي*
د. أسامة البشتاوي

 

 في خلال الأزمة الوبائية الحالية، وقبل الدخول في أجواء رمضان المبارك، وأثناء فترة المكوث الإجباري أو الاختياري في المنزل، كان لدي كما العديد، هاجس زيادة الوزن التي ستحصل لا محالة، مما شجعني على القيام بدراسة عن  الكيتو دايت، والذي كنت قد سمعت عنه كثيرا مؤخرا ولم يساورني أي شعور تجاه تجربته، إلى أن صادفت أحد الأصدقاء الذين فقدوا الوزن بشكل ملحوظ، وعند سؤاله عن هذا الإنجاز، أجاب بأنه اتبع هذا النظام، مما شجعني على قراءة العديد من المقالات ومشاهدة الفيديوهات ومن ثم تجربته. 

وكطبيب لديه من الأمراض الشائعة معظمها، كان لا بد من عمل العديد من الاستشارات وفحص الدم أسبوعيا  لموازنة اتباع النظام والحفاظ على القراءات الحيوية بمستويات مقبولة.    

إن الكيتو دايت، أي النظام الغذائي الكيتوني، عبارة عن نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات - النشويات السكريات، متوسط البروتين ومرتفع الدهون، وهي الآلية التي تحول الجسم من استهلاك النشويات وتخزين الدهون، إلى الامتناع عن النشويات وتحويل الجسم إلى آلة لحرق الدهون.  

هذا النوع من الحميات لديه العديد من الفوائد الصحية للجسم والعقل وأيضا علاج بعض الأمراض بالإضافة إلى فعاليته في إنقاص الوزن إلى الوضع المطلوب. 

ما يميز هذه الحمية، هو أن الشخص لا يشعر بالجوع ولا يحس بانتفاخ البطن أو الغازات، كما أنه لا حاجة لحساب السعرات الحرارية.

اتضح أن هذا النظام الغذائي كان قد استعمل في أوائل القرن الماضي (1930) لعلاج الصرع عند الأطفال ولاحقا عند الكبار، حيث تبين للعلماء تأثير هذا النظام في إنقاص الوزن بفعالية كبيرة وبسرعة ذلك أنه يعمل على تزويد الجسم بالطاقة من خلال الدهون بدلا من النشويات حيث تكون القيم الغذائية كالتالي، ويتكون النظام في العادة من:

70-80 % دهون

20 - 25%  بروتين  

5- 10%  نشويات وهي ضرورية لمنع ترسب الدهون

 أي أن احتياج الجسم للسعرات الحرارية يتحول لاستخدام الدهون بدلا من  الكربوهيدرات.

إن هذا النظام الغذائي الكيتوني مشتق من اسم الكيتو،  وهي عبارة عن جزيئات وقود صغيرة تسمى الكيتونات هذه الجزيئات يتم تخزينها في الكبد لتكون مصدرا بديلا للطاقة عند عدم وجود المصدر الأساسي للطاقة ألا وهو الجلوكوز والأنسولين، وهنا يقوم الجسم بحرق هذه الجزيئات كمصدر بديل للطاقة.

يتم إنتاج وتخزين هذه الكيتونات في الكبد من مصادر الدهون  في الجسم ومن الغذاء، ويتم استخدامها في جميع أنحاء الجسم (ما عدا الكليتين،  والكرات الدموية الحمراء والتي تستعمل الجلوكوز) بما في ذلك الدماغ الذي هو جهاز جائع يستهلك كثيرا من الطاقة يوميا من الكيتونات وليس من الدهون مباشرة. 

إن استعمال مصدر الدهون لإنتاج الطاقة بدلا من الجلوكوز والأنسولين يدخل الجسم في حالة تسمى "الكيتونية".

تراعى كمية البروتين التي يحتاجها جسم الإنسان والتي تعتمد بشكل مباشر على وزن جسم الإنسان بحيث تكون:

 ( 1 جرام بروتين مقابل 1 كيلوجرام من وزن الجسم) أما البروتين  فجزء منه يوزع حسب حاجة خلايا الجسم ومنها الخلايا العضلية حيث  يتحول إلى سكر في الدم ليزود الطاقة للكلى والكرات الدموية الحمراء.

يجب الانتباه إلى أن استعمال البروتين بكثرة، يعمل على تقويض وفشل نظام الكيتو. 

من الأمور الجميلة في هذا النظام، أن الجسم يكون دائما في حالة تركيز واستعداد، وذلك لأن الدماغ لديه مخزون طاقة بشكل كاف وعند حث الجسم بشكل مقصود إلى الدخول في مرحلة الكيتوسيس فإن الجسم يبقى في هذه المرحلة إلى أجل غير مسمى.

Contraindications الحالات التي يجب استشارة طبيب وأخصائي التغذية فيها: 

الحامل والمرضع

مرضى السكري من النوع الأول والشخص الذي  يتناول الأنسولين

مرضى ارتفاع ضغط الدم والذين يحتاجون إلى أدوية لذلك   

مرضى السرطان والمرضى الذين يعانون من نقص المناعة في الجسم

أثناء القيام بالكيتو دايت، يجب الانتباه إلى أضرار الدهون المشبعة حيث أنها تعمل على زيادة الكولسترول السيئ والذي يؤثر على القلب والأوعية الدموية، أي يعمل على تضييق الشرايين ومن ثم الذبحة الصدرية… الخ.

لذلك لا ينصح بتناول أكثر من 7% من احتياجات السعرات الحرارية يوميا من الدهون المشبعة. 

لا ينصح بشرب الحليب العادي لأنه يحتوي على 5% لاكتوز والحليب المبخر يحتوي على 10% لاكتوز، أما حليب البودرة الجاف تحتوي على 50% من اللاكتوز، لذلك لا ينصح بشرب الحليب. تجنب شرب الحليب لأن كل كأس تحتوي على الأقل على 15 غم سكر. 

ومن هنا ينصح بعدم شرب الكابتشينو والهوت شوكلت، وبالأحرى كل السوائل التي بها رغوة. 

بينما يمكن شرب النسكافيه والقهوة السوداء مع ملعقة واحدة من الحليب كما يجب عدم تناول سندويشات الجبنة بشكل مزاجي لأن ذلك يؤثر على النظام الغذائي.

إن الخضروات التي تنمو فوق الأرض سواء كانت طازجة أو مفرزة تكون مفيدة في هذا الغذاء. 

عدم تناول المكسرات بكمية أكثر من نصف فنجان أي 50 غراما في اليوم الواحد مع العلم أن الكاجو يحتوي على كثير من النشويات لذلك عليك أن تتجنبه.

تستطيع تناول الماء بشكل اعتيادي كما يمكن إضافة النكهات للماء عن طريق إضافة شرائح الخيار والليمون، ماء زهر أو ماء الورد، يجب الحفاظ على تناول كمية من الماء تعادل  6 إلى 8 كاسات يوميا مع زيادة هذه الكمية في أيام الصيف  أو بعد إجراء تمارين رياضية.

 عند الشعور بأعراض الكيتو فلو، مثل الصداع والدوخة  -وهذا سيحصل في بعض الفترات،  يجب إضافة رشة من الملح في الماء.

يجب تناول سلطة الخضار بمعدل 200 إلى 300 غرام يوميا، ثلثيها من الخس والجرجير والبقدونس والبقلة... والثلث الأخير من الخيار والبندورة. 

اللحمة والدواجن والسمك خاصة السلمون  والتونة 0 نشويات في كل 100 غرام. 

الأجبان 1 غرام 

والبيضة الواحدة تعطي 1غرام 

البيضة الواحدة التي وزنها 60 غراما بها الصفار وهو 20 غراما أما البياض =بروتين 40 غراما)

الدهون الطبيعية، زيت الزيتون، السمنة، الزبدة، والقشطة، وزيت جوز الهند تعطي 0 غرام نشويات، أما الزيت النباتي مثل زيت الذرة، زيت النخيل، زيت عباد الشمس وزيت الصويا كذلك السمن النباتي كلها ضارة وتعمل على تكوين جلطة في الأوعية الدموية وخاصة أوعية القلب. 

تذكر أن البقوليات الجافة مثل الفول والفاصوليا واللوبيا والبازيلا والحمص تحتوي على 30 غرام نشويات في كل 100 غرام.  في الإجمال، مكونات الأغذية التي يوجد بها 5 غرام نشويات في كل 100 غم تصلح مع نظام الكيتو، الطحينة والقزحة أيضا تصلح، الجميد، اللبن واللبنة مع زيت الزيتون أيضا تصلح، والمايونيز بدون سكر. كما يمكن استعمال ستيفيا كمادة محلية لأنها تدخل في الجسم وتخرج منه دون أن تمر بعملية الهضم ومن ثم فإنها لا تمد الجسم  بسعرات ولا بنشويات  وأيضا مادة جوسويت لها نفس الأثر.      

إن ألعاب التسلية البيتية مثل كرة الطاولة وريشة الطائرة وعمل الطائرة الورقية وكذلك كرة القدم في الأماكن المحصورة عادت لتكون جزءا من  التسلية العائلية ومدعاة للمرح أثناء تناول غذاء الكيتو والحجر المنزلي.  

وفي الختام، أجد أن عليك أن تحضر الأغذية المناسبة لك في غذاء الكيتو من خلال الخيارات المتوفرة على الإنترنت والتي تعطيك العديد من الخيارات مما يساعدك على تنويع الطعام والاستمتاع به مع الاستمرار في  فقدان الوزن.

 

*د. أسامة البشتاوي

​أخصائي جراحة عامة ومسالك بولية 

زميل كلية الجراحين الملكية البريطانية - لندن  

زميل كلية الجراحين – أدنبرة