الحدث- قيس أبو سمرة
أن ترى محال تجارية، ومطاعم ومقاهي، في شوارع المدن، هو أمر معتاد، لكن أن تجد "جاليري" معرضا فنيا للرسم، على الشارع العام، هو خروج عن المألوف.
هذا ما قام به فنانان فلسطينيان، عندما أقاما "point art gallery"، على الشارع الواصل بين فندق الموفيمبك والمجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان)، وسط رام الله، وينتظران افتتاحه رسميا خلال أسبوعين.
ويقول الفنان عبد الهادي يعيش (40عاما)، أحد الفنانين، إن "الفكرة بسيطة وتتمثل بوجود جاليري بسيط شعبي أمام الناس، بحيث يشاهده المواطن العادي خلال مروره في الشارع، الناس لا ترى الفن الذي يعرض في المعارض المغلقة".
ويضيف: "فكرتنا أن يكون الفن لكل الناس، بكل مستوياتهم".
ويستطرد بقوله "الأهمية تتمثل بالخروج خارج المألوف، والضغط النفسي والمعيشي الناتج عن الاحتلال والحياة اليومية، أيضا هناك طاقات لفنانين صغار نسعى لتفجيرها نحو عالم أفضل وابتسامه أفضل".
ويعيش منذ ما يزيد عن 20 عاما يمارس الفن، ومنذ سنوات عدة يمارس فن الرسم في شارع "ركب"، أحد شوارع رام الله، ويقول "هذا الفن وليد أوروبا، وهو فن التذوق البصري للمارة".
ويسعى وزميله مصطفى الخطيب إلى إيجاد جيل من الفنانين الشباب، وأن يكون معرضهما البسيط نقطة انطلاق للعالمية.
ويتابع حديثه، بينما يوجه فنانين صغار لرسم لوحات بسيطة، بقوله "يمكن لأي مواطن أن يشاهد عملنا، ويتذوقه وحتى يقتنيه، كما أن المعرض مفتوح لآي فنان".
من جانبه يقول الخطيب (22 عاما)، "فكرة الجاليري أنه وليد أفكار بسيطة، لناس بسطاء، وفنانين مبتدئين، ليكون نقطة انطلاق، نرسم لوحات فنية، فن تشكيلي ومعاصر وتقليدي وتراثي".
ويضيف: "ما يهمنا أن نجد دور للفنانين الشباب، ونطمح لأن يكون لنا معارض كبيرة مستقبلا وأن يخرج من هذا المكان الصغير فنانين كبار".
ولا تتعدى مساحة معرض " point art gallery" الـ30 مترا مربعا، وكل محتوياته بسيطة صنعها الفنانان بأيديهم من خشب الأشجار المقطع وبطريقة بسيطة.
ويحضر يعيش والخطيب وآخرين مبتدئين لوحات فنية استعدادا للافتتاح الرسمي، خلال أسبوعين.
وفي زوايا المعرض، شبان يرسمون لوحات فنية بسيطية، يطمح كل منهم لأن يكون يوما فنانا مشهورا، يمثل بلده فلسطين.
أنوار نائل (19 عاما)، من ضواحي القدس، بينما تعمل على رسم صورة لزميلتها: "أنا هاوية فن منذ الصغر وتعرفت على الفنانين واطمح من خلال هذا المعرض أن أصبح فنانة عالمية، فالفن حلم حياتي، هنا نقطة انطلاق لم تكن متوفرة".
وتضيف: "أجد نفسي في هذا المعرض، وبات لدي فرقا كبيرا وتطورا في الرسم في غضون فترة بسيطة".
وأنوار درست التمريض في رام الله، وتركته حبا بالرسم والفن.
من جانبه، يقول أسعد عماد (16عاما) من بلدة بيت لقيا جنوب غرب رام الله، بينما يرسم لوحة فنية بالمعرض: "أحلم أن أصبح فنانا احمل اسم وطني".
ويضيف "هنا أجد موطئ قدم أتعلم على يد فنانين أساليب وقواعد الفن، لأكون أفكارا خاصة بي".
وحسب "أسعد" فان معرضه الأول من نوعه، بهذه الطريقة في فلسطين، حيث تتوفر معارض وهي عبارة عن دور عرض، يؤمها طبقة محددة من المهتمين بالفن والرسم.
ويمارس الفنانان الرسم على جدران المباني في الطرقات، والمؤسسات العامة والمدارس.