الحدث - محمد غفري
"اقتحم عدد من جنود القوات الخاصة الإسرائيليين غرفتي، وشرعوا بالتفتيش الهمجي وتخريب الممتلكات، وفي ذلك اليوم أذكر جيداً عندما حاول أحد الجنود سرقة مبلغ 2500 شيقل كانت في غرفتي، إلا أنني منعته من ذلك وأعطيتها لشقيقي الأكبر، قبل أن يقوموا باعتقالي".
هذا ما أدلى به الأسير المحرر محمد الأسمر الذي اعتقل من منزله في سنجل شرق رام الله، في منتصف الليل، عند محاولة الجنود سرقته.
وبات في حكم المستحيل، أن يمر يوم ولا نسمع فيه عن حادثة اعتقال أو اقتحام لأحد منازل المواطنين من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي، ومن حالفه سوء الحظ يشهد واقعة كتلك، ليدرك حجم الظلم والاستبداد المدروس الذي يمارسه جنود الاحتلال بحق المواطنين وأهالي الأسرى والشهداء.
وحول ذلك، تقول أم يسر زوجة الأسير نزيه أبو عون، من قرية جبع جنوب جنين، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي داهمت فجر يوم الثلاثاء الماضي، منزلهم وحطمت محتوياته".
وأضافت في تصريح خاص لـ"الحدث"، أن جنود الاحتلال سرقوا 2600 شيقل من المنزل، وعند محاولتها أخذ الأموال من الضابط قال لها "أنا بحاجة للأموال، وسأعيدها لك فيما بعد"، وعندما طالبته بإعطاءه وصل بذلك، رفض ذلك بحجة وجود الشهود".
من جانبه، أكد عمر أبو عيشة والد الشهيد عامر أبو عيشة، أن جنود الاحتلال منذ استشهاد نجله، داهموا منزلهم 3 مرات، في المرة الأولى سرقوا مبلغ 50 ألف شيقل، وسلم الجنود والدة الشهيد عامر ورقة تفيد بمصادرة الأموال ومراجعة شرطة الاحتلال.
وفي المرة الثانية سرقوا مبلغ 50 ألف شيقل، كانت 36 الف شيقل "كاش"، و14 ألف شيقل عبارة عن أوراق شيكات.
وتابع أبو عيشة في حوار خاص مع "الحدث"، في المرة الثالثة قبل أيام اقتحموا المنزل وسرقوا أيضاً 25 ألف شيقل، أي أن قيمة ما سرقه الاحتلال من منزلنا 125 ألف شيقل.
واستدرك والد الشهيد المتهم بخطف المستوطنين الثلاث وقتلهم العام الماضي في الخليل، أنهم في كل مرة يقتحمون المنزل بعد استشهاد عامر، كانوا يعيثون فيه خرابا وفساد، وكل هذا يأتي من أجل الانتقام منا.
بينما قال الشاب محمد شبانة، إن جنود الاحتلال أثناء اقتحامهم لمنزله قبل نحو شهرين، وبعد قيامهم بالتفتيش والتخريب، قاموا بأخد العديد من الوثائق وجوازات السفر، وسرق أحد الجنود جهاز الهاتف الخاص به (I phone)، وطلبوا منا مراجعة شرطة الاحتلال من أجل استعادته.
وأضافة شبانة وهو أسير محرر لـ"الحدث"، بعد مراجعة شرطة الاحتلال في بيت أيل، تم استعادة كافة الأوراق والجوازات، لكننا لم نجد الهاتف، ما يؤكد أن أحد الجنود قام بسرقته.
هذه الحوادث التي سردت هي غيض من فيض، حول حوادث سرقة جنود الاحتلال للمواطنين من منازلهم وعلى الحواجز، وكلها شهادات حية تؤكد أن جنود الاحتلال "حرامية"، عدا عن السرقة الأكبر لأموال المستحقات الضريبية "المقاصة"، وكامل الأرض والمقدرات الفلسطينية التي تنفذها حكومتهم الاحتلالية.
ويتذرع الاحتلال الإسرائيلي في كل مرة يقوم بها بمصادرة أموال للفلسطينيين، أنها تمويل لمنظمات "إرهابية"، كما حصل آخر مرة عندما أعلن قبل يومين، عن حملة أمنية قام بها في قرية تلفيت جنوب محافظة نابلس، وعثر فيها على وسائل قتالية وأموال تابعة لحركة "حماس".
حيث أعلن جيش الاحتلال في بيانه، "خلال ساعات الليل نفذت قوات الجيش بالتعاون مع جهاز الأمن العام (شاباك) والإدارة المدنية حملة في أنحاء يهودا وسامرة (الضفة الغربية) للكشف عن وسائل قتالية وأموال لأغراض إرهابية تابعة لحركة حماس التي تساعدها على تعزيز نفوذها الميداني".
وأضاف "خلال النشاطات الليلية تمت مصادرة أموال بقيمة 110 ألف شيقل (أكثر من 28 ألف دولار أمريكي).
ويعتبر رئيس هيئة الأسرى والمحررين الفلسطينيين عيسى قراقع، أن هذا الأمر غير قانون وهذه التصرفات غير أخلاقية وتعسفية من قبل جنود الاحتلال.
وأفاد الوزير قراقع في تصريح خاص لـ"الحدث"، أنه بالفعل تكررت هذه الحالة في مرات كثيرة، وبالذات عندما يداهم الجنود البيوت في منتصف الليل، وإخلاء سكان المنزل منه، والقيام بالتفتيش والعبث بالمحتويات، والكثير من أهالي المعتقلين اشتكوا من فقدان وسرقة أموال من قبل سلطات الاحتلال.
وأكد قراقع، أنه تم رفع شكاوي وقضايا عكثيرة على جنود الاحتلال، مضيفاً "أستطيع القول أن أكثر من 95% من الشكاوي في هذه الحالات لم يتم النظر فيها من قبل المحاكم الإسرائيلية".