الحدث الرياضي
تعقد أندية الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم الإثنين، اجتماعا جديدا لبحث سبل استكمال الموسم المعلق منذ منتصف آذار/ مارس؛ بسبب فيروس كورونا المستجد، وسط تزايد الانقسامات حول خطة “مشروع الاستئناف”.
ويأمل مسؤولو رابطة البريمييرليغ في استئناف المنافسات في حزيران/ يونيو، ولكن هذه المهمة قد تحبطها تجاذبات الأندية التي تعمل على حماية مصالحها.
وبدلا من يوم الجمعة الذي كان موعدا معتادا لاجتماعات سابقة مماثلة، أخّرت الرابطة اجتماعها الأحدث الى الإثنين، ليأتي بعد خطاب لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأحد، كان ينتظر منه طرح خطة الخروج التدريجي من قيود الاغلاق المفروضة منذ أسابيع بسبب جائحة “كوفيد-19”.
وأعلن جونسون أن معدل انتقال عدوى الفيروس لا يزال مرتفعا، ما يمنع الحكومة من تخفيف قيود الإغلاق المفروضة في البلاد قبل الأول من حزيران/ يونيو على الأقل.
وفي حين لقي خطاب جونسون انتقادات لعدم وضوح نقاط طرحها، لم يتطرق رئيس الوزراء الى مستقبل الدوري الممتاز أو المنافسات الرياضية الجماعية في المدى المنظور، مكتفيا بالإشارة الى أنه سيتم السماح لعامة السكان بممارسة الرياضة اعتبارا من الأربعاء، على أن يقوموا بذلك حصرا مع أفراد أسرهم.
وازداد منسوب القلق الأحد بشأن القدرة على تحقيق الرابطة هدفها بإنهاء المباريات الـ92 المتبقية من الموسم، بعدما كشف نادي برايتون إصابة لاعب ثالث في صفوفه بـ”كوفيد-19″.
وإنكلترا هي واحدة من ثلاث بطولات وطنية كبرى في أوروبا لم تتوصل بعد الى خريطة طريق دقيقة بشأن مستقبل موسمها، حالها حال إيطاليا وإسبانيا حيث تسجل أيضا في الأيام الماضية حالات إصابات في صفوف بعض أندية اللعبة.
في المقابل، أنهت فرنسا الموسم مبكرا معلنة تتويج باريس سان جرمان باللقب، بينما حددت ألمانيا 16 أيار/ مايو موعدا لمعاودة المنافسات خلف أبواب موصدة في وجه المشجعين، لتكون أول بطولة كبيرة تقوم بذلك.
وحتى الأحد، لم يؤثر إعلان نادي دينامو دريسدن من الدرجة الألمانية الثانية وضع كامل فريقه الأول وجهازه الفني في الحجر الصحي بعد اكتشاف إصابتين جديدتين في صفوفه، على خطط رابطة البوندسليغا بإعادة عجلة الموسم للدوران بدءا من السبت.
لكن تطور الوضع الصحي يختلف بشكل جذري بين ألمانيا والمملكة المتحدة. ففي حين تعد الأولى من أقل الدول تأثرا بوباء “كوفيد-19” على صعيد الوفيات، تحتل الثانية مركز الصدارة أوروبيا في هذا المجال، مع تسجيل أكثر من 31 ألف وفاة من أصل قرابة 219 ألف إصابة معلنة حتى الأحد.
وكشف بول باربر، الرئيس التنفيذي لنادي برايتون المشارك في الدوري الممتاز، في تصريحات لشبكة “سكاي” الأحد، تسجيل إصابة ثالثة بالفيروس في صفوف لاعبيه.
وفي تصريحات أخرى لصحيفة “ديلي مايل” أمس، قال باربر الذي يعد من المعارضين لخطة “مشروع الاستئناف” المقترحة، “علينا ان نكون حذرين لعدم الاقدام على خطوة ناقصة، لأن ذلك قد يدمر حياة الناس. يمكن أن يكلف حياة البعض. ولا يمكننا تحمل ذلك”.
ولا تزال فحوص “كوفيد-19” وسلامة اللاعبين عقبتين رئيسيتين أمام العودة. وأوجز لاعب وسط فريق نوريتش سيتي تود كانتويل وجهة نظر اللاعبين القلقين بتعليق عبر “تويتر” على إعلان الإصابة الجديدة في صفوف برايتون، جاء فيه: “نحن مجرد أناس أيضا”.
ومن التحديات التي لا تزال الرابطة غير قادرة على تحقيق الإجماع حولها، مسألة الملاعب المحايدة، لاسيما من الأندية التي تحتل مراكز متدنية في الترتيب.
ويرى مسؤولو الرابطة أنهم لن يحصلوا على الضوء الأخضر من الحكومة لاستئناف المنافسات، الا في حال كان عدد الملاعب محدودا، ما يؤدي إلى خفض عدد العاملين في مجال العناية الطبية وأفراد الشرطة والأمن والبث التلفزيوني.
كما أثار مسؤولون في اللعبة مخاوف من تجمع المشجعين في محيط ملاعب أنديتهم لتشجيع اللاعبين، نظرا لأنه سيكون ممنوعا عليهم التواجد في المدرجات.
وتقود الفرق المهددة بالهبوط الى الدرجة الأولى (“تشامبيونشيب”) حملة رفض إقامة المباريات في ملاعب محايدة، لعدم فقدان أفضلية اللعب على أرضها، ولكونها عرضة لخسائر مالية ضخمة في حال هبوطها.
وعلى سبيل المثال، كان من المقرر ان يخوض برايتون على أرضه خمس من المباريات التسع المتبقية له هذا الموسم، في حين تتبقى ست مباريات من عشر لأستون فيلا على ملعبه “فيلا بارك”.
وقال باربر: “ما لا يمكننا قبوله هو تغيير جوهري في المنافسة بعدما قطعنا ثلاثة أرباع الطريق (لنهاية الموسم) هذا ليس عادلا ولا أحد سيقنعني بغير ذلك”.
بدوره اعتبر الرئيس التنفيذي لأستون فيلا كريستيان بورسلو، أن التخلي عن ميزة اللعب على أرضه “قرار هائل”.
ويحتاج الحؤول دون المضي قدما في المشروع الى رفض سبعة من الأندية العشرين في الدرجة الممتازة. لكن التقارير تشير إلى أن هذه النقطة لن يتم طرحها على التصويت في اجتماع الإثنين.
وتوقف الدوري بعد المرحلة التاسعة والعشرين من أصل 38، مع ابتعاد ليفربول في الصدارة بفارق 25 نقطة عن مانشستر سيتي حامل اللقب (خاض مباراة أقل).
وأقر رئيس كريستال بالاس ستيف باريش بأن الفشل في الاتفاق قد يؤدي الى إلغاء الموسم، لاسيما وأن الاتحاد الأوروبي للعبة (ويفا) أمهل الرابطات الوطنية حتى 25 أيار/مايو لكي ترفع إليه صيغة استكمال موسمها المحلي.
وقال باريش في تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي: “قد يتبين أن الأمر خارج عن إرادتنا. لدينا تحديات كبيرة من أجل استئناف البطولة واستكمال الموسم ونحن نخطط للقيام بذلك”.
وأضاف: “لا توجد إجابات سهلة. علينا أن نعمل من خلال ذلك كمجموعة. أعتقد أننا سنخرج بآراء متوافقة في النهاية”.