يُخطئ من ينسى فضل البنوك على كل فرد من أبناء الوطن..
ويخطئ من لا يعترف بدور البنوك في استقرار ودعم والنهوض بالاقتصاد الوطني..
ويخطئ من يتجاهل الظروف والخطورة التي تعمل فيها البنوك في ظل الانقسام وعدم الاستقرار السياسي وبقاء الاحتلال في كل زاوية من الوطن.
ويخطئ من يعتقد بأن البنوك قد حصدت ملايين الأرباح من أعمالها في فلسطين.. فحجم رأس المال المدفوع من أبناء الشعب وحجم الودائع المستثمرة للمواطنين مقابل الفوائد في البنوك، يجعل العائد متواضعا على حجم الاستثمار الكلي مقارنة مع حجم الإثراء في القطاعات الأخرى..
ويخطئ من يتجاهل ما يستوعبه قطاع البنوك من حجم العمالة وفي ظروف عمل مريحة للإناث قبل الرجال، طريقاً لصمود وبناء الأسرة الفلسطينية النموذجية، وما تقدمه البنوك من مسؤولية اجتماعية تكاد تغطي معظم جوانب الحياة للشعب الفلسطيني..
ويخطئ من يُحَمل أية جزء من المسؤولية عن حسابات وأموال الشهداء والأسرى لهذه البنوك والتي تعمل تحت مظلة وبتعليمات كاملة من سلطة النقد الفلسطينية والتي بدورها تعمل حسب توجيهات المستوى السياسي والأمني والتزاماتهم الدولية..
إن قضية حسابات الشهداء والأسرى هي حلقة أخرى من حلقات الممارسات الاحتلالية اليومية من اعتقالات وهدم البيوت ومصادرة الأراضي وما يتبعها من خطة الضم، جميعها جاءت تتويجاً لمسلسل الانهيار في المشروع الوطني الذي أُرتُهن لاتفاقيات سلام لم ينفذ منها شيء على مدار خمس وعشرين عاماً، سوى محاولات تفكيكه واستبداله بحل اقتصادي وتسهيلات وإدارة وخدمات سكانية هنا وهناك..
ومحاولات جادة لإسقاط الشرعية عن نضالات هذا الشعب وتضحيات شهدائه وأسراه..
مما يتطلب اليوم اتخاذ موقف لا يقبل التأويل والتأجيل يتحمل فيه المستوى السياسي وسلطة النقد المسؤولية الكاملة عن هذه الحالة من أجل حماية البنوك أعمدة الاستقرار والاقتصاد الوطني وعدم إبقاء صدور البنوك مكشوفة تتلقى سهام التحريض والتخوين وهي بريئة من كل ذلك، براءة الذئب من دم يوسف..
لقد خاض البنك العربي صاحب التاريخ الطويل في الوطن والمنطقة لوحده معركة أمام القضاء الأمريكي لإسقاط تهمة الإرهاب تكَلَف فيها ما يقارب المليار دولار، ولولا حنكة وصبر القائمين عليه كانت عواقبها كارثية على اقتصاد المنطقة وعلى عائلات بأكملها تعيش على العائدات والمساعدات من البنك..
وهناك لا تزال ثلاثة بنوك على الطريق يواجهون أيضاً تهم الإرهاب..
أنَّ المِقدادَ قالَ لِرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ بَدرٍ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّا لا نَقولُ لك كما قالت بَنو إسرائيلَ لِموسى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]، ولكنِ اذهَبْ أنتَ وَرَبُّكَ فقاتِلا، إنَّا معكم مُقاتِلونَ.
رفقاً بالبنوك ايها الشعب العظيم
الرحمة والخلود لشهدائنا
والحرية لاسرانا