الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

في عيونه خبر ليس يكذب النظر!| بقلم: محمد عيد

2020-05-13 10:44:12 AM
في عيونه خبر ليس يكذب النظر!| بقلم: محمد عيد
محمد عيد


 

لفت انتباهي لقاء صحفي مع أحد رجال العمل العام الفلسطيني الذي استغله ضمنا ليطمس حقيقة هدر المقدرات الوطنية والمال العام عوضا عن الاعتذار عن الفشل.

أقسم أنه أدهشني بعظمة قدرته على تقمص دور البطل بعرضه واستعراضه المسرحي للوقائع، حيث استطاع أن يكثف تركيزي نحو طريقته المبهرة عوضا عن المتن والحدث.

في الواقع، بدأت أتشكك بمدى استقرار الحالة العقلية لشعبنا، فكيف لمشعوذ كهذا أن يبسط سيطرته بألاعيبه على خيالنا ووعينا وعواطفنا… كل حديثه لم يكن سوى فرقعات كلامية ممزوجة ببضعة أوهام ومغامرات خيالية مستعينا ببعض الحقائق المبتورة...

 يقول نابليون:

"عندما تظاهرت بانني بابوي متطرف استطعت أن أكسب ثقة الكهنة في إيطاليا.. ولو أتيح لي بأن أحكم اليهود لأعدت من جديد معبد سليمان… لم أستطع الاستقرار في مصر إلا بعد أن تظاهرت بأني مسلم ".

أين وعينا، عقولنا و تدبرنا! أتفق تماما مع عالم الاجتماع الفرنسي غوستاف لوبون الذي ركز دراساته في تشريح ماهية التكوين الذهني للمجتمعات الشرقية حيث يقول: 

"تنخفض طاقة الجماهير بالتفكير ويذوب المغاير بالمتجانس، بينما تطغى الخصائص التي تصدر عن اللاوعي".

إن أخطر ما في الأمر، هو خلق ثقافة الإيمان التراكمي بالزيف والخرافة والأوهام عبر وسائل الإعلام المشوهة من خلال التأكيد والتكرار لصور وشعارات تخاطب العواطف دون أن ترتبط بأية محاججات عقلية منطقية.

أختم قولي بالتأكيد على أن عبادة المسئول والتسليم المطلق لنفوذه والريبة من بأسه هي سمة المجتمعات المنحطة !