الحدث- موسى محمد
أحيا عشاق فلسطينيون من الجنسين، اليوم السبت، "عيد الحب" بطقوس خجولة اقتصرت على تبادل ورود وهدايا وغابت عنها او كادت الثياب الحمراء التقليدية والحفلات والسهرات الغنائية الراقصة.
وفي العقدين الأخيرين، درج فلسطينيون من الجنسين ومن أعمار وشرائح مختلفة على إحياء "يوم الفلنتاين" الغربي، الذي يحتفل به حول العالم سنويا في 14 شباط ، وسط جدل يتجدد حول مشروعية الاحتفال.
واكتست واجهات محلات عديدة في مدينتي رام الله والبيرة حلة حمراء قرمزيه، وعرضت مئات الأنواع من الهدايا خاصة واتبعتها بالإعلان عن تنزيلات وعروض لجذب متسوقين تضائل عددهم مقارنة مع السنوات السابقة في ظل تدهور الوضع الاقتصادي وعدم انتظام صرف الرواتب.
ويقدر انفاق الفلسطينين على الاحتفال بيوم الحب بملايين الدولارات سنويا على شكل هدايا وحفلات وسهرات يحييها فنانون محليون في كثير من الفنادق والمطاعم ومتنزهات معروفة بأجور مرتفعة، لكنها كادت تختفي من أمسيات المدينتين هذا العام.
ويرى تجار عيد الحب كموسم تجاري مهم، لكن اغلبهم أحجموا هذا العام عن توفير كميات كبيرة وبضائع مرتفعة السعر نظرا للوضع الاقتصادي الصعب، وصعوبة تسويق هذه المواد الخاصة بالمناسبة بعد انقضاء المناسبة.
وانتشر عشرات الباعة الجوالة اغلبهم من الفتية في الشوارع وفي المفترقات والميادين لبيع الزهور الحمراء في مؤشر ابرز على الاحتفال بالعيد.
ويغتنم عشرات الفتية المناسبة لتوفير بعض المال من بيع زهور طبيعية وصناعية يتراوح سعر الواحدة منها بين7 و15 شيقل للزهرة الطبيعية الواحدة حسب نوعها وحجمها، وطريقة تنسيقها، و5 شواقل للزهرة الصناعية، الى جانب باقات عرضت ابتداء من 15شيقل
ويقول الشاب محمد خولي وهو من مدينة طولكرم وفرت 70 وردة و70 باقة، وهي اقل من نصف الكمية التي بعتها العام الماضي على امل بيعها اليوم، ابيع الوردة والباقة بـ15 شيقل، ولكن الاقبال ضعيف حتى بعد انتصاف النهار، وأخشى ان تكسد إزهاري، وأتكبد خسائر بدل ان اوفر بعض المال الذي احتاجه بشده.
واعتاد احمد عبد الله فضة وهو من بلدة بتونيا المجاورة بيع الورود بهذه المناسبة منذ 15عاما، لكنه فضل هذا العام بيعها الى جانب فاكهة الفراولة، ويقول ابيع الواحدة وهي جوري طبيعي بـ 10 شيقل، الإقبال ضعيف يطلب المشترون واحدة او اثنتين على الأكثر بعد ان كانوا يشترون عدد اكبر من الزهور وإهدائها حتى لأشخاص لا يعرفونهم تعبيرا عن قيمة الحب اما اليوم فلا تقدم سوى للحبيب.
ويشكو الطفل حسين مربوع 15 عاما من ضعف الاقبال، قائلا انه باع وصديقة وكلاهما تلاميذ في المدرسة خلال 5 ساعات 9 زهرات فقط بسعر يتراوح بين 7 و8 شيقل للواحدة، لافتا انهما اشتريا 100 زهرة علىامل بيعها وكسب نحو 300 شيقل
واكتفى اسماعيل ريان ببيع زهور صناعية بلاستيكية بسعر 5 شواقل للواحدة، على عربة اليد المتحركه خاصته، وبخلاف التذمر من قلة المال لديهم الناس ينفقون على شراء الورود وهذه تعتبر كماليات واحتفالا بمناسبة ليست ضمن تقاليدنا واعيادنا، البعض يطلب3 زهرات واكثر والإقبال معقول حتى الان ان لم يكن جيد على هذا النوع من الزهور.
وحتى كعك القدس بالسمسم جاء يحتفي بعيد العشاق ويقدم ذاته هدية للمحبين على وجبة افطار غير عادية، ويقول بائع الكعك ناصر السلامين وهو من بلدة السموع بالخليل انا لا أومن بعيد الحب ولا بمشروعية الاحتفال به، ولكن وصلنا اليوم كمية من الكعك القدس المعروف بشكله الدائري او المستطيل على شكل قلوب، كثيرون اقبلوا عليه بهذا اليوم على سبيل التغيير والمفاجأة ونحن نبيعه بذات سعر الكعك العادي.
واستعدت متاجر كثيرة في المدينتين لتلبية احتياجات المحتفلين من الهدايا الحمراء والموشاة بالورود والقلوب.
لكن الدببة والبضائع متوسطة وقليلة السعر لكن الزهور كانت هذا الموسم الهدية الأكثر تبادلا تليها القلوب ودمى الدببة خصوصا.
وقال سامر ريان الموظف بمحلات البكري برام الله وفرنا كميات كبيرة تلبي سائر الأذواق والإمكانيات وقدمنا عروضا سخية وتنزيلات على الدببه واصناف عديدة اخرى بنسبة 20% والاقبال جيد خصوصا على الدببة متوسطة الحجم والتي بيعت بين 40 و 50 شيقلا وعلى صغيرة الحجم بسعر يقل عن 20 شيقلاً ونفر دببة ودمى كبيرة بسعر يتراوح بين 100 و120 بعد الخصم وباقة من العطور والاكسسورات ضمن عروض، الاقبال جيد ولكن الإقبال اكثر على هدايا يتراوح ثمنها حول ال 50 شيقل.
ورغم ان الشوكولاة هي الهدية الأكثر تبادلا بهذه المناسبة بين العشاق حول العالم الا انها تتذيل القائمة في فلسطين، وقال تجار انهم وفروا انواع فاخرة منها تحمل شعارات يوم الحب وتهنئة بالعيد وأخرى على شكل رؤوس قلوب بسعر يبدأ بـ 65 شيقل للكلغ وقد لا يقف عند 120 إلى جانب هاديا صغيرة من هذه الحلوى كهدية إضافية تغلف مع الدمى والقلوب في عبوات أنيقة بأسعار معقولة.
ووفرت متاجر اسطوانات وأقراص مدمجة لأغاني خاصة بيوم الحي بسعر يبدأ 15 شيقلا للقرص الواحد الى لكن الإقبال دون الأعوام السابقة.
وتقول ميرفت وهي فتاة في أوائل العشرينات من العمر في مدينة رام الله، اعتدت وزميلاتي منذ أيام المدرسة الاحتفال بهذا اليوم، كنا نتبادل الزهور ونهدي مارة لا نعرفهم زهرة او اثنتين تعبيرا عن الحب بمعناه الواسع كقيمة انسانية ينبغي ان تسود، لكن من يهاجمون العيد والمحتفلين لا يعرفون سوا ان الحب علاقة دنسة بين رجل وامرأة وهذا تخلف وتعصب اعمى لفكرة ومعتقد بال.
وتابعت وارتديت قميصا احمر وقبعة حمراء اشتريت 4 زهرات بقصد إهدائها بهذه المناسبة لأمي وصديقاتي وقد اهدي واحدة لشخص لا اعرفه، ولا مانع ان اهدي من احب وردة لو كان لدي حبيب او زوج او خطيب لا يهمني اصل العيد ما يهمني هو ان الحب قيمة سامية وهدف نبيل يحتاجه مجتمعنا وينبغي ان نزرعه ونحميه.
ويقول إبراهيم سمرين نحن لا نعترف سوى بعيدين الفطر والأضحى ونبينا الكريم قال لا خير في أمه كثرت اعيادها هذا تقليد غربي دخيل على مجتمعنا الشرقي وتقاليدنا الاصيلة، ويشجع على الفحش.
وبين وجهة نظر ميرفت واعتقاد سمرين .. واصل آلاف المحتفلين انتقاء هدايا تعبر عما في القلوب فيما يمني الباعة وتجار جملة ومفرق النفس بموسم جيد هذا العام يحظى بالرضى.