الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

رسالتي المفتوحة (الثانية) للرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية| بقلم: سام بحور

الليلة هي الليلة الموعودة - يمكن لفلسطين الليلة أن تعود إلى المسار الصحيح

2020-05-20 10:30:10 AM
رسالتي المفتوحة (الثانية) للرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية| بقلم: سام بحور
سام بحور

 

 قيل لنا إن الليلة هي الليلة الموعودة، ذلك أن القيادة الفلسطينية سوف تعقد مساء اليوم اجتماعاً استثنائياً في مدينة رام الله. نعم، إنه لقاء آخر. لكن هذا ليس مجرد اجتماع آخر فحسب، بل في هذه المرة، يتم الترويج لهذا الاجتماع على أنه الأكثر حسماً وجديةً من نوعه منذ زمن.

يأتي هذا الاجتماع في أعقاب أداء الحكومة الإسرائيلية الخامسة والثلاثين اليمين الدستورية - حكومة ائتلافية - وهي الحكومة الأكبر في تاريخ إسرائيل، التي تأتي ببرنامج سياسي يدعو، وبكل وقاحة، إلى جولة أخرى من الضم، هذه المرة في الضفة الغربية. 

إن جرأة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء البديل، بيني غانتس، تنبثق من الضوء الأخضر الذي حصل عليه من الولايات المتحدة، وبالأخص من قبل الإمبراطور دونالد والأمير جاريد والملك ديفيد (في حالة السفير ديفيد م. فريدمان، إذ أن حرف الميم في اسمه الأوسط يرمز إلى كلمة "ميلخ" بالعبرية - مما يعني "الملك" حرفياً، إذ أنه ليس بالإمكان اختلاق مثل هذه التركيبة).

سئمت القيادة الفلسطينية المنهكة من الشعور بالسأم والتعب. وقد وعدت بالتصرف الليلة بطريقة سوف تصدم الجميع. لقد سبق وأن قدمت نصيحتي للقيادة الفلسطينية في الماضي، وبالتحديد رؤيتي حول كيفية إعادة تفعيل النظام السياسي الفلسطيني، وعملية إجراء الانتخابات، والسبل لاجتذاب العالم، عبر رسالة مفتوحة إلى رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دولة فلسطين، محمود عباس، ولكن دون جدوى.

الآن، ومجدداً، أقدم نصيحتي بصفتي مواطناً فلسطينياً، علما بأن فرص التأثير على النظام السياسي الفلسطيني المتكلس قليلة، ولذلك فإن هذه المناشدات العلنية تهدف للتعويض عن دور سياسي تمثيلي حقيقي. بالطبع، لا يمكن أبداً أن يكون هناك بديل لنظام سياسي عملي حقيقي، ولكن هذا حديث ليوم آخر.

إن النهج المزدوج التالي كفيلٌ بأن يكون أكثر جدوى وقيمة من أي ثرثرة مطولة قد تقود إلى نهج عمل متدرج وبطيء، الأمر الذي لا يؤدي الدور المطلوب لهذه المرحلة.

الخطوة الأولى التي أدخلت فلسطين والفلسطينيين إلى دوامة المئة عام، كانت تلك التي دشنتها القوة الإمبراطورية في حينه، المملكة المتحدة، والتي أُطلق عليها اسم وعد بلفور.

 ورد الإعلان في رسالة مؤرخة في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1917 وموجهة من وزير خارجية المملكة المتحدة، آرثر بلفور، إلى اللورد روتشيلد، زعيم الجالية اليهودية البريطانية، لإرسالها للاتحاد الصهيوني لبريطانيا العظمى وأيرلندا.

كان وعد بلفور عبارة عن فقرة واحدة مكونة من 67 كلمة. والنص كان كالتالي:

"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يتم القيام بأي عمل من شأنه الانتقاص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى".

يمكن لاجتماع القيادة الفلسطينية الليلة أن يصنع التاريخ باتخاذ إجراءين:

أولاً، بإصدار الإعلان التالي، ويمكن أن يطلق عليه "إعلان الشعب"، وسوف يتكون من فقرة واحدة تتكون من 73 كلمة، وليس 67 كلمة، نظراً إلى أن الرقم 67 حساس للغاية لكل فلسطيني وبهذا المنطق فإن الرقم 73 يجب أن يحمل ذات الأهمية للإسرائيليين:

إعلان الشعب

"إن الشعب الفلسطيني، في سائر أماكن إقامته، يؤكد بإصرار مطلق أن فلسطين ما زالت الوطن الطبيعي لجميع الفلسطينيين - مسلمين ومسيحيين ويهود - وسوف يتحررون، بالمقام الأول وقبل كل شيء، بصمودهم ونضالهم المستمر في سبيل الحرية والاستقلال، وبدعم من المواطنين المحبين للسلام في جميع بقاع العالم، مع العلم بأنه لن يقبل أي فعل يمكن أن يمس الحقوق غير القابلة للتصرف لجميع الفلسطينيين، بدءًا باللاجئين الفلسطينيين".

ثانيًا، في محاولة للحفاظ على الطابع السياسي، وكذلك المساهمة في إنقاذ نظام عالمي يقوم على القانون والنظام، يجب أن تكون هناك دعوة واضحة الليلة من قبل القيادة الفلسطينية موجهة للدول الأعضاء في الأمم المتحدة للتحرك وإنقاذ الفلسطينيين، والعالم أجمع من الدول المارقة مثل إسرائيل، من خلال الدعوة لخطة عمل تقوم على الخطوات الخمس التالية، وموجهة إلى جميع أصحاب الشأن للعمل من أجل:

أولاً

إلغاء اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل

والدعوة إلى الانسحاب الإسرائيلي من دولة فلسطين، بحسب تعريف فلسطين لدى الأمم المتحدة.

إن هذه الخطوة، وهذا الخطوة فقط، هي التي سوف تمحو اتفاقية أوسلو وتوضح للجميع أنه لم تعد تعتبر أي من مواقف التفاوض السابقة نقطة بداية لأي مفاوضات مستقبلية.

ثانياً

الحماية الدولية

يجب توفير الحماية للفلسطينيين في غزة والقدس الشرقية والضفة الغربية وإسرائيل،

واللاجئين والمهجرين الفلسطينيين في كافة أماكن وجودهم (لبنان، سوريا، الأردن، مصر، إسرائيل، إلخ.)

ثالثًا

المسؤولية

يجب فرض العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والرياضية والبيئية على إسرائيل و/ أو الولايات المتحدة.

رابعاً

اتخاذ الإجراءات العسكرية وغير العسكرية باستخدام

الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة: 

"ما تتخذه المنظمة الأممية من أعمال، حال تهديد السلم والإخلال به ووقوع عدوان على المدنيين في دولة من الدول".

خامساً

تجاوز الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن:

"متحدون من أجل السلام"

قرار الجمعية العامة 377 A (البند الخامس) من عام 1950

عزيزي رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، رئيس دولة فلسطين، ورئيس أكبر فصيل لمنظمة التحرير، فتح، محمود عباس، كفى!

إصنع أسطورتك الليلة بإصدار الإعلان باللغات العربية والإنجليزية والعبرية، وإصدار برنامج عمل الخطوات الخمس. ومن ثم، تنح بطريقة مخطط لها ومؤسسية، ودع الجيل القادم من القادة الفلسطينيين يمضي قدماً، فإن نضالنا يتطلب ذلك!

 

نشر المقال الأصلي بالإنجليزية على الرابط التالي:  

https://bit.ly/Open-Letter-Abbas-2