الجمعة  08 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بلير: بعد عشرين عاماً من أوسلو، نحتاج مقاربة جديدة لغزة وللسلام

2015-02-15 04:11:14 PM
بلير: بعد عشرين عاماً من أوسلو، نحتاج مقاربة جديدة لغزة وللسلام
صورة ارشيفية
 
 

الحدث- غزة

زار ممثل الرباعية توني بلير غزة اليوم الأحد، وتفقد عدداً من المواقع واجتمع مع عدد من ممثلي القطاع العام والخاص.
 
وقد اجتمع ممثل الرباعية في غزة مع وزراء حكومة التوافق، وممثلي القطاع الخاص، بالإضافة إلى ممثلين عن العائلات والعاملين في مؤسسات الأمم المتحدة والفرق العاملة لدعم المشردين من بيوتهم.
 
كما شملت زيارة بلير مصنعاً للأثاث يدعم كل من مكتب ممثل الرباعية والأمم المتحدة إنتاجه للتصدير إلى خارج غزة.
 
هذا وزار ممثل الرباعية المناطق التي تعرضت للتدمير خلال الحرب الأخيرة وكذلك مناطق التطوير وإعادة البناء.
 
وقال بلير: "لقد ترك الصراع الأخير غزة مدمرةً، وشعبها أكثر فقراً وفي وضع أصعب. نحتاج بعد عشرين عاماً من أوسلو تقارباً جديداً لغزة وتقارباً جديداً للسلام".
 
 
وفصَل بلير حديثه حول غزة في هذا المقال الذي وصل لـ"الحدث" على النحو التالي:
 
"يشكل وضع غزة حالياً ملامةً للجميع: إلى أولئك بيننا في المجتمع الدولي الذين أعطوا خلال سنواتٍ طوال عدداً كبيراً من الوعود التي لم يتم الوفاء بها، إلى أولئك الذين عرضوا القيادة لكنهم لم يستطيعوا تقديمها، إلى السياسية الفلسطينية والإسرائيلية التي لم تكن قادرة على صنع الظروف الملائمة للسلام. حيث كان أهل غزة هم ضحية هذا الفشل.
 
لقد ترك الصراع الأخير غزة مدمرةً، وشعبها أكثر فقراً وفي وضع أصعب. نحتاج بعد عشرين عاماً من أوسلو تقارباً جديداً لغزة وتقارباً جديداً للسلام
 
إن المشكلة لا تكمن –كما يعتقد غالباً- في وضع المفاوضين في غرفة وإغلاقها حتى يتوصلوا إلى اتفاق. في الوضع الراهن، يمكن وضعهم في غرفة كهذه وإغلاقها إلى الأبد دون أن يتأتى السلام. الحقيقة تكمن في أنه لو أن الظروف الميدانية على الأرض كانت محفزة للاسلام، لتمكن المفاوضون من إيجاد طريقة لحل قضايا الحدود وتبادل الأراضي، وحتى القدس، اللاجئين والضمانات الأمنية.
 
وهذه هي الخلاصة: الظروف والأوضاع على الأرض ليست محفزة للسلام، بل على العكس. وغزة هي المثال الحي على ذلك. حتى في الضفة الغربية، فإن الاقتصاد يتباطئ، والناتج القومي المحلي للفرد الفلسطيني أقل بعشر مرات من نظيره الإسرائيلي الذي لا يبعد سوى قليلاً عنه. وفي القدس فإن التوتر يصل إلى الذروة ويشكل خطراً كبيراً.
 
ومع ذلك، وفي حلكة هذا الظلام، فإن هناك بصيصاً من الأمل. إن المنطقة تتغير بطريقة دراماتيكية من حولنا. وفي الوقت الذي يشكل فيه المتطرفون تهديداً جديداً، فإن ذلك يوفر كذلك فرصاً جديدة لكل أولئك الذين يؤمنون في السلام للاتحاد حوله وتحقيقه. لذلك لا يجب علينا الاستسلام، بل مضاعفة جهودنا.
 
تتلخص الشروط المطلوبة بتحقيق سلام ناجح في ثلاث: أولاً: تحسيناً جذرياً في حياة الفلسطينيين اليومية، ثانياً: سياسة فلسطينية موحدة على أساس صريح داعم للسلام ولحل الدولتين/ أي بمعنى دولة فلسطين ذات السيادة ودولة إسرائيل آمنة ومقبولة: وثالثاً: دور محسَن للمنطقة، بالتحالف مع المجتمع الدولي والذي يجب أن يتحمل مسؤولياته في مشاركة القيادة حول هذه القضية.
 
لنبدأ من غزة، حيث تشكل طيفاً لكل ما هو خاطئ؛ يعاني أهلها في حياتهم اليومية، وهي مفصولة عن الضفة الغربية ليس فقط مادياً بل أيضاً سياسياً، حيث أن المصالحة على ما يبدوا تنهار.  وبالنسبة لمصر، وبسبب النتائج على الأمن الخاص بها، وقلقها حول علاقة حماس بالإخوان المسلمين والإرهاب في سيناء، فإنها –وبشكل مفهوم- تبحث عن ضمانات قبل أن تنفتح على أية حكومة هناك.
 
وقد اتفق مؤتمر القاهرة تحت قيادة مصر، على برنامج كبير لدعم غزة. ولكن حتى الآن، لم يحصل سوى تقدم محدود، وحتى الأموال للرواتب -التي تشكل ضرورةً للعديد من العائلات- لم يتم دفعها.
 
نحتاج إلى التغيير في غزة لفتحها وإعادة وصلها مع العالم. ولأجل هذا، نحتاج إلى المصالحة في السياسة الفلسطينية، ومن أجل المصالحة، نحتاج إلى وحدة على أسس تدعم السلام.
ويجب على تقاربنا أن يكون محكوماً بهذه العناصر:
1.    دفع الرواتب والاتفاق على بعض من البنية التحتية الأساسية الضرورية لغزة – الطاقة، المياه، السكن (أبعد وأكبر بشكل كاف من برامج الأمم المتحدة الحالية)، على أن يتم موازاة ذلك بتمويل مناسب من مؤتمر القاهرة.
 
2.    يحتاج المجتمع الدولي إلى إيضاحات من حماس: هل هي حركة وطنية فلسطينية تخصص نفسها لتحقيق دولة فلسطينية، أم جزء من منظومة وحركة إسلامية ذات أبعاد إقليمية تختص بحكومات خارج غزة؟ هل لدى حماس الاستعداد لقبول دولة فلسطينية على حدود عام 1967 أم لا، مع كون مثل هذه الدولة الحل النهائي للصراع؟ في مثل هذه الحالة، فإن المجتمع الدولي سيتمكن من ترويج ودعم إعادة الإعمار جنباً إلى جنب مع المصالحة.
 
3.    يجب على مصر أن تحصل على ضمانات ذات مصداقية حول أمنها والذي يتأثر بغزة، مع ضمانات بأن غزة لن يتم استخدامها كقاعدة لأية نشاطات إرهابية في سيناء، وأنه سيكون هناك تعاون مع الحكومة المصرية لمنعه.
 
4.    يجب على معابر غزة أن تكون مفتوحة بطريقة تسهل حركة الأفراد والبضائع، لكي تتمكن غزة من أن تتوحد مع العالم الخارجي وأن تنمو اقتصادياً.
 
5.    يجب على إسرائيل أيضاً أن تفعل كل ما تستطيع لدعم إعادة الإعمار في غزة وفتح معابرها للسماح لأقصى كمية من المواد بالدخول، وتجنب العودة إلى دمار ثلاث حروب في ست نوات.
 
6.    على مصر بعد ذلك أن تقود مفاوضات حول المستقبل بعيد المدى لغزة بما في ذلك قضايا مثل المطار والميناء كما تم الاتفاق عليها بعد الحرب الأخيرة.
 
ويجب أن تكون هذه الخطة لغزة، جزءاً من اتفاق أكبر بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية، والذي يجب أن يشمل في أساسه التحسين الجذري لحياة الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وهذا بدوره قد يمكن من تمهيد الطريق لانتخابات فلسطينية واستئنافٍ لمفاوضات مناسبة لعملية السلام.