الحدث- ياسمين أسعد
قال عضو الكنيست الإسرائيلي جمال زحالقة إن الهدف الأساسي من تشكيل القائمة العربية المشتركة في انتخابات البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، هو رفع تمثيل أعضاء البرلمان العرب إلى 30%، أي ما يعادل 15 عضوا ما قد يؤدي إلى تغيير الخارطة السياسية في إسرائيل وسقوط نتنياهو.
وأضاف زحالقة لـ"الحدث": "لا يمكن أن نقيس كل شيء بنسبة التصويت باعتبارها تجربة جديدة، لكن حسب استطلاعات الرأي نسبة التصويت لصالح القائمة العربية وصلت إلى 57%، ونهدف إلى أن تصل ما فوق 70% وعندها سيكون لدينا 14 أو 15 عضوا في الكنيست".
وأشار إلى أنه يحق لـ825 ألف شخص من فلسطينيي الـ48 التصويت في انتخابات الكنيست، أي ما يمثل 14% من المصوتين في إسرائيل، ونتوقع أن يصوت حوالي نصف مليون شخص من الجماهير العربية في الداخل.
تضم القائمة العربية المشتركة ثلاث كتل عربية وهي "كتلة الجبهة، وحزب التجمع، والقائمة الموحدة، والكتلة العربية للتغيير".
وعن قرار الكتل العربية بتشكيل القائمة المشتركة، أوضح زحالقة لـ"الحدث" أن القائمة الواحدة هي الخيار الأفضل ومن شأنه تحجيم التوتر بين الأحزاب العربية المرشحة، ومنع الانقسامات والاستقطاب الطائفي والسياسي، إضافة إلى أنها تزيد من التمثيل البرلماني لدعم الموقف السياسي العربي.
وعن المعيقات التي من شأنها تعطيل هدف القائمة، قال عضو الكنيست "قرار القائمة المشتركة هو قرار جماهيري وضغط منهم على الأحزاب، وهم على قناعة كاملة بمبدأ القائمة والبرنامج، لكن تبقى المشكلة الأساسية في اقناع الناس بالخروج للتصويت فقط".
وأضاف: "هنالك أيضاً محاولة لمنع النائب حنين زعبي من الترشح للكنيست؛ من قبل الانتخابات المركزية التي قررت سحب ترشيح الزعبي، لكن يوم الثلاثاء ستبت المحكمة العليا الإسرائيلية بشأن طلب الاستئناف".
وأكد أن حزب "إسرائيل بيتنا" بقيادة ليبرمان، في وضع سيء بعد أن كان لديه 11 مقعدا في الكنيست، ونأمل ألا يتجاوز نسبة الحسم، لكن لا نعرف ماذا سيحصل.
وأشار إلى أن القائمة العربية المشتركة تقوم في سياق الحملات الانتخابية بعقد لقاءات شعبية في كل البلدات والمدن، وتجهيز طواقم العمل وتوزيع المناشير والبرامج بشكل منظم.
وعن امتناع الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح من الترشح ضمن القائمة المشتركة، قال زحالقة "هنالك عدة أطراف لا تشارك في الانتخابات الإسرائيلية، لكنها لا تقوم بحملات مقاطعة رافضة للانتخابات ولا تبدي معارضتها لها وهذا ما يحدث فعلاً مع الحركة الإسلامية".
وحول ترشح رئيس الحزب الديمقراطي طلب الصانع بمعزل عن القائمة، أشار زحالقة لـ"الحدث" إلى وجود خلافات مع حلفاء الصانع بالماضي ما دفعه للترشح بصورة منفصلة، "هنالك محادثات متواصلة معه بشأن انسحابه من الترشح للانتخابات، وآمل أن يقوم بذلك فعلاً".
وفي السياق، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية فايز عباس، إن خيار وحدة الأحزاب العربية في الدخل الإسرائيلي، يأتي في صالح الجميع ومن شأنه التأثير في الانتخابات والبرلمان وتركيبة الكنيست".
وأضاف عباس لـ"الحدث" "لأول مرة في تاريخ الجماهير الفلسطينية في الداخل ومنذ عام النكبة أن يكون هناك وحدة سياسية تجمع الإسلام مع الدروز والمسيحية والشيوعية والاشتراكية والقومية، ولأول مرة هنالك وحدة سياسية".
وحول النسب المتوقعة للتمثيل في الكنيست، بيّن عباس "البوادر والمؤشرات جيدة بأن تكون القائمة العربية المشتركة هي القائمة الثالثة في الكنيست، فإذا ارتفعت نسبة التصويت إلى 60% لصالح العرب سيحصلون على 13 مقعدا على الأقل، وسيكونون القوة الثالثة في البرلمان، وبإضافة ما نسبتة 5%، هذا يعني بالتأكيد إضافة عضو كنيست جديد".
وأضاف "في حال وصلت نسبة التصويت إلى 80%، سيكون عدد أعضاء الكنيست العرب 15 أو 16 عضوا، وهذا يعني أنهم سيكونوا القوة الثالثة العظمى، ولا يمكن تشكيل حكومة إسرائيل دون أن يكون لهم رأي أو موقف في ذلك.
وحول قائمة ليبرمان، أكد الخبير في الشأن الإسرائيلي أنه "كلما ارتفعت نسبة التصويت لصالح القائمة العربية المشتركة كلما قلل ذلك من فرصة ليبرمان من تخطي نسبة الحسم (3.5%)، وليبرمان اليوم يعبر بصعوبة نسبة الحسم، واستطلاعات الرأي تعطيه من بين 4-6 مقاعد فقط في الكنيست".
وأضاف "أراد نتنياهو وليبرمان من رفع النسبة منع العرب من الوصول للكنيست، لكن السحر انقلب على الساحر والقائمة المشتركة كانت الضربة التي وصفها ليبرمان بأن العرب فعلا توحدوا".
وعن أهمية التمثيل الواسع للعرب في الكنيست، أكد عباس أنه سيكون للقادة السياسية في الوسط العربي انجاز تاريخي وهام إضافة إلى انجاز القائمة المشتركة ويستطيعوا التدخل في كل كبيرة وصغيرة في الكنيست، ولا يمكن لحكومة إسرائيل (حزب اليمين أو اليسار)، تجاهل أعضاء العرب في الكنيست كما كان.
واستطرد في مثال "عمليا يحدث الآن كما حدث مع أعضاء الكنيست العرب عام 1992، عندما منعوا اليمين المتطرف من تحقيق أهدافهم في الكنيست، ورغم دعم اسحاق رابين من خارج الائتلاف للتوصل لتشكيل الحكومة، إلا أنه كان للممثلين العرب مطالب حياتية وكانت لهم؛ مثل حصول الأطفال العرب على مخصصاتهم في التأمين الوطني بشكل متساوي مع اليهود، إضافة إلى تطوير المدن والقرى العربية وقضية السلام وكان لهم دور في المفاوضات والتوصل لأسلو؛ حيث أجبروا رابين على تنفيذ ما طلبوه وكان لا يمكن بدون أعضاء الكنيست أيضاً انسحاب إسرائيل من غزة آنذاك، إضافة لتحقيق مطلب إلغاء ضريبة الأملاك التي بلغت ملايين الدولارات وإنقاذ الأراضي من البيع أو المصادرة بسبب حجج الضريبة".
وعن توقعاته حول صاحب الحظ الأوفر في الفوز بالانتخابات، قال عباس "حزب المعسكر الصهيوني سينال الحظ الكبير الذي استطاع نتنياهو جرهم لدعم مواقفه وصمتهم أمام القضايا الحياتية والاجتماعية، وإذا لم تتمكن تلك القائمة خلال أسبوع من اختراق الرأي العام الإسرائيلي سيكون الحظ حليف قائمة الليكود".
وعن المعيقات التي من شأنها تعطيل عمل القائمة العربية، قال عباس "أكثر من 80% من العرب يدعمون القائمة المشتركة، ولن يشاركوا بالتصويت في حال لم تكن، فهنالك شبه إجماع على المشاركة في الانتخابات ولأول مرة العمل الموحد بين الأحزاب العربية الموحدة من شأنه تسهيل العمل والحملة الانتخابية ودثر المعيقات".