الحدث الثقافي
تابعت اجراءات الحكومة الفلسطينية وخطط حمايتها للمجتمع وللمؤسسات الفلسطينية الاقتصادية، كل القطاعات تم التفكير بها وبحمايتها من الافلاس إلّا دور النشر.
هل تحتاج دولة فلسطين إلى دور نشر تحمي الهوية الوطنية الفلسطينية وتحافظ على الرواية الفلسطينية والانتاج المعرفي في مواجهة الروايات الأخرى التي تهاجم الهوية الفلسطينية و روايتها بشراسة أم لا؟؟؟
صناعة النشر الوطنية هي العمود الفقري للثقافة المقاومة. هي التي يعتمد عليها في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها فلسطين لأنه لم يعد متاحا احتضان دور النشر العربية للرواية الفلسطينية في ظل تغيرات غير مسبوقة و خطيرة.
باختصار، دور النشر مقياس للتطور الحضاري والثقافي وفي خط المقاومة والهجوم الأول. إن تُُرِكت لاقتصاديات السوق تنهار. عددها في فلسطين محدود جدا...ومن غامر واستثمر في هذه الصناعة وهو يحمل رسالة الثقافة ويعي دورها الوطني يخسر أمواله، وإذا سقط مشروعه، سيكون عبرة لغيره وعامل احباط . رأس المال جبان ويبحث فقط عن الربح. النشرعند البعض هو مجرد بحث عن الربح، عند القليلين رسالة . عندما أطلقت مشروع دار الشروق في فلسطين سألني الكثيرون: هل قمت بدراسة جدوى اقتصادية، قلت: لو فعلت لأحجمت، قمت بدراسة جدوى قلبية روحية وثقافية...انتصر القلب على الجيب...زاد عمري عن عمر من استشهد من زملائي، جنيت مالا، أستثمره في فلسطين، إمّا أن يثمر ببركتها أو يستشهد.
الآن اطلق صرخة شخصية وعامة باسم كل صاحب رسالة استثمر في صناعة النشر : لا تتركوها تنهار. دولة بدون صناعة نشر تخسر روحها...