الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"فلسطين بخير...طمنونا عن سائر العرب"

2015-02-16 03:27:40 PM
صورة ارشيفية

ليس أبلغ من العنوان أعلاه المنقول حرفاً عن رئيس تحرير صحيفة السفير اللبنانية، طلال سلمان، والذي كتبه عنواناً لمقاله في الملحق الخاص الذي يصدر مع السفير منذ سنوات ويعنى بقضايا وشؤون فلسطين ويحملُ اسمها "ملحق فلسطين". خلاصةُ المقال أن هموم الوطن العربي الراهن هي عبء على القضية الفلسطينية لأن الدولة العربية مشغولة عن فلسطين بمشكلاتها الدموية بعد أن كانت تشكل درعاً حامياً لفلسطين.

وفي الحقيقة، نعم فلسطين بخير إذا ما قورنت بباقي الدول العربية، خاصة دول مثل سورياً وليبيا والعراق. ففي أسوأ تقدير ما زال جرح فلسطين معروف المصدر ومعروف السبب، وما زالت أدوات مداواته قابلة للتحقق والمتمثلة في إنهاء الاحتلال.

أما ما يحدث في بعض الدول العربية من تفكك للدولة وغياب للدولة المركزية، وغياب للملامح الرئيسية للحكومات التي تدير شؤونها، وسفك للدماء، وازدياد في معدلات التطرف الديني، فإنما هو شيء يصب في خانة نكبة أعمق، سببه أن العدو الذي على دولنا العربية محاربته هو عدو من الداخل وهذا العدو يحملُ رايةً الإسلام؛ وكأنه ما من مناص إلا أن نحاربَ أنفسنا وأن نحارب الإسلام، إذا كان هذا هو الإسلام.

بالأمس قُتل 21 قبطياً مصرياً، واليوم القاهرة تقصفُ ليبيا، وقبل أسابيع أحرقت داعش الكساسبة، فقصفت الأردن سوريا، ومن ثم أعدمت إرهابية وإرهابياً عراقيان. وفي هذا الكلام إذا ما أخذ تسطيحاً ضربٌ من الجنون، لكن فيه الكثير من الكوميديا السوداء.

ما من شيء يتمددُ أكثر في كل تلك المصائب ولا ينمو ولا يكبر بقدر نمو وكبر الفكر الطائفي والإقصائي الذي بات يُطرحُ بدلاً من القومية العربية الواحدة، التي لعلها باتت الحل لمشكلاتنا العربية الراهنة.