الحدث- عرب 48
أظهر توثيق لشريط فيديو مصور كُشف عنه، مؤخرا، التفاصيل الأخيرة في جريمة قتل الشهيد محمد طه (27 عاما) على يد حارس محطة شرطة الاحتلال في كفر قاسم، قبل 3 أعوام. وفقا لموقع عرب 48.
وفنّد الشريط المصور ادعاءات الشرطة بأن طه شكل خطرا على الشرطي، قبل إطلاق النار عليه في القسم العلوي من جسمه.
وظهر في شريط الفيديو بوضوح أن طه كان على بعد من حارس محطة الشرطة، فيما تواجد الحارس في غرفته دون أن يشكّل عليه الشهيد طه أي خطر، بعكس أقوال الشرطة في الملف، والتي ادعت أن الشاب كان على مقربة من الحارس، وشكّل عليه خطر الموت.
وكانت شرطة الاحتلال قد ادعت في ملف التحقيق، أن النيران قد اشتعلت في مركز الشرطة من قبل المتظاهرين، قبل أن يطلق الشرطي النار على طه، بعد شعوره بالخطر.
وقبل عدة أشهر، قررت النيابة العامة الاسرائيلية إغلاق ملف التحقيق مع شرطي الاحتلال الذي قتل الشهيد طه، من مسافة قريبة، ولم يقدّم للمحاكمة بعد أن ادعت أنه عمل "وفق التعليمات" في مثل هذه الظروف.
وبعد استشهاد طه، اشتعلت الأجواء في كفر قاسم خاصة، والمجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل عامة، وشهدت المدينة مواجهات عنيفة مع الشرطة استمرت عدة أيام غضبا على جريمة قتل طه، اعتقل وأصيب خلالها عشرات الشبان من كفر قاسم.
وأغلقت محطة شرطة الاحتلال في كفر قاسم، لعدة أيام بعد الجريمة، لتفتح أبوابها مرة أخرى، الأمر الذي أثار الاحتجاجات في المدينة.
وشهدت جنازة الشهيد طه أجواء غاضبة بعد مشاركة الآلاف من أهالي كفر قاسم والمجتمع الفلسطيني في الداخل، الذين طالبوا في حينه، بمحاكمة المجرمين وإغلاق محطة الشرطة بشكل نهائي.
وقال والد الشهيد، المربي محمود طه، إن "ابني قُتل مرتين، الأولى حين أطلقوا النار عليه، والثانية حين أعلنوا إغلاق الملف دون تقديم المجرم للمحاكمة، وبقي طليق".
وأوضح طه أنه "لم يفاجئنا قرار النيابة العامة لأننا لا نؤمن بهذا القضاء. ورغم أننا نتابع الملف قضائيا إلا أنه بداخلنا كنا على يقين أن الملف سينتهي هكذا، لأن الدم العربي بالنسبة لهم رخيص".
وأكد أنه "لن نترك هذا الملف ما دام فينا نبض للحياة، هذا ما قلته لهم، ولدينا إثباتات وأدلة تدين المجرم الذي قتل ابني، ليأخذ عقابه".
وختم والد الشهيد بالقول إن "مسلسل جرائم الشرطة لم ولن ينتهي أبدا، لأنهم ينظرون إلينا كأعداء وليس كمواطنين. نحن لا نثق بالشرطة ولا بالمؤسسة الإسرائيلية كلها. خسرنا ابني محمد، ولكن سأعمل كل ما بوسعي من أجل معاقبة القتل المجرم. إذا لم تستطع أن تزيح الصخرة فعلى الأقل حرّكها".
وكانت جريمة قتل الشهيد طه قد اقترفت يوم الخامس من حزيران/ يونيو 2017، برصاص الشرطي الذي كان حارسا على مركز الشرطة في كفر قاسم.