الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ابن تيمية ... بريء من " داعش"/بقلم محمود فطافطة

2015-02-17 01:25:03 PM
ابن تيمية ... بريء من
صورة ارشيفية
الحدث.
 
 ما أن برز تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام المعروف بـ" داعش" إلا وتلازمت معه صيحة الرجوع إلى أفكار وفقه وفتاوى شيخ الاسلام " أبن تيمية" من قبل هذا التنظيم... وكثيراً ما أصبحنا نلاحظ أن هذا التنظيم يستشهد بقول هنا وآخر هناك لهذا العالم عندما يُقدم على سلوك لا سيما المتعلق بعمليات القتل والذبح، وحتى الحرق الأخير بحق الطيار الأردني معاذ الكساسبة.
 
فهذا التيار الذي يتخذ من ابن تيمية مرجعيته الفكرية العليا ومن العقيدة الوهابية السياسية إطارا لتنظيم حركته، خالف بإعلانه الخلافة تعاليم كل من ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب.وبعكس ما يشاع، لم يشترط ابن تيمية، ومن ثم لاحقا تلميذه محمد بن عبد الوهاب، قيام الدولة الاسلامية بتنصيب خليفة وفقا للشروط التقليدية التي قالت بها مختلف المذاهب السنية، بل وجد أن المعيار هو احترام الشريعة وتطبيقها من قبل ولي الأمر ( وفق ما يرى الباحث وسام اللحام).
 
فابن تيمية عاش في فترة زمنية بالغة الاضطراب بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد العام 1258،  وقد شهد غزو التتار للأمة الاسلامية وأرضها، وبالتالي كان يفتي بمواجهة هؤلاء الغزاة الذين أوغلوا قتلاً وتدميراً وتمثيلاً في المسلمين...  حيث لا يمكن لعالم فذ وكبير بمكانة ابن تيمية أن يلتزم الحياد أو يصمت مقابل هذا التوحش التتاري، لذلك افتى باستخدام كافة الوسائل لمواجهتهم شرط أن تكون في إطار أخلاقيات الحرب المنطلقة من القرآن والسنة النبوية..وللأسف الشديد قام " داعش" بقياسات فقهية وفكرية لابن تيمية في فترته ليسقطها على الواقع الراهن، وبالتالي يقوم بجرائم بشعة بحق الكثير من الأبرياء...
 
وبما أن للمجد والشهرة ثمن فقد تعرض ابن تيمية إلى الأذى والكيد والحسد؛ حيث أذاه الكثير من الولاة والسلاطين،  وحسده أرباب المذاهب الإسلامية، وعلماء الكلام،  وأهل الطوائف من غير أهل السنة،  فأفتروا عليه جميعا ونسبوا إليه ما لم يقله، وألفوا فيه الكتب والرسائل، وأهدروا دمه، وضللوه، ودعوا السلطان إلى سجنه.  وبالفعل سجن خمس مرات، منعوا كتبه، ومنعوه من التدريس، ومنعوه من الحديث ومواجهة الناس، وتناولوا عرضه، وشتموه وسبوه،  وجلد مرة من المرات،  واخرج من دمشق إلى مصر .. كل ذلك لم يزيد الرجل إلا صبراً وثباتاً واحتساباً..
 
هذا المشهد القاسي مع ابن تيمية أدى بكثير من خصومه الى تدليس بعض افكاره وفتاويه والعمل على تحريفها .. وهذا ما استفاد منه على مر التاريخ جماعات وتنظيمات بعيدة عن الاسلام وعن النهج الصحيح لهذا الدين العظيم المتخم بالرحمة والتسامح والعدالة والحقيقة المشرقة بكل خير وانسانية..
 
 وفي هذا المجال، أود استعراض أهم سيرة هذا العالم الكبير الذي هو وفكره وفتاويه بريئة من أعمال داعش أو أي تنظيم دموي، يتلذذ بدماء المسلمين، ويستبيح كل ما هو محرم ...
 
ابن تيمية هو أكثر من ألف في تاريخ الإسلام من كتبٍ ومجلدات. دوائر المعارف تترجم عن دول بصفحتين وثلاث، ولكنها تتحدث عن ابن تيمية بعشرين صفحة!! . لا يوجد عالما حظي بالتراجم والكتابة والاهتمام والانشغال بمثل ما حظي به، حتى  أن بعض الباحثين  ذكر أنه قد أُلف في ابن تيمية أكثر من ثلاثة آلاف كتاب، ما بين رسالة وكتاب وبحث ورسالة دكتوراه وماجستير وبحوث جامعية.. يعتبر ابن تيمية من أوائل من جسد مقولة " أسلمة العلوم أو المعرفة"؛ فقد كان يأتي بالعلوم الداخلة والوافدة على المسلمين فيضعها في ميزان الكتاب والسنة؛ فيُبقي الصحيح منها ويترك المخالف .. 
 
يعتبر ابن تيمية من العلماء المسلمين الثلاثة  الذين بلغوا الغاية في التأليف، وهم ابن الجوزي والسيوطي بالإضافة إليه، وقد كان أكثرهم تحقيقاً وتنقيحاً ورسوخاً ونفعاً وأثراً في الأمة، حتى قيل أن مؤلفاته بلغت بالرسائل والكتب أكثر من ألف مؤلف، ولو جمعت لكانت أكثر من خمسمائة مجلد، وقد ضاع منها الكثير ..
 
ولد في حران بالشام ابن تيمية ( 661 هـ )، ولقب بـ " شيخ الإسلام "، و هو أحد أهم علماء الحنابلة،. اشتهر في مجالات عدّة أهمها : الفقه و الحديث والعقيدة وأصول الفقه والفلسفةوالمنطق والفلك ، كما أنّه كان بارعًا في شرح الحساب والجبر، وهو القائل بأن العلوم الطبيعية أفضل من العلوم الرياضية وذلك ردًّا على فلسفة المشائين الذين تبنّوا رأي أرسطو القائل بأن أجلّ الفلسفة هي الفلسفة الإلهية ثم الفلسفة الرياضية ثم الفلسفة الطبيعية  . ذاع صيته في تفسير القرآن واستحق الإمامة في العلم والعمل وكان من مذهبه التوفيق بين المعقول والمنقول. وقد كان شخصا مؤثرا في نمو حركة الإسلام السياسي.
كثر مناظروه ومخالفوه من علماء عصره حتى اشتكوا عليه في مصر فطُلِبَ هناك وعُقِدَ مجلس لمناظرته ومحاكمته حضره القضاة وأكابر رجال الدولة والعلماء فحكموا عليه وحبسوه في قلعة الجبل سنة ونصف السنة مع أخويه وعاد إلى دمشق ثم أعيد إلى مصر وحبس في برج الإسكندرية ثمانية أشهر وأُخرج بعدها واجتمع بالسلطان في مجلس حافل بالقضاة والأعيان والأمراء وتقررت براءته وأقام في القاهرة مدة ثم عاد إلى دمشق وعاد فقهاء دمشق إلى مناظرته فيما يخالفهم فيه وتقرر حبسه في قلعة دمشق ثم أفرج عنه بأمر السلطان الناصر محمد بن قلاوون واستمر في التدريس والتأليف إلى أن توفي في سجن قلعة دمشق عن 67 عاما.
صنف كثيراً من الكتب منها ما كان أثناء اعتقاله. من تصانيفه: (فتاوى ابن تيمية) و(الجمع بين العقل والنقل) و(منهاج السنة النبوية في نقض الشيعة والقدرية) و(الفرقان بين أولياء الله والشيطان). حضّ على جهاد المغول وحرّض الأمراء على قتالهم، وكان له دور بارز في انتصار المسلمين في معركة شقحب.
 
لقد هيأ الله الظروف بخروج مثل هذا الرجل الإمام المجدد ، إذ كانت الحياة السائدة  في عهده تدعو إلى الرثاء، وتستجدي  لزوم مجدد مصلح كبير، يكون في مثل عقل ابن تيمية، وعلمه، وخشيته، وشجاعته... في مرحلته كانت الحالة العقدية بها غبش في التصور ؛ فظهر الشرك عند القبوريين عبر التبرك بالقبور، كما ظهر كثير من الكهنة والمشعوذين والسحرة ، ووجد كثير من البدع، واستشرى فساد سياسي يتمثل في ظلم الحكام، والجهل بالشريعة ، كما ظهر الفساد  في القضاء من انتشار الرشوة، وجهل بالشريعة، وكذلك الفساد في المنهج الفقهي من ركود، وتعصب، وتقييد مقيت، وجهل بالنص، وبعد عن الدليل، كما وجد من يصد عن منهج الله في المجتمع ممن يدعو إلى انغماسه في الدنيا، وممن يدعو إلى ترك السنة، وممن ينصب نفسه للناس إماماً وهو ضال مضل.
 
جاء ابن تيمية فبدأ بالعقائد فأوضح الحق في هذه المسألة، ثم أتى إلى الفقه فدعا الناس إلى الاعتصام بالدليل، مع توقير الأئمة، وبين في أول كتاب له ( الاستقامة) أن الناس في هذه المسألة طرفان ووسط، فطرف جمد على الظاهر ولم يحترم الأئمة ولم يشتغل بالاستنباط والفقه، وقابله طرف آخر عظم أقوال الأئمة وأرباب المذاهب على حساب الدليل ..
 
ثم أتى إلى الفساد السياسي فدعا الحكام إلى العمل بشريعة الله ورسوله، وراسل في ذلك الحكام ودعاهم، ليجد من بعضهم الأذى، وحبس  في ذلك واظهر دعوته ، وكتب قي ذلك ( السياسة الشرعية) ، ونهى عن الظلم ، وبين بأنه لا يسع أحدا من الناس ـ سواء الملوك أو العامة ـ  الخروج عن شيء من شريعة الرسول عليه السلام، ونازل أعداء الشريعة وبارزهم في الميادين العامة، وفي المجالس الخاصة، وفي أماكن التدريس، فكان بحق شاغل تلك الفترة بالحديث والأخبار والأخذ والعطاء.
 
وبخصوص علاقته مع الحكام فقد صحب ابن تيمية في تلك الفترة السلاطين من المماليك ومن الأمراء الذين يتبعون للدولة العباسية في أواخر عهدها، عهد الانحطاط والضعف، وكان عندهم جور وظلم، فعاملهم بما يقتضي الحال من النصيحة والإرشاد والتوجيه وبما لا يوافقهم على باطلهم، ولم يأخذ أعطياتهم، ولم يدخل في شيء من وظائفهم، ولم يتقلد لهم مناصب، وإنما كان همه إصلاحهموإعادتهمإلى منهج الله عز وجل والى شريعة رسوله، ولكنه في المقابل لم يخرج عليهم، ولم يدعوإلى السيف والمبارزة ومقاتلتهم، لأمورٍ منها: إنه يحتكم إلى الشرع الذي يدعو صاحبه إلى عدم الخروج  على الحاكم لما في ذلك من مخاطر وفوضى على المجتمع وتماسكه. خوفا من افتراق الكلمة، وسفك الدماء، وذهاب الاموال، وانتهاك الاعراض، والفساد في الارض بكل انوته الفساد..؟؟
 
لم يعرف عن اابن تينية  انه كون جماعة ، او نظم فرقة معه، تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر
 
كان ابن تيمية من الصغر في عناية الله وفي رعايته، فلا تعلم له صبوة، ولا تحفظ له عثرة، لم تنقل له زلهلأنه عاش في بيت إمامة وعلم وصيانة ، فقد رباه أبوه المفتي الحافظ عبد الحليم .. حفظ كتاب الله من الصغر . كان ابن تيمية منشغلا في كل أوقاته بتحصيل العلم  ما بين قراءة وتكرار وحفظ ومذاكرة واستنباط وكتابة وتأليف وتعليق حتى إنه لم يتزوج لانشغاله بالعلم والجهاد ونشر الخير في بيوت الناس، ولم يتول أي ولاية ولا مشيخة ولا دار حديث ولا منصب دنيوي، ولم يتشاغل بالمال، ولم يذهب في تجارة، ولا في زراعة .. اعترف الكل له بأنه أحفظ من روى، وعدوه من الأئمة الكبار في الحفظ ، فكان يسابق حفظه نظره، وكان يعطى الكتاب في صغره فيقرؤه فينتقش في ذهنه .
 
 وأتى إلى علوم أجنبية كعلم الفلسفة والمنطق وعلم الكلام فمهر فيها وأبحر ورسخ، ثم رد على أصحابها ونقض شططهم، وبين الحق في هذه المسائل، كما أنه كان من أهل الطاعة والبركة بحيث إذا ما كان يهم  بالخروج إلى الأسواق ورآه الناس كبروا وهللوا ، ومن رآه ذكر الله عز وجل .. كان كثير الصدقات، كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كثير الإصلاح بين الناس، كثير التواضع، جم الأخلاق.
 
كشف زيف اليهود  في كثير من كتبه  وفي كلامه، شارحا للآيات التي وردت بصددهم، معرفا ضررهم على الأمة وما فعلوه مع الرسول عليه السلام وطالب بمحاربتهم  وحماية الدين منهم..أما بخصوص النصارى  فبين في كتابه ( الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح) زيفهم وخطورتهم على الإسلام  .
 
 له  أسلوب خاص يعرف بالاستقراء، حتى أن من أمعن النظر في كتبه يعرف كلامه ولو لم ينسب إليه .. فكلامه ليس فيه ضعف أوهشاشةأو تصنع أو تكلف ..  هو صاحب دليل وبرهان،يستدل بالنقل وبالعقل، ويجادل بالحال وبالمشاهدة، فهو يعرض الآية ويشرحهاويفصلها، ويعرض الحديث الصحيح ويبينه..
 
كان خطه أسرع من كلامه،  فربما ألف في اليوم الواحد أربع كراريس ، وربما ألف في الجلسة الواحدة  كتابا ( كالتدمرية) ، و( الحموية) ، و ( الواسطية) ، وقد درست كل واحد منها في سنة دراسية في الجامعات، حيث انه إذا تناول القلم لا يتوقف.. وكان أعجوبة في التفسير ؛ يقرأ كما ذكر عنه  أكثر من مائة تفسير  في الآية ، ثم يدعو الله ويتضرع إليه ويسأله فيفتح عليه سبحانه وتعالى علما في الآية لم يكن مكتوبا من ذي قبل، ونقلوا عنه أنه بقي سنوات طوال في شرح " إناأرسلنا نوحا إلى قومه" .
 
كان ابن تيمية  يقول الحق غير هياب ولا جبانولا خائف، بل يصدع بالحق  في إقداموإقرار، حتى ذهل منه السلطان، وتعجب منه الملوك، وخافه قادة الدول، واحترمه العامة والخاصة ، لما علموا من صدقه وجرأته وثباته..  جلد من أجل حماية الرسول، فقد اعتدى بعض النصارى على الشريف النبي محمد عليه السلام بكلامٍ فدافع ابن تيمية، فشكاه ذلك المعتدي إلى السلطان، وهيج العامة على ضربه ، فجلد شيخ الإسلام  في مجلس السلطان وألف في ذلك كتابه ( الصارم المسلول على شاتم الرسول).
 
عُرف بالجهاد العلمي والعملي، فجاهد جهاد الكلمة  عبر الدرس والخطبة والمحاضرة ، والجهاد بالنصائح عند السلاطين وعند الظلمة،  وعند المخالفين من الطوائف ، والجهاد بالسيف ، فقد حضر غزوة ( شقحب) ، ودعا الناس للجهاد ، وأمرهم بالفطر في رمضان. كان يدعو إلى الوسطية  فيقول : أهل  السنة وسط في المسائل ، كما إن أهل الإسلام وسط في الدين والملة،  فهم وسط بين اليهود والنصارى ، وكذلك أهل السنة وسط  في باب الأسماء والصفات بين المجسمة المثلثة والجهمية المعطلة ، ووسط في القضاء بين  القدرية والجبرية، ووسط في الوعد والوعيد  بين المرجئة والخوارج،  ووسط في حب أهل البيت بين النواصب والروافض .
 
أتى ابن تيمية مجددا  لشريعة ربانية  اندرست معالمها قبل القرن الذي كان فيه ، فأتى بفضل الله ـ في وقته المناسب وفي مكانه .. فكان ـ حقا ـ  هو المجدد في عصره  وفي العصور التي تلته .. وهو الذي نصر مذهب الأئمة الكبار ، وهو الذي أعاد الناس إلىمنهج السلف،  وهو الذي أوضح السنة،  وجدد أمر الدين.. كان شاعرا؛ فقد كتب قصيدة رد فيها على يهودي في أكثر من مائتي بيت في جلسة واحدة..
 
وبخصوص الجانب الفكري لدى ابن تيمية  فقد كان يعمل وفق ما عرف بـ" التسلسل الفكري" وهو التدرج في المسألة الفكرية حيث يبدأ بالمسألة بالتدرج، فهو يبدأ من أولها مؤصلا ً، ثم يأخذ نقطة نقطة وفصلا فصلا وبابا بابا .لم يكن مقلدا ولا متعصبا لقول أحد من أهل العلم، إنما كان قصده الحق ومطلبه البرهان. وكان أحيانا يرجح غير المذهب الذي نشأ عليه وهو المذهب الحنبلي؛ فاحياناً يرجح أحد المذاهب الأخرى، أو يأخذ قولا غير الأربعة إذا رأى أن الدليل يسانده ويسعفه.
 
في مقابل ذلك  كان له أسلوب عصري متميز، غير متخل ٍ عن مبادئه وأصوله الأولى السلفية السنية، فهو يرى أنه لا مشاحة في الاصطلاح، وأنه لا غضاضة في أن يوظف الإنسان ثقافته،  وأن يستفيد من مصطلحات معاصريه إذا كانت جميلة  وقوالبها أخاذة مؤثرة، ولذلك كان يتحدث للفلاسفة بمصطلحاتهم، وللمتكلمين بجملهم، وللصوفية بإشاراتهم، وللمعاصرين من الفقهاء بكلامهم، وهذا الذي يسر له الانتشار، والعموم، والاهتمام.
 
 ابن تيمية صانع التاريخ لأنه مؤرخه .. يقول فيه المستشرق جولد زيهر " وضع ابن تيمية ألغاماً في  الأرض  فجر بعضها محمد بن عبد الوهاب ، وبقي بعضها لم يفجر حتى الآن!".  وانك لتجد ابن كثير في ( البداية والنهاية)  ـ مثلا  وهو يتحدث في عصر ابن تيمية  يجعله الشغل الشاغل ، فأحيانا ينسى من تاريخ الدولة  ويذكرابن تيمية وحده  فيقول :  دخل سنة كذا وكذا وكان ابن تيمية في جبل كسروتان يجاهد النصيرية، ودخلت سنة كذا وكذا وكان ابن تيمية في الحبس وغيرها..
 

رحم الله هذا المجدد المصلح العالم الفقيه الذي نظر حياته كلها في العلم والدين، فدفع نظير ذلك ثمناً كبيراً على يد الحكام الذين جلدوه وسجنوه وحرقوا كتبه.. دفع ثمناً غالياً عندما تدافعت القلوب الحاسدة عليه فظلموه وأهانوه .. بقي كما هو عالما كبيراً، رضي بما قدره الله له، ليظل مخلداً في عقول وقلوب أمة تلو أخرى.