الحدث الفلسطيني
أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق أن د. رمضان شلح قاد حركة الجهاد الاسلامي في وقت حرج وصعب بعد اغتيال د. فتحي الشقاقي في مالطا، حيث ترك برحيله فراغاً كبيراً، لافتاً إلى أن الأمانة كانت ثقيلة عليه وحجم المخاطر التي تحدق بالحركة كانت كبيرة وخصوصاً في وقت كان هناك هجمة شرسة على خط المقاومة في حينها في المقابل كان هناك دعم للتسوية السياسية التي كانت تفرض فرضاً على الشعب الفلسطيني.
وأوضح د. أبو مرزوق خلال مقابلة تلفزيونية أن شخصية الدكتور شلح والصفات التي كان يتميز بها أَهَلته ليكون خليفة الدكتور الشقاقي، مشيراً إلى أنهم كانوا مشفقين على من يأتي خلفاً له ويحمل الأمانة من بعده، ولكنه استطاع أن يقود حركة الجهاد الإسلامي بكل حنكة واقتدار.
وبين أن الدكتور رمضان كان قريب من قلب كل من عرفه صاحب ابتسامة دائمة خطيباً مفوهاً قارئاً ممتازاً ونهماً ومثقفاً ثائراً صاحب فكر ومنهج، منوها الى أنه عند استلام الدكتور رمضان الامانة العامة للجهاد عمل على تعزيز العلاقة مع حركة حماس التي كانت قائمة بالأساس، كون أن الحركتين خرجتا من حاضنة إسلامية واحدة ورحم واحد وبقيت هذه العلاقة الممتدة والمميزة سواء كان في الداخل أو في الخارج.
وأضاف: "العلاقة بين الحركتين متخطية الأشخاص بلا شك ما دام أن الفكر واحد والمنهج واحد والاستراتيجية واحدة وبالتالي الأشخاص مكملين لهذا النهج، وصحيح أن الأشخاص يضفون بصماتهم ويطورون بعض الأشياء لكن في النهاية لا يستطيع أحد فك هذه العلاقة بمجرد التغير في القيادة".
وقال أبو مرزوق "إن حركة الجهاد حركة قوية لا تتوقف عند فقدان الرموز وستستمر بقيادة الأخ زياد النخالة إن شاء الله، وهو أهل لهذه الأمانة، مشيراً الى أنه كما كانت الامانة ثقيلة عندما تولاها الدكتور رمضان خلفاً للدكتور فتحي فأيضا الأمانة كبيرة والفراغ كبير الذي تركه أبو عبد الله لكن الأستاذ زياد النخالة أهل لهذه الأمانة.
وأكد أن حركة حماس ستكون بجانب الأخ النخالة ومساندة له في كل المنعطفات والمراحل حتى نخطو سوياً نحو التحرير.
وأشار الى أنه بعد خروج الوثيقة السياسية لحركة المقاومة الاسلامية حماس عام 2017 دار حديث بينه وبين الدكتور شلح حول عمل نظام سياسي لحركة الجهاد وأيضا حول الوثيقة السياسية والوثيقة الفكرية لحركة الجهاد الاسلامي.
وقال " طلب مني الدكتور رمضان بعد ذلك الحوار بعض الكتب والأوراق والاقتراحات في هذا المجال لكنها لم تنضج هذه القضايا إلا في 2018 وقبل دخول الدكتور رمضان إلى المشفى تم الانتهاء من الوثيقة الفكرية والوثيقة السياسية من النظام الأساسي لحركة الجهاد" لافتاً الى أن هذه الوثائق هي الضامن الأساسي لمسيرة حركة الجهاد وخط الجهاد والنظام الفكري والسياسي والمنهجي لها، لكون معظم أطر الحركة الداخلية أقرت النظام الأساسي والوثيقة السياسية.
وأضاف" فيما يتعلق بالوثيقة الفكرية وهي كلها من كتابة الدكتور رمضان شلح رحمه الله ، تعد الوثيقة الوحيدة التي وقعها الدكتور رمضان وكتب أساسياتها سواء فيما يتعلق بالإسلام والأمة والمرجعية، ووحدة الأمة، والأخلاق، والدعوة، والجهاد، وموضوع التكفير ، دفع العدوان ،والصلح مع اليهود، والعنف، والإرهاب والديمقراطية، و تحدث أيضا بداخلها عن العلمانية والوطنية وعن الاختلاف والتنوع والإسلام والعروبة. .
الوثيقة السياسية والفكرية
وقرأ أبو مرزوق خلال اللقاء التلفزيوني إحدى فقرات هذه الوثيقة التي كتبها الدكتور رمضان شلح والتي تقول "إني لأدعو الله سبحانه وتعالى إن كان في العمر بقية أن ييسر لي شرح معالم ومرتكزات هذه الوثيقة لتشكل أرضية صالحة وحجر أساس لمرحلة جديدة من البناء والعطاء في مسيرة الجهاد المبارك، لافتاً الى أن الدكتور شلح كتب تلك الوثيقة قبل دخوله المستشفى ووعد بشرحها إذا كان في العمر بقية لكنه كان مريضا ومتعباً في ذلك الوقت ولم يخرج من هذه الأزمة الصعبة حتى وافته المنية.
وأضاف: "بوفاته نكون بذلك خسرنا شروحات الدكتور أبو عبدالله لهذه الوثيقة الفكرية المهمة وأعتقد أن الوثيقة الفكرية والوثيقة السياسية لحركة الجهاد هما الضامن الأساسي للحركة أن تبقى إضافة إلى أشخاصها ورموزها وهيئتها وتاريخها وجهادها وأن تكون في المسار والخط الصحيح الذي اختطه الدكتور فتحي والدكتور رمضان ومن بعدهما إن شاء الله الأخ القائد أبو طارق النخالة".
وأوضح أن الراحل د. شلح، كان قد أطلق مبادرة وطنية (مبادرة النقاط العشر) ولاقت استحسان الكل الفلسطيني، ما عدا الإخوة في حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، مؤكداً أن المبادرة ما زالت صالحة، وأيضا حركة الجهاد ما زالت متمسكة بها، والنقاط التي طالب بها الدكتور في المبادرة هي اليوم أكثر إلحاحا لتنفيذها ونطالب بتنفيذها.
ولفت الى أن من بنود مبادرة الأمين العام الراحل لحركة الجهاد المكونة من عشر نقاط، "إعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلغاء اتفاقية أوسلو الموقعة عام 1993"، و"سحب منظمة التحرير اعترافها بكيان الاحتلال"، يقابلها "إعادة بناء المنظمة لتصبح إطارًا وطنيًا للقوى الفلسطينية كافة ، وهذه مطالب ملحة في الوقت الحالي في ظل الاجراءات التي يتخذها الاحتلال وينوي القيام بها خلال المرحلة المقبلة.
مبادرة النقاط العشر
وبين، أن من بين البنود "إعلان بأن الشعب الفلسطيني ما زال في مرحلة تحرّر وطني من الاحتلال، على أن تكون الأولوية لمقاومته بكل الوسائل المشروعة بما فيها المقاومة المسلحة"، ويتمثل البند الخامس في "إنهاء الانقسام وإعداد استراتيجية شاملة وبرنامج وطني جديد على قاعدة التحلل من "أوسلو"، وتعزيز صمود وثبات شعبنا على أرضه، هذه مطالب ملحة في ظل تكالب الجميع على القضية الفلسطينية التي بدأت تتآكل ونراها تذهب والأساس هي الوحدة الوطنية لكونها المخرج الأساس لكل أزماتنا وأساس التصدي لهذا الاحتلال والهجمة التي نتعرض لها بتصفية قضيتنا الفلسطينية.
وبحسب أبو مرزوق تتمثل النقطة السادسة في "الخروج من حالة اختزال فلسطين أرضًا وشعبًا في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهذا يعمل على ايجاد برنامج وطني واحد لكل أطياف الشعب الفلسطيني يتم الاجماع عليه لمواجهة العدو والمشاريع التصفوية وقضايا الضم وبعد ذلك الخروج من مأزق أن الشعب الفلسطيني موجود في الضفة وغزة والتأكيد على أنه في كل فلسطين وأينما كان، سواء في الأرض المغتصبة عام 48، والأرض المحتلة عام 1967، ومناطق اللجوء والشتات حول العالم هو شعب واحد وقضيته واحدة.
كذلك من النقاط التي تضمنتها مبادرة د. شلح ذات النقاط العشر الحثّ على "الاتصال بكل الأطراف العربية والإسلامية، ليتحملوا مسؤولياتهم التاريخية تجاه هذه الخطوات، وتجاه الأخطار والتحديات المصيرية التي تواجهها فلسطين ومقدساتها وشعبها، وأن يسحبوا المبادرة العربية من التداول"، إضافة إلى "إطلاق حوار وطني شامل بين كل مكونات الشعب الفلسطيني لبحث خطوات ومتطلبات التحول نحو هذا المسار الجديد الذي سيعيد الاعتبار لقضيتنا ويضعنا على الطريق الصحيح نحو استعادة الأرض والحقوق".