الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

زيمبابوي .. تربية "ملك الغابة" لحمايته من الانقراض

2015-02-17 04:57:23 PM
زيمبابوي .. تربية
صورة ارشيفية
الحدث- زيمبابوي
 
تربي مجموعة من الباحثين، وأنصار الحفاظ على البيئة أشبال الأسود في زيمبابوي، وزامبيا المجاورة في إطار المحاولات لحماية "ملك الغابة" من الانقراض المحتمل، نتيجة عمليات الصيد الجائر والزحف البشري على الغابات.
 
وقال خبير تربية الأسود غاري جونز "إنه أمر يبعث على القلق"، وحذر من أنه "إذا لم يتم معالجة المشكلة، سوف تقرأ الأجيال القادمة فقط عن الأسود البرية في زيمبابوي وأفريقيا أو تراها في حدائق الحيوان".
 
ويقدر "صندوق الأبحاث البيئية والحفاظ على الأسد الأفريقي"، (جماعة مناصر للبيئة) أنه على مدى 40 عاما، فقدت القارة السمراء، ما بين 80 و90% من إجمالي عدد الأسود.
 
وتقول الجماعة إنه في عام 1975، كان يعيش في القارة الأفريقية حوالي 200 ألف من الأسود، ولكنها تقدر عددهم في الوقت الراهن بحوالي 32 ألفا. ومن أجل المساعدة في مكافحة هذا التراجع، خصصت الجماعة موقعين في زيمبابوي وزامبيا لتربية الأسود.
 
وأعرب "جونز" الذي يرأس مزرعة "أنتيلوب بارك" (متنزه الظباء) في "غويرو" التي تبعد حوالي 300 كلم جنوب غربي العاصمة هراري، عن أمله "في إطلاق سراح بعض من هذه الأسود في متنزه "ماتوسادونها" الوطني بمجرد الانتهاء من تقييم كثافة (عدد) الأسود في المنطقة".
 
ويقع متنزه "ماتوسادونها" الوطني على ضفاف بحيرة "كاريبا" على الحدود مع زامبيا، ويستوطنه الحيوانات المفترسة البرية مثل الفهود والضباع والكلاب البرية.
 
وأوضح "جونز" أن عدة بلدان أفريقية ترغب أيضا في ضم الأسود إلى حدائقها الوطنية، مشيرا إلى أن "بوروندي لا يوجد لديها أسود في حدائقها الوطنية".
 
وتأتي الأشبال التي يتم تربيتها في مزرعة "أنتيلوب بارك" من جميع أنحاء زيمبابوي، ويختار الباحثون عن تلك التي تظهر طبيعة أكثر افتراسا، حيث تتعرض الأشبال أثناء عملية التربية، لأدنى اتصال ممكن مع البشر.
 
وتابع "جونز": "نعرف المشاكل المرتبطة بالأسود، وإذا رباها البشر قبل إطلاق سراحها في الغابة، فإنها ربما لا تبقى على قيد الحياة، ولذلك نتجنب ذلك".
 
وبين أنه في المرحلة النهائية من عملية التربية، تتغذى أشبال الأسود على الفرائس الحية، بما في ذلك الظباء في المزرعة.
 
ومضى قائلا: "بمجرد أن نقتنع أن الأسود مكتفية ذاتيا (يمكنها الاعتماد على أنفسها)، نطلق سراحها في البرية".
غير أن حكومة زيمبابوي، رغم ذلك، تختلف مع مناصري الحفاظ على البيئة بشأن الخطر الذي يلوح في الأفق من الانقراض.
 
و قالت "روزلين مانديسودزا تشيكيريما"، وهي إحدى كبار علماء البيئة في جهاز إدارة المتنزهات الوطنية والحياة البرية في زيمبابوي: "في زيمبابوي لدينا زيادة مستقرة في أعداد الأسود".
وقدرت تشيكيريما أن بلاده يعيش فيها حوالي 3 آلاف أسد.
 
وأشارت إلى أنه، في الوقت نفسه، تمثل التعديات البشرية العقبة الرئيسية لنمو عشيرة الأسود.
 
وأوضحت أن الحكومة تحاول معالجة ذلك من خلال برامج التوعية والفعاليات المستمرة مثل اليوم العالمي للأحياء البرية الذي حددته الأمم المتحدة يوم 3 مارس.
 
من جانبها، أشارت "ليزلي كارلسون"، مديرة الموارد البشرية في مزرعة "أنتيلوب بارك"، إلى أن مهمتها الرئيسية هي التفاعل مع المجتمعات المجاورة بهدف تعزيز الوعي بشأن الحياة البرية.
 
وقالت في حديث لوكالة الأناضول: "هذا هو المكان الذي يمكننا أن نصنع التغيير، ونساعد الأطفال على التفاعل مع الحيوانات".
 
واعتبرت "كارلسون" أن "الأطفال يمكنهم أن يصنعوا التغيير، عندما يخبرون كل من يتفاعلون معهم بشأن ما تعلموه".
 
ولفتت إلى أن الحديقة توفر دروسا (دورات تعليمية) لمدة ستة أسابيع، تؤكد على أهمية الحياة البرية بوجه عام وليس فقط الأسود.
 
وأعربت "كارلسون" عن أملها في أن تسهم هذه الجهود في المساعدة على تقليل الصراع بين الإنسان والأسد، الذي أدى إلى تقلص العدد الوطني لفصيلة الأسود بمعدل ينذر بالخطر على مدى العقود الأربعة الماضية.