الحدث لايت
أظهر البحث الجديد الذي أجراه العلماء الألمان أن ارتفاع سلاسل الجبال الكبرى مثل الأنديز أو الهيمالايا لا يتوقف على معدلات سرعة صعودها وتآكلها، كما اعتقد سابقا. وفقا لوكالة نوفوستي.
بل يتوقف على قوى تكتونية تجعل الجبال في مستوى معين.
من المعلوم أن أعلى سلاسل الجبال على سطح الأرض نشأت على حدود الألواح الليثوسفيرية المتلاقية حيث يمر لوح واحد تحت لوح علوي آخر ليتوغل إلى غشاء الأرض.
وتنمو الجبال على مدى ملايين الأعوام في أماكن اصطدام وكسر الألواح التكتونية.
وقام العلماء في مركز بوتسدام لفيزياء الأرض وجامعة مونستر بتحليل متانة الألواح الليثوسفيرية. كما قاموا بحساب القوى التي تؤثر عليها على طول حدودها. وتم الحصول على تلك المعلومات نتيجة قياس التدفق الحراري على حدود الألواح المتلاقية والذي يتوقف بدوره على قوة الاحتكاك بين الألواح الليثوسفيرية.
وأعد العلماء نموذجا كمبيوتريا لعملية نمو الجبال على مدى ملايين الأعوام فوق مناطق اصطدام وكسر الألواح الليثوسفيرية المتلاقية.
وأظهرت نتائج النمذجة أن ارتفاع الجبال يتوقف بالدرجة الأولى على التوازن بين القوى التكتونية للألواح الليثوسفيرية في قشرة الأرض وغشائها.
وقام العلماء بحساب التوترات التي تتحمل المسؤولية عن صعود سلاسل الجبال ونزولها. واتضح أن كل سلاسل الجبال المعروفة ذات ارتفاع مختلف، مثل جبال الهيمالايا وجبال اليابان وسومطرة، تظل في حالة توازن القوى التكتونية رغم أنها تقع في مناطق مناخية مختلفة حيث تتباين سرعة التآكل.
وأظهر النموذج الكمبيوتري الجديد أن سرعة نمو سلاسل الجبال تزداد في حال التآكل السريع، أما ارتفاعها فيبقى ثابتا وذلك من أجل الحفاظ على التوازن التكتوني.
فيما يتعلق بالجبال الواقعة على حافة القارة فإن القوة التكتونية المسؤولة عن كسر الألواح تلعب هناك دورا رئيسا. أما النسبة بين التوترات الأفقية والعمودية فتحدد بنهاية المطاف ارتفاع سلاسل الجبال.
وأشار أصحاب الدراسة إلى أن استنتاجات خرجوا بها تخص قبل كل شيء الجبال التي تقع فوق مناطق اصطدام الألواح التكتونية وكسرها. أما بقية جبال العالم فإنها بحاجة إلى دراسات إضافية وإعداد نماذج كمبيوترية أخرى.