الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

داعش هذا ما جناه علينا الاخوان بقلم: فارس الصرفندي

2015-02-19 07:30:44 PM
داعش هذا ما جناه علينا الاخوان
بقلم: فارس الصرفندي
صورة ارشيفية

 الحدث.

منذ فترة قررت أن اعيد قراءة كتاب معالم في الطريق والذي وضعه سيد قطب قبل اكثر من خمسين عاما كمنهج للتغير والوصول الى الدولة الاسلامية ...الكتاب اصبح منهجا للحركات السلفية الجهادية ومرجعا ...حتى ان منظري هذه الحركات انبروا الى تفسيره وتلخيصه لاتباعهم ...الغريب ان كتاب معالم في الطريق وافكار سيد قطب في السنوات الاخيرة لحياته اصبحت تخالف فكر الاخوان  الا ان الجماعة ظلت علنا تؤيد افكار الرجل وتدرسها في حلقاتها سواء المفتوحة او المغلقة ...وحتى اللحظة مازالت اسر الاخوان المسملين تحض أفرادها على قراءة كتب قطب لاسيما كتابي في ظلال القران ومعالم في الطريق ...وانا اجزم بان حسن البنا الذي اغتيل قبل إنضمام قطب للجماعة لو كان على قيد الحياة ما قبل بتدريس افكار الجل  في صفوف جماعته ..أما السبب فلان البنا كان رجلا براغماتيا وكان يدرك بان الاندماج في المجتمع وفي مؤسساته هو الطريق الأسرع للوصول الى سدة الحكم واقامة النظام الاسلامي ...المعضلة كانت في البراغماتية في الممارسه والتشدد في الفكره ...المقصود بان عناصر الاخوان كانوا يدرسون كتب سيد قطب والتي تقوم على تكفير المجتمع حتى لوكان مسلما واعتباره مجتمعا جاهليا وفي المقابل يفاجئون بقادتهم يرفضون تكفير المجتمع ويعلنون استعداهم  للاندماج فيه وفي مؤسسات الحكم بطريقة او باخرى ..وكأن قادة الاخوان يقولون باالفارق الكبير بين النظرية والتطبيق ...لكن مخالفة النظرية ادت الى خروج الكثير من اتباعهم عليهم ....هؤلاء الذين غادروا الاخوان وشكلوا الفكر الجهادي التكفيري كانوا بحاجة الى المحاججة ...فلم يجدوا سوى كتب سيد قطب كي يحاججوا الاخوان بها ...فسترى اشخاصا كثر من الذين خرجوا على الاخوان يعودون لفكر سيد قطب ليثبتوا صحة ما ذهبوا اليه ...ولان قادة الاخوان يدركون بان مركبهم سيغرق ان هم دخلوا في نزاع مع الذين خرجوا عليهم ظلوا يحاولون احتوائهم حتى في اكثر المواقف مخالفة لهم ...وبالعودة الى الكثير من الاحداث التي شهدها العالم الاسلامي والتي ادت الى سفك الدماء على ايدي اتباع السلفية الجهادية كنا نرى رفضا خجولا من قادة الاخوان لهذه الاحداث في العلن وتاييدا في السر ..هذا المشهد تكرر من اغتيال السادات مرورا باحداث الصعيد التي شهدتها مصر وعمليات قتل السياح الاجانب وقتل رجال الشرطة المصريين الى احداث الجزائر والتي ادت الى مقتل عشرات الالاف في التسعينيات الى التفجيرات التي نفذتها القاعدة في الولايات المتحدة الى تفجيرات نيويورك الى احداث العراق والحرب الطائفية التي اشتعلت بدعم الولايات المتحدة وصولا الى سوريا وجبهة النصرة وداعش ...في كل هذه الاحداث كان قادة الاخوان يدينون القتل وسفك الدماء في العلن لكن في جلساتهم المغلقة كان الامر يختلف وكانوا يفاخرون بان شخصا مثل الظواهري والزرقاوي وحتى ابو بكر البغدادي هم من ابناء الاخوان المسلمين ...يوسف القرضاوي منظر الاخوان لم يخف واعلن غير مرة بان البغدادي زعيم داعش كان ابنا لحركة الاخوان المسلمين ...اليوم الاخوان المسلمين يعتبرون انفسهم في محنة وبأن تجاوزها يجب ان يكون بالثبات وانتظار الفرصه المناسبه للعودة الى المشهد من جديد ...لكن ما لا يدركه الاخوان ان داعش التي رضعت من فكر سيد قطب التكفيري وتستند في ما تقوم به الى محاربة كل من يخالفها حتى لو كانا صديقا يقوم الليل ويصوم النهار ويتعلق باستار الكعبه اصبحت تشكل خطرا على الاسلام السياسي بشكل عام ...وعليه فان على الاخوان المسلمين اليوم ان يعلنوا حربا فكرية وعسكرية على تنظيم داعش ان اراداوا ان يظلوا في الواجهة وان لا ينتهوا الى الابد ...ساكون مجنونا وساقول ما الضير ان يشكل الاخوان المسلمين كتائبا لمحاربة تنظيم داعش في العراق وسوريا وليبيا ...الشارع العربي بعد الكساسبة واقباط مصر يغلي وبات على قناعة بان هذا التنظيم ليس اكثر من صنيعة مخابرات عالمية وبانه لايخدم سوى الولايات المتحدة وربيبتها اسرائيل ...وعليه فان من سيقارع هذا التنظيم سيكون صاحب الحظ الاوفر في تصدر المشهد في العالم العربي في السنوات المقبله.