الرئيس: يطالب نتنياهو بإدانة واستنكار خطف وقتل الفتى
الرجوب يلوح بلجوء السلطة لخيارات أخرى لتوفير الحماية لشعبها
نتنياهو يصف واقعة اختطاف وقتل الفتى محمد أبو خضير بـ"القتل الشنيع"
الحدث- ليندا جبيل
ساد التوتر محيط مدينة القدس بأحيائه الشرقية، منذ صباح اليوم الأربعاء، عقب استشهاد الطفل محمد حسين أبو خضير (17 عاما) على يد مستوطنين فجر اليوم، بعد اختطافه .
وتحول الشارع الرئيسي في شعفاط إلى ساحة حرب على أثر المواجهات بين قوات الاحتلال والمواطنين، حيث تم إغلاق الشارع بالكامل أمام السير، وشلت الحركة العامة فيه، للإعلان عن بدء المواجهات مع جنود الاحتلال.
المواجهات التي اندلعت أدت لإصابة عدد كبير من المواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وتم نقل بعض الحالات إلى مستشفى المقاصد، كما أصيب العشرات بالاختناقات بالغاز المسيل للدموع نتيجة الاطلاق الكثيف لقنابل الغازات السامة والصوتية الحارقة، إضافة لإصابة طاقم التلفزيون الفلسطيني وطواقم تابعة لمؤسسات إسعاف مقدسية.
في غضون ذلك طالب الرئيس محمود عباس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإدانة خطف وقتل الفتى محمد أبو خضير، كما أدنّا نحن خطف وقتل المستوطنين الثلاثة.
وحمل الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إسرائيل كامل المسؤولية عن قتل الفتى وطالبها بالكشف عن الجناة ومحاسبتهم.
رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو خرج من صمته المعتاد هذه المرة، ووصف واقعة اختطاف وقتل الفتى فلسطيني محمد أبو خضير في القدس الشرقية بأنه "قتل شنيع".
وناشد نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه جميع الأطراف بعدم أخذ القانون باليد، مشيراً إلى أن إسرائيل هي "دولة قانون وعليه يجب على الجميع أن يتصرفوا وفق القانون"، بحسب ما جاء في البيان.
من جانبه، حذر نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب من تداعيات التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية الذي أخذ منحى خطيرا في الآونة الاخيرة ينذر بعودة الأوضاع إلى مربعات العنف التي لا تخدم سوى سياسات الاحتلال ومخططاته الهادفة إلى السيطرة على الأراضي الفلسطينية وفرض الأمر الواقع دون أدنى التفاتة للقرارات والمواثيق الدولية.
وقال الرجوب في بيان له،: إن عمليات القتل التي استهدفت نحو خمسة عشر مواطنا منذ اسبوعين بينهم أطفال كان آخرهم أبو خضير من شعفاط الذي اختطف الليلة الماضية من أمام بيته قبل أن يقتل بشهوة القتل بطريقة يندى لها جبين الإنسانية وتدينها الشرائع السماوية هذه العمليات العنصرية إنما تكشف عن نوايا إسرائيلية مبيتة لجر المنطقة الى مربعات العنف للتغطية على سياسات فرض الامر الواقع بعد ان وصلت المفاوضات الى طريق مسدود بسبب تلك الممارسات العنصرية.
ولوح الرجوب بلجوء السلطة إلى خيارات أخرى لتوفير الحماية لشعبها في وجه ارهاب الدولة المنظم الذي يمارسه جنود الاحتلال والمستوطنون ضد المواطنين العزل في المدن والأرياف والمخيمات.
وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح ديمتري دلياني، إن حكومة الاحتلال برئاسة نتنياهو تتحمل مسؤولية الإرهاب اليهودي الذي يمارسه المستوطنون بغطاء حكومي وحزبي إسرائيلي واضح، خاصة عملية الاختطاف والاغتيال الإرهابية التي تمت بحق الفتى المقدسي محمد حسين أبو خضير في منطقة شعفاط في القدس المحتلة اليوم.
وحمّلت دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الفلسطينية، حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الأعمال الإرهابية التي ينفذها غلاة المستوطنين بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، والتي كان آخرها خطف وحرق الفتى محمد أبو خضير من شعغاط في القدس المحتلة.
من جهة أخرى، أدان الوزير الإسرائيلي اوري ارئيل من حزب البيت اليهودي حادثة قتل الشاب العربي، واصفا إياه بعمل حقير وشنيع، داعيا الشرطة إلى بذل كل جهد مستطاع لإلقاء القبض على القتلة وتقديمهم للقضاء.
كما أعربت وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني عن صدمتها من حادث القتل، وقالت "إنه يجب معاقبة القتلة بكل صرامة وشدة وعدم السماح لهم بتحويل إسرائيل إلى مجتمع إرهابي".
وقال شهود عيان إن كاميرات المراقبة في المنطقة أشارت إلى ترجّل اثنين من المستوطنين الثلاثة الذين كانوا يستقلون سيارة من نوع هونداي' واختطفا الطفل أبو خضير حينما كان يقف أمام منزله بحي شعفاط وأدخلاه عنوة الى السيارة التي لاذت بالفرار من المنطقة.
يذكر أن مستوطنا آخر حاول أمس اختطاف الطفل موسى رامي زلوم، (8 سنوات)، اثناء سيره برفقة والدته في حي بيت حنينا شمال القدس المحتلة، إلا أن تجمهر السكان حال دون ذلك.
وعلى صعيد آخر اعتقل الجيش الإسرائيلي، اليوم الاربعاء 32 مواطنا من محافظات الخليل ونابلس وبيت لحم وجنين وسلفيت، تتخللها عمليات دهم وتفتيش واسعة لمنازل المواطنين.