الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"مصحف برايل" و"لغة الإشارة" .. صم ومكفوفون بغزة يحفظون القرآن الكريم

2015-02-20 11:35:08 AM
صورة ارشيفية

 

الحدث-غزة
 
إنها أشبه بعملية حسابية بالنسبة للصم والمكفوفين في قطاع غزة، في طريقتهم لحفظ القرآن الكريم، حيث يستخدمون عقولهم وأعينهم وأيديهم لهذه الغاية، فالصم لهم إشاراتهم، والآخرون لهم "مصحف برايل".
فما أن يضع الأصم إبهامه قرب أنفه ويفرد خنصره، فهذا يعني أنه يتعلم سورة "الفيل"، أما الكفيف فما عليه إلا أن يمرر يديه فوق النقاط البارزة التي تشكل الحروف في مصحف "برايل" (نظام كتابي يساعد المكفوفين على القراءة عن طريق حاسة اللمس).
 
ويبلغ عدد من يعانون من إعاقة سمعية في غزة 2233، بينما يبلغ عدد المكفوفين 6905، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي).
مراسلة كالة الأناضول زارت جمعية دار القرآن الكريم والسنة في غزة (غير حكومية)، ووقفت على كيفية تعلم الصم والمكفوفين، القرآن الكريم، وذلك من خلال مترجم الإشارة.
على مقعد خشبي خلف طاولة دائرية، جلس الفتى الأصم أحمد ضهير (17 عاماًَ) يمعن النظر في مقطع مصور تعليمي يُبث عبر شاشة عرض "LCD" داخل فصله الدراسي، ويظهر في هذا المقطع شخص يترجم كلمات إحدى سور القرآن الكريم بلغة الإشارة.
 
وما إن وضع ضهير إبهامه قرب أنفه وفرد خنصره، حتى عرفنا أنه يحفظ سورة "الفيل".
مبتسماً، قال أحمد للأناضول بواسطة مترجم الإشارة،: "أنا سعيد جداً، كان حلمي أن أتعلم القرآن الكريم وأحفظه، وهو ما أفعله الآن، ولم أعد أشعر بالحزن".
ويضيف: "ليس سهلاً أن يفهم الأصم الكلمات بمفرده دون أن يشرحها له أحدهم".
 
وتنفذ جمعية دار القرآن الكريم والسنة، مشروع تحفيظ القرآن لفئة الصم والمكفوفين من الجنسين، وتخدم الفتيان والفتيات بين عمر 12و18 عاماً، في مشروع هو الوحيد من نوعه في القطاع، وذلك من خلال 14 فرعاً موزعين على مستوى غزة.
بثنية حسين (16 عاماً)، إحدى المستفيدات من هذا المشروع، تقول للأناضول،: "المشروع سهّل علي فهم القرآن، ووفر الكثير من الوقت والجهد الذي كنت أقضيه في محاولة تفسير كلمات القرآن".
وتضيف: "لا نستخدم الكلمات، مثل الأشخاص الأصحاء، لذلك يصعب علينا فهم معنايها، أما الآن فالمعلمة تفسر لنا المعنى، فيسهل علينا ذلك".
وفي حلقة دائرية داخل أحد المساجد في مدينة غزة (تابعة للجمعية نفسها)، كانت تجلس الفتاة الكفيفة، أروى ضاهر (16 عاماً)، تقرأ بعض آيات من القرآن الكريم من مصحفها المكتوب بطريقة "برايل" للمكفوفين.
ولم تكن تسجيلات القرآن المسموعة تساعدها كثيرًا في حفظه، كما تقول للأناضول، فاعتمادها على الذاكرة فقط ليس سهلاً، على تعبيرها.
 
وبينما كانت تمرر أصابع يدها فوق الحروف البارزة في مصحفها، استطردت أروى في حديثها قائلة: "عندما التحقت بهذا المشروع أصبحت أمتلك مصحفًا خاصًا بي، هذا يساعدني في الحفظ كثيرًا بالإضافة إلى الاختبارات التي تجريها لي معلمتي أولا بأول، لقد تمكنت من حفظ 9 أجزاء من أصل 30، في وقت قصير".
ويقول مدير عام الجمعية، محمود خاص، للأناضول، إن هذا المشروع "حقق آمال العشرات من أصحاب هذه الفئة في حفظ القرآن".
ويضيف: "أردنا أن نعتني بذوي الاحتياجات الخاصة من فئة المكفوفين والصم، من خلال مخيمات خاصة بهم، فتم التواصل مع المعنين في مدارسهم، وذوي الكفاءات ومن لديهم خبرة كافية في تعليم القرآن الكريم لذوي الاحتياجات الخاصة".
 
وبحسب خاص، بلغ عدد الطلاب المستفيدين من المشروع الذي ينفذ للمرة الثالثة على التوالي، منذ افتتاحه عام 2013،نحو 100 طالب وطالبة.
ولم يكتف المشروع بتعليم هؤلاء كيفية حفظ القرآن فقط، بل تجاوز ذلك في تعليم بعض الأمور الشرعية التي كانوا يجهلونها، مثل كيفية الصلاة والوضوء، والآذان، بحسب القائمين على الجمعية نفسها.
 
 
 
 
*الاناضول