الحدث: خان يونس- محمد مصطفى
لم ينس سكان حي الخيام في بلدة الفراحين، وكرفانات خزاعة، الواقعين إلى الشرق من مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، مآسي ومعاناة المنخفض الجوي الأخير المسمى "هدى"، حتى داهمتهم موجة أمطار وصقيع أشد قسوة من سابقتها، لتفتك بهم، وتزيد معاناتهم وآلامهم.
فلم تمنع الاستعدادات المكثفة، والإجراءات المسبقة، التي اتخذها سكان الحيين المذكورين من منع حدوث أضرار جراء قوة الرياح، وحدوث حالات غرق.
معاناة متجددة
المواطن شادي أبو دقة، ويقطن وعائلته في خيمة أقامها والده في حي الفراحين، بجانب أنفاق بيتهم المدمر، أكد أن الأحوال الجوية القاسية هي بمثابة كارثة تحل على كل أفراد العائلة.
وبين أبو دقة، أنهم منذ أيام يستعدون لموجة الأمطار الحالية، بتغطية الخيمة بالنايلون، وإنشاء مجاري ومصارف للمياه تبعدها عن خيمتهم، لكن هذا كله لم يقهم الأضرار، فقد دخلت المياه على الخيمة، وأغرقت بعض حاجياتهم.
وتساءل أبو دقة، إلى متى ستظل معاناته وعائلته هكذا؟، فالموسم الماطر لازال في ذروته، وتوقعات وصول منخفضات جوية خلال الأسابيع المقبلة ما تزال قائمة، وحتى لو انتهى فصل الشتاء، فإن فصل الصيف سيحمل معاناة أكبر، فالخيام البالية لا تحمي من لهيب الشمس الحارقة.
موجة قاسية
وكعادتهم في كل منخفض، استنفر سكان حي الكرفانات في بلدة خزاعة المنكوبة شرق مدينة خان يونس، لمواجهة موجة الأمطار الأشد هذا العام.
واستقبل سكان البلدة المنكوبة المنخفض الحالي بكارثة جديدة، حيث انهار سقف كرفان على ساكنيه جراء شدة وقوة الرياح، لكن عناية الله حالت دون حدوث سوء لقاطنيه.
فبالإضافة إلى تغطية الكرفانات بالنايلون، اجتهد النازحون في وضع مزيد من التلال الرملية، من أجل منع تدفق المياه إلى مساكنهم المعدنية.
ويقول المواطن أحمد سلامة، إن أوضاع المهجريين ممن يقطنون الكرفانات، تكون صعبة خلال المنخفضات، فدرجات الحرارة داخل الكرفانات تتدنى بشكل كبير، ومياه الأمطار تهدد السكان بالغرق، والرياح تبقيهم تحت وقع حدوث أضرار مفاجئة.
وتمنى سلامة انتهاء العاصفة الحالية دون أن تحدث خسائر في الممتلكات أو الأرواح، وأن يتمكن المهجرون من تجاوزها بأقل معاناة ممكنة.
معاناة المتضررين
ولم تكن معاناة المتضررين، ممن لحقت بمنازلهم أضرار متفاوتة جراء العدوان، بأقل من سابقيهم من سكان حي الفراحين وبلدة خزاعة، إذ لجأ معظم هؤلاء لبدائل بدائية من أجل حماية أبنائهم وعائلاتهم من البرد والأمطار، خاصة في ظل شح وانعدام مواد البناء.
ويقول المواطن أمجد نصر، إنه اضطر للاستعانة بألواح من الصفيح ونايلون، وقطع خشبية، لإحكام إغلاق فتحات في الجدران، كانت أحدثتها قذائف الدبابات الإسرائيلية التي سقطت قرب منزله خلال فترة العدوان.
وأشار نصر إلى أنه لم يتسلم بعد الحصة التي وعد بها من الاسمنت، ليكمل إصلاح منزله، وفي كل موجة أمطار يعاني الأمرين، وتتسلل المياه من شقوق السطح إلى داخل المنزل.