الحدث-واشنطن-أ.ف.ب
حذّرت الولايات المتحدة من أن السلطة الفلسطينية قد تكون على شفير الانهيار، بسبب نقص في التمويل، في وقت تجمد اسرائيل تحويل الضرائب المترتبة للفلسطينيين ومساعدات المانحين لهم.
وتجري واشنطن محادثات عاجلة مع قادة محليين واطراف آخرين في عملية السلام المتعثرة في الشرق الاوسط، ساعية للدفع في اتجاه صرف المزيد من المبالغ للسلطة الفلسطينية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي للصحافيين: «اننا قلقون على قدرة السلطة الفلسطينية على الاستمرار إذا لم تتلق أموالاً قريباً«. وأوضحت أن هذه الأموال تشمل استئناف التحويلات الشهرية للضرائب التي تجبيها اسرائيل لحساب السلطة الفلسطينية والسماح بوصول المساعدات من الجهات المانحة.
وكانت اسرائيل جمدت في كانون الثاني الماضي، تحويل ضرائب بقيمة 106 ملايين يورو (127 مليون دولار) جمعتها لحساب السلطة الفلسطينية، رداً على طلب الفلسطينيين الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية، وهي خطوة تجيز لهم مقاضاة الدولة العبرية أمام هذه الهيئة ذات الصلاحية للنظر في قضايا جرائم الحرب.
ويشار إلى أن هذه الأموال مورد حيوي بالنسبة الى السلطة الفلسطينية، لأنها تشكل أكثر من ثلثي مدخولها، وتسدد رواتب اكثر من 150 ألف موظف. إلا أن الاقتصاد الفلسطيني يعاني أيضاً من نقص أموال المساعدات، حيث فشلت الجهات المانحة في الوفاء بالتزاماتها بتقديم 5,4 مليارات دولار للفلسطينيين.
وفي تشرين الأول الماضي، وعد المجتمع الدولي خلال قمة في القاهرة، بتقديم مساعدة بقيمة 5,4 مليارات دولار للفلسطينيين يتم تخصيص نصفها لإعادة إعمار قطاع غزة الذي دمر في الحرب الاسرائيلية الأخيرة العام الماضي.
وأعلن صندوق النقد الدولي الشهر الماضي، ان الاقتصاد الفلسطيني سجل في العام 2014، انكماشاً هو الاول منذ 2006، وذلك اثر الهجوم الذي شنته اسرائيل على قطاع غزة الصيف الماضي، والتوترات السياسية «المتزايدة» في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين.
وحذرت بساكي من أنه إذا أوقفت السلطة الفلسطينية التعاون الأمني مع اسرائيل «أو قررت حتى حل نفسها مثلما لوحوا به اعتباراً من الأسبوع الأول من آذار» المقبل، فإن ذلك قد يؤدي الى وضع متأزم. وقالت: «قد نواجه ازمة يكون لها انعكاسات خطيرة على الفلسطينيين والاسرائيليين على السواء مع احتمال اتساع دائرتها«.
وأجرت الولايات المتحدة مشاورات مع شركاء في الاتحاد الأوروبي والامم المتحدة وروسيا والجامعة العربية لبحث الوضع.
والتقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أول من أمس، الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي وصفه بأنه «شريك متين» في العديد من المسائل بما فيها عملية السلام في الشرق الأوسط.
ويذكر أن المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية متعثرة منذ أن فشلت محاولات كيري لانتزاع اتفاق سلام شامل في نيسان الماضي.
وأقرت بساكي بأنه على ضوء الوضع الراهن «لا يبدو من الممكن الحصول على مساعدة اضافية للسلطة الفلسطينية من خلال الكونغرس في المستقبل القريب»، لافتة الى أن واشنطن حذرت شركاءها «حول اهمية الاستقرار في المنطقة، ومن التبعات التي تتخطى المستوى الامني» في حال استمرار قطع الأموال عن السلطة الفلسطينية.
وأضافت: أن «مئات آلاف التلاميذ قد يجدون أنفسهم بلا أساتذة، والمستشفيات قد تتوقف عن العمل... إن الكلفة للفلسطينيين والإسرائيليين على السواء قد تكون هائلة على الصعيدين المالي والبشري«.