دون إغفال مسؤولية الحكومة بما في ذلك ضعفها أو حتى عجزها في إقناع الناس بمخاطر الوباء عليهم ، ليس فقط لضعف أو تبديد الثقة التي حاولت و نجحت الحكومة الى حد ما أن تكسبها في بداية انتشار هذا الوباء في آذار الماضي، و التي يبدو أنها تبددت بسبب ارتباك الأولويات و ضعف الامكانيات و تغليب الكسب الشخصي على كسب الثقة العامة، و التي ستكون حينها الثقة الشخصية تحصيل حاصل. ذلك كله هبط على واقع بالأساس غير مبالي و عادات اجتماعية بالية و ثقة مهتزة لأبعد الحدود في نزاهة المؤسسة و عدالتها ازاء الاحتياجات العامة للناس في مختلف المجالات و ليس فقط الفشل السياسي و الذي كان بالإمكان ان يتسامح معه الناس لو كانت الاستجابة الحكومية في الاحتياجات الحيوية للمواطن تعبر عن الحكم الرشيد الذي يجابه المحسوبية و الفساد و التوزيع العادل للأعباء و الامكانيات على حد سواء.
ذلك كله يجب ألا يكون الشماعة التى نعلق عليها المخاطر الداهمة على حياة المئات و الآلاف .فهي بالنهاية حياتنا ، يمكن أن ننتقد و نصرخ أمام قصور المؤسسة الرسمية كما نشاء ، و يمكن أيضاً عندما يحين الوقت أن نطالب بالتغيير الشامل لحماية المعيار الأهم في المحاسبة و المتمثل بتعزيز صمود الناس وحماية مستقبلهم و حياتهم في هذه البلاد، و لكن حتى نكون قادرين على ذلك فالمسؤولية تبدأ و تنتهي بدور الفرد في حماية الجماعة و المجتمع فهي حماية له أولاً و أخيراً حتى لو تصرفنا و كأنه لا يوجد سلطة، فهو لا يلغي دورنا و يحيله لفوضى هي أقرب للانتحار الفردي و الجماعي
لفت انتباهي ما يقوم به شباب ضد الاستيطان في مدينة الخليل و و تجربة شباب القدس . اعتقد ان مضمون هاذين النموذجين الشعبيين التطوعيين الواعيين يجب ان ينتشر في كل حي و شارع فى كل ربوع البلاد ، فهي نمودج النجاح و المسوؤلية الفردية و الشعبية لردم قصور أو غياب أو قلة إمكانيات المسؤولية الرسمية ، و هذا امتحان مهم للحراكات الشبابية و مؤسسات العمل الصحي و الرعاية الطبية الشعبية و لمجمل الحالة الشعبية التي تسعى لتكريس مبادئ المواطنة و ترسيخ مفهوم المساءلة الشعبية الفاعلة.