الخميس  26 كانون الأول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حنين زعبي: نريد إسقاط نتنياهو ولا نوصي بهرتسوغ رئيسا للحكومة (مقابلة)

2015-02-21 03:59:01 PM
 حنين زعبي: نريد إسقاط نتنياهو ولا نوصي بهرتسوغ رئيسا للحكومة (مقابلة)
صورة ارشيفية
الحدث- الأناضول

قالت حنين زعبي، العضو العربي في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي إن القائمة العربية المشتركة لخوض الانتخابات التشريعية المقررة مارس/آذار المقبل، "ستسعى لإسقاط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"، ولكنها لن توصي بأن يشكل زعيم "المعسكر الصهيوني" الوسطي، يتسحاق هرتسوغ، الحكومة الإسرائيلية القادمة.

ورأت زعبي في مقابلة مع "الأناضول" أن اليمين الإسرائيلي يستهدفها "بسبب مشاركتها في قافلة الحرية"، و"نشاطها الفعال لكسر الحصار على الشعب الفلسطيني في غزة" ومطالبتها بـ"محاكمة الجيش الإسرائيلي على جرائم قتل النشطاء الأتراك"، في إشارة إلى مطالبة حزب "إسرائيل بيتنا" اليمني بشطبها من كشوف الترشح للانتخابات، قبل أن ترفض المحكمة الإسرائيلية العليا قرار الشطب.
وفيما يلي نص الحديث مع زعبي الذي أجرى عبر الهاتف:
  • جرت محاولة من قبل اليمين الإسرائيلي لشطب ترشحك للانتخابات الإسرائيلية، كيف تنظرين إلى هذه المحاولة التي انتهت إلى فشل، رغم أنها حظيت بدعم جميع الأحزاب اليهودية فيما عدا حزب "ميرتس" اليساري؟
نحن بصدد ملاحقة سياسية وليست قانونية يريد من خلالها اليمين الإسرائيلي، مدعوما بإجماع إسرائيلي، عقابنا على أننا نتماثل مع نضال شعبنا الفلسطيني.

إسرائيل لم تفهم حتى الآن أنها لم تنجح في إعادة تعريف هويتنا وانتمائنا، وأنها لم تنجح في بتر علاقتنا مع شعبنا، وأنها لم تنجح في معادلة مقايضة المواطنة مقابل الانتماء، عندما نأخذ مواطنتنا بجدية فلا نأخذها على حساب هويتنا ولا على حساب مشروعنا الوطني ولا على حساب حقوقنا ومكانتنا التاريخية، فبالنسبة لنا المواطنة هي المواطنة المتصالحة مع مكانتنا في الوطن.

هناك سوء فهم سياسي وراء هذا التحريض، وهناك سوء فهم سياسي تاريخي ما بيننا وبين إسرائيل؛ إسرائيل تريد أن تعاقبنا (أي عرب الداخل) على عدم نجاحها في محاولة أسرلتنا، وربما تستسهل استهداف حنين كشخص بسبب مشاركتي في قافلة الحرية (في 2010) وبسبب نشاطي الفعال لكسر الحصار على الشعب الفلسطيني في غزة والمطالبة بمحاكمة الجيش الإسرائيلي على جرائم قتل النشطاء الأتراك.

هذه هي الخطيئة الأولى التي ارتكبتها حنين وبسبب هذه الخطيئة فإن اليمين الإسرائيلي لم يقبل حكم المحكمة التي لم تجرم حنين، فما زال اليمين مدعما بالمركز إذ لا يسار في إسرائيل، يريد عقابي على الخطيئة الأولى وبالتالي كل تصريح بعد هذه الخطيئة يتم تضخيمه ويتم تجريمه بشكل سياسي غير قانوني.

نحن لن نقبل سياسات الإرهاب والتجريم والتحريض، ومع ذلك فهناك سوء فهم إسرائيلي عميق بشأن ما فعلته إسرائيل بشعبنا عام 1948.. أننا بقينا كجزء من الضحية وليس كجزء من المشروع الجديد، نحن لسنا جزءا من المشروع الجديد الذي قام على أرضنا بعد 1948؛ فنحن ما زلنا الضحية.
  •  قررت المحكمة العليا الإسرائيلية إلغاء قرار شطب ترشيحك للانتخابات.. هل كانت منصفة؟
المحكمة لا تستطيع إلا أن تنصف؛ فلا دليل أمام المحكمة وهي تريد أن تكون منطقية، إن كم التحريض والكذب الذي ظهر أمام قضاة المحكمة لم يعطيهم أي فرصة، حتى لو كانوا متفاهمين مع التحريض. القضاة والمحكمة يريدون الحفاظ على مستوى معين من المصداقية، فهناك صورة إسرائيل أمام العالم وهم يفكرون بالمستقبل أيضا؛ فتجريم حنين الآن ومنعها من الترشح للانتخابات سيفتح الباب في المستقبل لإدانة أعضاء كنيست عرب آخرين وربما أعضاء كنيست يهود من اليسار الذين لا تعجب أرائهم الإجماع الإسرائيلي.

المحكمة العليا الإسرائيلية لا تريد تغيير قواعد اللعبة السياسية بحيث يصبح من السهل على الإجماع الإسرائيلي أن يشطب من يريد؛ فهذا يصعب على إسرائيل دوليا ويصعب عليها حتى إدارة سياساتها الداخلية.
  • هل تتوقعين أن تستمر هذه الحملة ضدك؟
أنا أتوقع أن تستمر حملة التحريض ولن تتوقف عند هذا الحد.
  • وكيف ستؤثر هذه التطورات على مواقفك السياسية؟
نحن لن نتراجع عن مواقفنا، لأن الجرائم الإسرائيلية هي التي تولد دائرة العنف، ونحن لا نعتبر نضالنا الفلسطيني عنفا وإنما نعتبره شرعيا وأخلاقيا وإنسانيا من الدرجة الأولى، سيما وأنه يستند إلى قيم من العدالة والمساواة والحرية، أي على قيم دولية.
  • كنت من أبرز المتشجعين لتشكيل قائمة عربية مشتركة لخوض انتخابات الكنيست.. كيف تتوقعي دور هذه القائمة مستقبلا في الكنيست بعد أن تشكلت رسميا؟
أنا أراها فرصة لتعزيز التمثيل السياسي للفلسطينيين داخل إسرائيل، وتعزيز قوتهم السياسية؛ وهذا مهم جدا بالنسبة لنا لأن تعزيز قوتنا السياسية داخل البرلمان يعزز أيضا قوتنا خارج البرلمان. نحن لا ننظر ولا نتعامل مع هذه الوحدة كوحدة برلمانية فقط، بل نتعامل معها كوحدة سياسية وإعادة تشكيل كياننا الوطني عبر مؤسسات قومية.

كما أننا نعلم أن هذه الوحدة تلبي احتياجات الشارع الذي لا يعرف ولا يفهم ولا يرضى بأن ندخل الكنيست وأن لا نواجه العنصرية وقوانين النكبة والولاء ومصادرة الأراضي ومخططات التهويد والأسرلة، متحدين، وأنا أظن أن هذا بديهية من بديهيات العمل السياسي..الوحدة أمام سياسات عنصرية. الوحدة أمام القامع ضرورة أيضا لهوية الضحية كي تحافظ الضحية على مشروعها النضالي.
  • هل تتوقعين دور أكبر للأحزاب العربية في المستقبل عما كان عليه في الماضي؟
هذا ما نريده، أقول لك نقطة مهمة، هذه القائمة(العربية المشتركة) تحارب اللامبالاة وليس فقط العنصرية، نحن نعاني من لامبالاة في الشارع الفلسطيني ومن إحباط، فهناك 50% ليسوا فقط خارج دائرة الفعل السياسي وإنما خارج أدنى درجات الفعل السياسي؛ فـ50% من مجتمعنا لا يصوت نتيجة لإحباط ولامبالاة .

إن الوحدة السياسية تعيد إنتاج الثقة بين الناس وبين السياسة، تعيد إنتاج الثقة بين الشعب الفلسطيني في الداخل وبين قياداتهم الوطنية والمشروع الوطني والخطاب الوطني ، نحن بصدد إعادة بلورة قواعد عمل سياسي أكثر وحدوية وأكثر عصرية وأكثر نجاعة ، نحن بهذا نحارب الجهل واللامبالاة والخوف في أوساط مجتمعنا وهذه مهمة ليست بأقل صعوبة من محاربة العداء والعنصرية الإسرائيلية.

  • كيف ستؤثرون أكثر في المشهد السياسي؟
بقوة هذه القائمة (العربية المشتركة) نحن نؤثر أكثر برلمانيا ونحن نريد إسقاط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.. نحن نريد إسقاط المجرم الذي قصف شعبنا في غزة وقتل 2200 فلسطينيا.

صحيح انه فيما يتعلق بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وبإنهاء الاحتلال وتفكيك المستوطنات وعودة اللاجئين وإيقاف مصادرة الأراضي لا فرق جوهري بين نتنياهو وهرتسوغ (رئيس حزب المعسكر الصهيوني الوسطي) ولكن مع ذلك نريد أن نقول لكل حكومة إسرائيلية أنه عندما تسن قوانين، مثل حكومة نتنياهو التي سنت قوانين النكبة والولاء، وعندما تقصف شعبنا في غزة، فإن ذلك يقصر من عمرها.

  • البعض في إسرائيل يعتبر إنكم برغبتكم الخلاص من نتنياهو، بتم مضمونين لصالح المعسكر الصهيوني؟
نحن لسنا لصالح المعسكر الصهيوني، نحن لن نوصي بهرتسوغ كرئيس حكومة ونحن ضد تغلغل الأحزاب الصهيونية التي تبتز الأصوات العربية، نحن ضد النفوس المهزومة التي تصوت للأحزاب الصهيونية بعد أن يقمعها هؤلاء وبعد أن يكون مشروعهم الوحيد هو القمع والاستغلال والتمييز.
نحن لن نوصي بهرتسوغ كرئيس حكومة ولكن مع ذلك واضح لنا أننا لا نريد أن يتولى نتنياهو رئاسة الحكومة القادمة، نريد إسقاط نتنياهو ولكن دون أن نوصي بهرتسوغ رئيسا للحكومة لأن حزب "العمل" هو المخطط الأب لسياسات الاستيطان وهو مخطط الحروب ضد الشعب الفلسطيني.