أعدها: محمد رضوان
«عُـذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض» عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
باتت الحيوانات الأليفة والمنزلية من الظواهر المألوفة في مجتمعنا في السنوات الأخيرة رغم انتقاد تربيتها في الوسط الفلسطيني، وقد إرتفعت – بحسب إحصائيات – نسب تربية الحيوانات المختلفة خاصة «القطط، الكلاب، السلاحف، الأسماك والطيور»، فهي معلم بلا مقابل ورفيق وفيٌ بلا مصلحة، وتتمتع بميزات يفتقدها بعض البشر كالصدق في التعبير والعرفان بالجميل وتحمل المسؤولية والعفوية في التعامل وغيرها.
يُـــقال: الكلب يعلم الوفاء ويحمي صاحبه من النوبات القلبية، والقط يعلم الحنان ويحمي صاحبه من الإكتئاب والعزلة، ويقال أيضاً: الكلب غدار لا يؤتمن ولا يحافظ على نظافة المكان، والقط وباء متحرك وناقل للأمراض، كل هذه الأقوال صحيحة بالاعتماد على طريقة تربيتها واقتنائها وكيفية الاستفادة منها.
هبة سيدة منزل تمتلك ثلاثاً من القطط وهي أم لثلاثة أطفال، تقول هبة: «لكل ولد قطة تساعدني على تربية الأطفال رح تسألني كيف؟؟ أطفالي متعلقون بقططهم، لذلك، فإن أفضل عقاب لأي تصرف خاطئ هو مصادرة قططهم، وباعتقادي هذه الطريقة قد ساهمت في تربية أطفالي وتهدئتهم، إضافة إلى ذلك، فإن القطط وفرت بيئة صحية للحديقة المنزلية، فمنزلي في الطابق الأرضي والقطط ساهمت في القضاء على الحشرات والفئران والحيوانات الزاحفة.»
أما محمود من بيرزيت فقال: «تربيتي لكلبي هي هواية، لكن عواء كلبي الكثير شكل إزعاجاً للجيران الذين اشتكوا كثيراً منه، حتى حينما أمشي في الحارة أتعرض للانتقاد، وأعتقد أن مجتمعنا إلى الآن لا يتقبل فكرة تربية الكلاب».
يشير د. راسم سلامة الطبيب البيطري إلى وجود ارتفاع ملحوظ في عدد مربي الحيوانات المنزلية في مجتمعنا الفلسطيني مقارنةً بالأعوام الماضية بالإشارة إلى إقبال المربيين إلى العيادة البيطرية، مؤكداً أن أكثر ما يتم تربيته داخل المدن هي الكلاب الخاصة بالحراسة والقطط المنزلية الأليفة، بينما يقبل الريف الفلسطيني على تربية الطيور لاعتبارات الطبيعة الجغرافية وعادات الناس.
اتبع هذه الخطوات ولن يكون كلبك غداراً ولا قطتك مشاغبة
إن تربية الحيوانات الأليفة أو المنزلية تحتاج إلى قرار وقدرة على تحمل مسؤولياتها حتى لو كانت سلحفاة صغيرة! ولن يكون ضيفك الجديد مشاكساً وعدائياً إذا ما تمتع بصحة جيدة، هذا ما يقوله د. راسم سلامة الطبيب البيطري الذي أضاف «أبرز نصائح تربية الحيوان المنزلي هي الحفاظ على نظافته كأبرز شرط لوجوده في المنزل حتى لا تشكل خطراً على صحة العائلة، لا سيما لجهة العناية الطبية والنظافة اليومية».
وأشار الطبيب البيطري بضرورة تلقيح الحيوان بشكل دوري وتنظيفه في الأسبوع مرة واحدة على الأقل، كما يجب حمايته من الاختلاط أو التزاوج بالحيوانات الشاردة والتي في معظمها تكون حاملةً للأمراض». هذا وتنصح الجمعية الأمريكية للطب البيطري بإخصاء الحيوانات المنزلية لما يقلل من نسب إصابتها بالأمراض الوبائية والمعدية.
الأطفال أكثر المستفيدين من تربية الحيوانات
أكثر الحيوانات الأقرب إلى الأطفال هي القطط المنزلية والأسماك، وأكثر ما يتعلمه الطفل من تربيته للحيوانات هو شعوره بالمسؤولية وتأقلمه على فقدان الأشياء المحيطة، ويجد الطفل فرصة كبيرة للإحساس بالقوة والقدرة على حماية مخلوقه والدفاع عنه ما يولد لديه شعوراً بالمسؤولية.
أما مواجهة لحظات الفراق، فإن تربية القطط الأليفة يساعد كثيراً على تعلم الطفل بمواجهة الفراق وتقبل فكرة الموت، خاصة أن هذه الحيوانات لا تمكث في أغلب المنازل أكثر من 5 سنوات، إما بسبب وفاتها أو لمرضها، حينها قد يصاب الطفل بالاكتئاب وقد يمتنع عن الطعام لفترة من الزمن، إلا أنه يكتسب مناعاة جديدة في لحظات الفراق فيما لو فقد أحداً من العائلة، بحسب دراسات علمية. ويُجمع العديد من الأخصائيين التربويين أن الحيوانات تساعد الأطفال على علاج حالات الإنطواء والخجل لديهم، وتجعله هادئاً غير عدائي وتدفعه إلى الفضول وممارسة السلوك الإستكشافي، أما الطيور فيتعلم الإطفال من وجودها في البيت الإستيقاظ والنوم مبكراً