خان يونس - هاني الشاعر
تسبب المنخفض الجوي الذي يضرب عدة دول في الشرق الأوسط، منذ الخميس الماضي، بمضاعفة معاناة سكان "خيام الإيواء"، الذين دمرت إسرائيل منازلهم، خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
وقالت المسنة الفلسطينية، أسمهان أبو دقة "60 عامًا"، والتي تقطن في خيمة إيواء، نصبتها بجوار منزلها المدمر:" لقد تدفقت مياه الأمطار الغزيرة إلى داخل خيمتنا، وشدّة الرياح اقتلعتها، إننا نعيش في معاناة".
وأضافت وهي تشير إلى بعض الأغطية والثياب التي وضعت على أحد الجدران:" لقد بللت مياه الأمطار الأغطية والفراش والثياب، نحاول أن نجففها فلا بديل عنها، ونحن نحتاجها فالبرد قارس ولا كهرباء في الخيمة للتدفئة".
وتصف أبو دقة العيش داخل الخيمة التي استلمتها عائلتها من مؤسسات خيرية، كبديل مؤقت عن منزلهم، بـ "الصعبة جدًا، وتزداد سوءًا خلال فصل الشتاء، وحلول المنخفضات الجوية شديدة البرودة".
وحال المسنّة أبو دقة، كالعشرات من الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم خلال الحرب الإسرائيلية، ولم يجدوا بديلا عنها سوى العيش في "الخيام"، أو في مراكز الإيواء.
وتتعرض عدة دول بمنطقة الشرق الأوسط، منذ الخميس الماضي، لموجة جديدة من الطقس السيء وشديد البرودة، تستمر 3 أيام، وسط توقعات ببدء تحسن الأوضاع مع صباح غد الأحد، بحسب خبراء في الأرصاد الجوية.
وفي خيمة مجاورة، لخيمة أبو دقة، باءت جميع محاولات المسنّ الفلسطيني، عبد الله إبراهيم "65 عامًا"، بتثبيت خيمة عائلته، بالفشل، بسبب شدّة الرياح.
وقال لمراسل وكالة الأناضول:" لقد وضعت غطاء بلاستيكي لعله يمنع دخول الأمطار، لكنه لم يفِ بالغرض مطلقًا"، مضيفًا" لا مكان آخر نلجأ إليه، هربًا من غزارة الأمطار، إلى أن تبدأ عملية إعادة إعمار غزة".
وشنت إسرائيل في السابع من يوليو/ تموز الماضي حرباً على قطاع غزة استمرت 51 يوما، أدت إلى مقتل أكثر من ألفي فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية، أن إجمالي الوحدات السكنية المتضررة جراء هذه الحرب بلغ 28366.
ووفق بيانات أممية فإن هذه الحرب تسببت بتشريد نحو 100 ألف فلسطيني، يقيم أغلبهم لدى أقاربهم، أو يستأجرون منازل، بينما ما زال نحو 15 ألف نازح يقيمون في المدارس التابعة لـ"أونروا" ويتخذونها كمراكز "إيواء".
الأناضول