السبت  09 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

رفح: آمال بعودة أسماك "الوطواط" العملاقة لبحر غزة

2015-02-22 11:14:42 AM
رفح: آمال بعودة أسماك
صورة ارشيفية
 
الحدث - محمد مصطفى

 
رغم أن العاصفة الحالية منعت الصيادين من دخول البحر لممارسة حرفتهم التي يعتاشون منها وعائلاتهم، إلا أنها أدخلت السعادة والأمل إلى قلوبهم، فهي جاءت في توقيت وصفه معظمهم بالمثالي، ومن المرجح أن تدفع بكميات كبيرة من الأسماك المهاجرة إلى شواطئ قطاع غزة بعيد انتهائها.
 
فالعواصف أو كما يسميها الصيادون "نوات"، تحدث هيجان شديد في البحر، وتؤدي إلى ارتفاع الأمواج بفعل قوة الرياح، وارتفاع المد، وهذا ما يسهم في دفع أسراب الأسماك المهاجرة، التي عادة ما تكون في أعماق البحر، إلى الشاطئ لتتغذى على العوالق، والحيوانات البحرية الدقيقة، التي جذبتها الأمواج.
 
ويأمل الصياد محمود النجار، الذي كان يتفقد مركبه ومعدات الصيد الخاصة به، أن تسهم العاصفة في تسريع وصول أسماك الوطواط العملاقة، التي ينتظرها الصيادون بشغف، خاصة وأن موعد مرورها قبالة سواحل القطاع عادة ما يكون نهاية شهر شباط وخلال شهر آذار.
 
وأكد النجار أن الأسابيع المقبلة هي من أفضل فترات السنة بالنسبة للصيادين، وعادة ما تشهد مرور لأنواع عديدة وكميات كبيرة من الأسماك، خاصة الوطواط، التي من الممكن في حال كانت كثيرة كما العامين الماضيين، أن تسهم في تحسين ظروف الصيادين، نظراً، لأنها ثقيلة وتحقق عائدات جيدة بعد بيعها.
 
أما الصياد محمود يوسف، قال إنه وزملاؤه استعدوا جيداً للمرحلة المقبلة، وجهزوا الشباك ومعدات الصيد، وكلهم أمل بأن تحدث العاصفة الجوية الحالية، الانقلاب الذي طالما انتظروه، وتجلب لهم أسراب الأسماك إلى الشاطئ، حيث المناطق التي يسمح لهم بالصيد والتحرك فيها.
 
وأوضح أن أسماك الوطواط هي نعمة لأهل غزة جميعاً، فبالنسبة للصيادين مصدر دخل جيد، والتجار كذلك، وهي توفر لحم شهي خالي من الأشواك وبأسعار رخصية، ما يسهم في تخفيف معاناة العائلات الفقيرة، المحرومة من تناول الأسماك والأكلات البحرية ذات الأسعار المرتفعة.
 
وأعرب يوسف عن أمله أن تتراجع اعتداءات الاحتلال ومضايقاته للصيادين خلال الفترة المرتقبة، وأن يسمح لهم بالصيد والتحرك ضمن المسافة المسموح بها على الأقل، وفق اتفاق التهدئة الأخيرة، ما بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
 
وكانت كميات كبيرة من أسماك الدنيس غزت شواطئ القطاع، بعد أن دمرت أمواج البحر العاتية مزارع سمكية على شواطئ زكيم وعسقلان شمال القطاع، وتمكن الصيادون من صيد أطنان منها.
 
وتعتمد أسواق قطاع غزة منذ مدة على الأسماك المجمدة، التي يتم استيرادها من الخارج، أو الأسماك التي تربى في مزارع خاصة، نظراً لشح الأسماك في البحر، وقلة الكميات التي يتم صيدها.
 
يذكر أن إسرائيل سمحت بتوسيع مساحة الصيد البحري بعد العدوان من ثلاثة إلى ستة أميال بحرية، وهي مساحة ضيقة لا تمكن الصيادين من ملاحقة ومطاردة معظم الأسراب المهاجرة.