الحدث- محمد غفري
أجمعت الجهات الرسمية وخبراء في الزراعة، أن المنخفض الجوي الأخير "جنى"، سينعكس بشكل إيجابي على الزراعة في فلسطين، لما ترتب عليه من كمية هطول الأمطار وتوقيتها، وكذلك أثر التراكمات الثلجية ومساعدتها في تعقيم الأشجار والقضاء على الآفات الزراعية.
وأوضحوا في تصريحات منفصلة لـ"الحدث"، أن للمنخفض الجوي آثار سلبية، لكنها لا تذكر بالمقارنة مع المنخفضات الجوية السابقة "ألاسكا" و"هدى"، وقليلة جداً بالمقارنة مع إيجابياته.
وقال وكيل وزارة الزراعة عبد الله لحلوح، إن عامل الأمطار يعتبر عامل أساسي في الزراعة الفلسطينية، كون 90% من الأراضي الفلسطينية تعتبر أراضي مروية.
وأكد لحلوح في تصريح خاص لـ"الحدث"، أن المنخفض الجوي الأخير كانت له آثار إيجابية كثيرة من حيث كمية الأمطار الهاطلة وتوقيتها من هذا الموسم، إضافة إلى أن البرودة وتراكم الثلوج ينعكس إيجابيا على الأشجار، من حيث الحد من انتشار الأمراض والآفات الزراعية، وعلى سبيل المثال تتحسن كمية انتاج الزيتون ونوع الزيت.
وبشر وكيل وزارة الزراعة بالموسم الزراعي لهذا العام، وأنه سيعود بالمنفعة على جميع المزارعين، موضحاً أن معدلات الأمطار وصلت في معظم المحافضات إلى 95% من حيث نسبة الهطول، والأهم من ذلك هو توزيع الأمطار على مدار الموسم.
وأضاف أن الأمطار جاءت مبكرة هذا العام، وهذا كان له انعكاس ايجابي على المراعي الطبيعية، ويؤدي إلى إطالة فترة الرعي، ما يؤدي إلى فائدة كبيرة على الثروة الحيوانية، وبخاصة الأغنام والماعز، وبالتالي تخفيض كلفة الإنتاج.
وأشار إلى أن كميات الأمطار لها آثار إيجابية على المحاصيل الحقلية، والثروة الشجرية بشكل عام وخاصة الأشجار التي تزرع هذا الموسم، مؤكدا أن الوزارة تعمل ضمن برنامج وطني على تخضير فلسطين وزراعة 1.5 مليون شجرة في الضفة الغربية وغزة.
وأكد أن كميات المياه الهاطلة وتوزيعها ينعكس إيجابيا على الخزان المائي الجوفي، وما له من أهمية في الزراعة المروية.
وأوضح لحلوح، أننا ما زلنا في "خمسينية الشتاء"، ما يعني أن الفرصة ما زالت مهيئة لسقوط مزيد من الأمطار.
واتفق عميد المصري، مع وكيل وزارة الزراعة بالحديث عن ايجابيات المنخفض الجوي الأخير، والمواسم الزراعية بشكل عام.
وأكد المصري الذي يمتلك أراض زراعية في الأغوار لـ"الحدث"، أن المنخفض الجوي لم يؤثر بشكل سلبي على الزراعة كما أنه لم يؤدي إلى الخراب في الزراعة بشكل مباشر، والآثار السلبية كانت غير مباشرة.
وأضح أن انخفاض درجات الحرارة عن 12 درجة مئوية في منطقة الأغوار، يؤدي إلى تأخير الإنتاج الزراعي.
كذلك بين أن هذا الأمر، يجعل الموسم الزراعي في الأغوار قصير لأنه ينتهي عادة في شهر أيار، ما يؤدي إلى تقليل كمية الانتاج.
وأشار المصري إلى أن ايجابيات المنخفض الجوي أكثر من سلبياته، خاصة على الأشجار، مثل اللوزيات والعنب، من حيث تعقيمها والقضاء على الآفات الزراعية، فيما أن أضرار هذا المنخفض لا تذكر بالمقارنة مع المنخفضات الجوية السابقة.