الحدث- محمد مصطفى
أكد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أن إرسال الجناح العسكري لحركة "حماس"، طائرات استطلاع بدون طيار لتحلق فوق مجمع مستوطنات غلاف غزة، أمر هدفت الحركة من ورائه إلى إرسال عدة رسائل لجهات عدة، بعد أن أضحت الحركة في مأزق وأزمة، نتيجة تعثر المصالحة، وتشديد الحصار.
وأكد عوكل في حوار مع "الحدث"، أن الرسالة الأولى كانت موجهة لإسرائيل، بأن تضييق الخناق وتشديد الحصار قد تواجهه الحركة بتحرك عسكري، وأنها لازالت تمتلك من القوة ما يمكنها من المواجهة.
وبين أن هذه ليست الرسالة الأولى التي توجهها الحركة لإسرائيل على هذا المستوى، لكنها ربما تكون القوى، فالحركة أطلقت ولازالت تطلق صواريخ تجريبية باتجاه البحر بصورة شبه يومية.
رسائل لمصر
وأكد عوكل أن إرسال الطائرات المذكورة، حمل رسائل أخرى لمصر، في ظل حالة التوتر التي تسود ما بين الحركة والقيادة المصرية، موضحاً أن هذه الرسائل رغبت "حماس" من خلالها، أن تؤكد لمصر أن تناقضها الوحيد مع الاحتلال، وأنها إن خاضت أي مواجهة مستقبلاً، فلن تكون إلا مع إسرائيل، وأنها لا ترغب في توتير العلاقات أكثر مع مصر.
التصعيد وارد
ولم يستبعد عوكل أن تتحول رسائل التهديد الحالية إلى تصعيد فعلي على الأرض، خاصة وأن تصريحات قادة الاحتلال العسكريين منهم والسياسيين، تتحدث عن قرب مواجهة رابعة مع حركة "حماس"، كما أن الشارع الغزي الذي أكد أنه يتمتع بحس توقع عالي، يتأهب لهذه المعركة، والجميع يعتقد بأنها وقوعها مسألة وقت ليس أكثر.
وبين عوكل أن إسرائيل تحاول جاهدة استغلال الأجواء العامة في المنطقة العربية، وذريعة ما يسمى بـ"محاربة الإرهاب"، لشن عدوان على غزة وحركة "حماس"، بتصنيفها للحركة على أنها "إرهابية"، وقد تلقى دعم وتأييد من المحيط الدولي وربما الإقليمي.
وشدد عوكل على أن الأمور ستبقى صعبة طالما بقيت الأوضاع في غزة على حالها، فكلما اشتدت الأزمات والضيق كلما كنا أكثر قرباً من مواجهة عسكرية جديدة، مستبعداً في الوقت ذاته أن تبادر حركة "حماس"، أو الفصائل في غزة لافتعال المواجهة، ففي المرات السابقة جميعها كانت إسرائيل هي المبادرة لذلك.
وأكد أن مفتاح حل مشاكل غزة كلها، تطبيق شامل وجدي لاتفاق المصالحة، وهذا بوجهة نظره بحاجة إلى إرادة حقيقة من كل الأطراف الفلسطينية، والتوقف عن انتظار ضوء أخضر من هذه الجهة أو تلك، فالفلسطينيون لن يحققوا المصالحة إلا بإرادة نابعة منهم.
الجدير ذكره أن ثلاث طائرات من دون طيار، كانت حلقت فوق مجمع اشكول الاستيطاني القريب من قطاع غزة، مساء أول من أمس السبت، في مهمة غير واضحة، وعادت الطائرات إلى قواعدها، ما أثار حفيظة جيش الاحتلال، الذي أعلن حالة الاستنفار في المنطقة الجنوبية، ودفع بمقاتلات حربية جابت أجواء القطاع طوال اليومين الماضيين.