الحدث - سجود عاصي
أجرت صحيفة الحدث الفلسطيني، حوارا مع سهى حمدالله عودة، خبيرة التنمية البشرية، حول علم الطاقة ودوره في رفع المناعة وتفعيل برامج الشفاء الذاتي ورفع كفاءة الخلايا من ناحية علوم الطاقة الحيوية والبرمجة اللغوية العصبية، خاصة في ظل الظروف التي يعيشها العالم بسبب جائحة كورونا.
وجاء الحوار على النحو التالي:
ج| المبدأ الأساسي لعلوم الطاقة الحيوية، ينص على أن الكون وما فيه ما هو إلا عبارة عن ذبذبات وذرات، تتفاعل وتتأثر مع بعضها البعض، كما أن الإنسان هو عبارة عن ذبذبات وذرات، والمحرك (الدينمو) لهذه لذبذبات وذرات الإنسان هو الأفكار، وكل فكرة يفكر بها الشخص لها ذبذبات، "وعند التركيز في فكرة معينة والتفكير بها لفترة من الوقت، فإنها تنتج الشعور الذي يكون له ترددات، وهذه الترددات الناجمة عن المشاعر هي عبارة عن موجات مصدرها الإنسان، وهذه الموجة الدائرية تتوسع وتنمو وتنتشر في الكون وتتلاقى مع الترددات الأخرى من مستواها. ومثال ذلك، وجود شخصين (أ) و(ب)، الأول لديه تركيز على الأفكار السلبية مثل الخوف والقلق والتوتر، وهذه المشاعر تكون سلبية وضارة وتردداتها تكون ضعيفة ومنخفضة، وعند انتشارها في الكون سيكون مستواها متلائما مع الأشخاص والأحداث التي تزيد من وتيرة هذه المشاعر، فالكون لا يتعامل مع المظهر الخارجي والتظاهر، وإنما يتعامل مع الشعور، لأن الأساس هي الفكرة التي ينتج عنها الشعور، والكون هو مترجم حصري للغة المشاعر، بالمقابل، هناك (ب) كل أفكاره إيجابية ومتفائلة محبة ومتسامحة، فتكون ترددات مشاعره مرتفعة وعند انتشارها في الكون ستتوافق مع الترددات التي من مستواها وتتحول إلى مغناطيس يجذب كل الأحداث وكل الأشخاص والمواقف التي تدعم هذه المشاعر وتزيد من سعادته التي هي بالأصل نابعة من داخله.
لدينا أحيانا برمجة سلبية خاطئة، هناك أشخاص ينتظرون الأحداث الخارجية لتعطيهم سعادة، وينتظرون الآخرين ليعطونهم التقدير والاحترام، وينتظرون الأشياء من الخارج، وهذا اعتقاد خاطئ، فالأساس أن كل شيء ينبع من الداخل والعالم الخارجي يتكون ويتشكل حسب العالم الداخلي، فعالمك يتشكل ويتكون حسب ما تبطن لا ما تظهر، وهنا تكون الفكرة قائمة على أن أرضية التغيير واللبنة الأساسية الأولى لتغيير حياتك هي تغيير الفكرة، ولكن الكون لا يتعامل مع الأفكار، وإنما يتعامل مع المشاعر التي تنتج عن هذه الأفكار، وكلما فكرنا بأفكار إيجابية ستحصل أحداث ومواقف بهذا المقدار.
ج| جسد الإنسان يتكون أساسا من 90 إلى 95 % من طاقة وروح، والجسد المادي لا يتكون إلا من 5-10% فقط، وبهذا فالمتحكم الأساسي هو الجسد الطاقي، نفسيا وروحيا.
الشفاء الذاتي يعتمد على محورين، الأول هو النفسي والروحي والثاني هو الجسدي، والله أودع فينا برامج للشفاء الذاتي، وهذه البرامج في حال كانت مفعلة وتعمل بالشكل الصحيح فإن الجسد يتمتع بصحة ممتازة، وفي حال كان هناك خللا في برامج الشفاء الذاتي فإن الأمراض ستبدأ بالظهور على الجسد، ووفقا لحديثي مع أطباء، أكدوا أن الجسد يتعرض أحيانا لأمراض مزمنة ويتشافى منها قبل أن يعلم الشخص بأنه مريض، وذلك بسبب وجود برامج الشفاء الذاتي.
مثال ذلك، وجود كبسة زر مثلا في جهاز إلكتروني تعيده إلى حالته السابقة وتحل كافة مشاكله في حال تفعيلها، وبهذا فإن برامج الشفاء الذاتي يمكنها التخلص من الأمراض مهما كانت، ولكنها تعتمد على الشخص نفسه وتختلف من شخص لآخر بالاعتماد على نوعية وكمية الطاقة الحيوية المخزنة بداخله، وفي حال كانت ممتازة ونقية ستكون برامج الشفاء الذاتي في أعلى مستوياتها، وفي حال كانت ترددات الطاقة الحيوية ضعيفة ومتقطعة ومستواها منخفض ستقل فعالية برامج الشفاء الذاتي.
وفيما يتعلق بالمرض، فإن الجسم (الجسد الطاقي) يحتوي على شاكرات، هي المسؤولة عن فكرة ظهور المرض، ففي حال كانت المشاعر ذات مستوى عال وتردداتها عالية تكون الطاقة الحيوية الحيوية في أعلى مستوياتها ونوعيتها ممتازة، وتكون برامج الشفاء الذاتي فعالة بشكل مرتفع. أما في حال كانت المشاعر سلبية والترددات منخفضة، ستنخفض الطاقة الحيوية في الجسم وستصبح نوعيتها رديئة، كما أن أي شيء يحدث في الجسد الطاقي يظهر على الجسد المادي.
وفي حال كانت المشاعر إيجابية، تكون هذه الشاكرات مفتوحة ومتزنة ومنتظمة، وبرامج الشفاء الذاتي ممتازة، وفي حال حصل تركيز على المشاعر السلبية، فإن هذه المشاعر السلبية تتراكم في الشاكرة وتغلقها، والعضو الذي يحتوي على هذه الشاكرة سيكون عرضة لأمراض مزمنة، فبرامج الشفاء الذاتي قائمة على نوعية وكمية الطاقة الحيوية التي تعتمد بالأساس على المشاعر.
ج| هناك ثلاث نقاط مهمة في هذا السياق، أولها: طبيعة الطاقة الموجودة في الجسم، فإذا كانت هذه الطاقة ملوثة (أي يعيش فيها الإنسان حالة من التقوقع غير قادر على التحرر منها بسبب صدمة أو غيرها)، فإن ذلك يزود الإنسان بمشاعر سلبية تدمره ذاتيا كالخوف واليأس والتوتر والكره واليأس والانتقام، ومهم جدا الاهتمام بالمشاعر الإيجابية وكيفية الوصول إليها مع التأكيد على أن شعور الطمأنينة يشمل كل المشاعر الإيجابية في الكون. ففي حال تلوث المشاعر يقل مستوى الطاقة الحيوية ويحدث خلل في المناعة فيصبح الجسد معرضا للإصابة بالأمراض.
أما النقطة الثانية فتتعلق بنوعية الأفكار، كلما كانت الأفكار ذات ترددات عالية وكانت المشاعر ذات ذبذبات مرتفعة، كلما توافقت مع ترددات الصحة وترددات المناعة القوية، وستكون كفاءة الخلايا في الجسد أفضل وأعلى. وفي حال كانت الأفكار سلبية وسوداوية وذبذباتها منخفضى، ستؤدي إلى تقليل كفاءة خلايا الجسد بشكل عام.
والنقطة الثالثة تتعلق باستمداد الطاقة من الآخرين والعالم الخارجي، وهو اعتقاد خاطئ، (وينظر إليه على أن ينتظر الشخص من الآخرين أن يقولوا له إنه جميل أو محترم أو ما شابه لكي يشعر بجماله ويحترم نفسه)، لأن العالم الداخلي هو من يتحكم بالعالم الخارجي وليس العكس، خاصة وأن ما ننتظره من العالم الخارجي شعوره مؤقت وزائل ومزيف. والصحيح، أن الشخص نفسه هو الأساس ما تبقى انعكاس، ومن الخطأ انتظار التغيير من الخارج دون تغيير أنفسنا إيمانا بمقولة (غير ما بداخلك الكون كله يتغير من أجلك).
ج| وعلى الرغم مما سبق، لا يمكن إهمال الجسد المادي، فهو له احتياجات كذلك، وفي حال أهمالناه ستظهر الأمراض لأن المناعة تقل وذلك يرجع لعدة أسباب أولها النوم؛ وهذا أمر غاية في الأهمية، وتكمن أهمية النوم ليس فقط في عدد ساعات النوم وإنما في أوقات النوم، خاصة وأن هناك أشخاصا ينامون لساعات طويلة دون الشعور بالراحة، ذلك لأن الجسد ذكي بطريقة لا يمكن تصورها، ولديه قدرات غير محدودة وغير منتهية، فهو مبرمج بشكل تلقائي على أوقات معينة صحيحة ومناسبة للجسم، وعلى الرغم من أهمية عدد ساعات النوم إلا أن وقت النوم كذلك مهم، لأن هناك غدة في جسم الإنسان تعمل من الساعة التاسعة مساء وحتى الساعة الثانية عشر صباحا، وهذه الغدة يجب أن تتعرض للظلام الكامل لكي تتمكن من أداء مهامها اللازمة لإبقاء الدماغ في حالته السليمة والصحية. وحتى لو نام الإنسان في هذه الأوقات دون توفر شرط الظلام فإنه لا يحصل على الاستفادة كما لو كان في الظلام.
هناك قاعدة في علوم الطاقة تقول: "كل مما خلق الله ولا تأكل مما صنع الإنسان"، وهذه المعلومة غاية في الأهمية، لأن الأغذية المعلبة والمصنعة، تحتوي على كميات عالية من الأملاح، وجزء من التعب النفسي الذي يشعر به الإنسان يحصل بسبب ارتفاع مستوى الأملاح في الجسم، كما أن تناول السكريات يرفع هرمون السعادة في الجسم بشكل مفاجئ وينخفض كذلك بشكل مفاجئ وهو ما يؤدي إلى الإدمان على هذه الأطعمة ويقلل من أداء وكفاءة خلايا الجسم.
ج| هناك خمس مسائل يمكنها رفع المناعة وتفعيل برامج الشفاء الذاتي ورفع كفاءة الخلايا من ناحية علوم الطاقة الحيوية والبرمجة اللغوية العصبية.
أولا| تنظيف وتنقية الهالة المحيطة بجسم الإنسان يعزز المناعة: تحيط بجسم الإنسان هالة تسمى (الأورا) وهي هالة طاقية كلما كانت ترددات أفعالك وأفكارك وسلوكياتك وطباعك ومشاعرك عالية، تكون هذه الهالة نظيفة ونقية ومشعة وبيضاء. في علوم الطاقة، وجد الباحثون والعلماء من غير المسلمين، أن البيانات والمعلومات تبدأ بالتخزين في هذه الهالة في العمر الذي يصبح فيه الإنسان مكلف، وهنا يبدأ الشخص يدرك أفعاله ويرتفع الإدراك لديه، وتبدأ السلوكيات والأفكار والمشاعر تختزن في الهالة على شكل بيانات ومعلومات.
ثانيا| تقنيات التحرر المتعددة: وهي تقنيات تساعد الإنسان على التحرر من أي صدمات قديمة وتساعد على التحرر من قيود المشاعر السلبية وكذلك على التحرر بشكل كامل من البرمجيات المغلوطة والمعيقة والمعرقلة لتقدم الشخص في الحياة.
ثالثا| تنظيف الشاكرات وإعادة توازنها: في حال كانت الشاكرات نظيفة ومتزنة تكون المناعة في أقصى حالاتها وتكون كفاءة الخلايا عالية ويكون الجسد قادرا على صد الأمراض بشكل كبير في حال كانت الشاكرات نظيفة.
رابعا| تقنيات التنفس العميق: 90% من الأشخاص لديهم برمجة خاطئة بخصوص التنفس، فالتنفس لا يجب أن يكون من الصدر لأنه يضغط على الرئتين، وإنما من البطن. وتتم عملية التنفس العميق بأن نأخذ شهيقا طويلا من الأنف مع إغلاق الفم لعدد من الثواني يجب خلالها أن يشعر الشخص بأن البطن بدأ يرتفع، ثم زفيرا طويلا من الفم، واستمرار هذه العملية لمدة من 7 إلى 10 دقائق يوميا في مكان هادئ. وهذا التنفس كفيل بتحرير وتكسير الطاقة السلبية الضارة المخزنة في الخلايا حتى الوصول إلى مرحلة من الاسترخاء والهدوء والسلام الداخلي.
خامسا| التأمل: هناك كثيرون اختلفوا في هذا الخصوص، ولكنني وجدت أن الصلاة هي فعل تأملي صحيح وفعال للغاية إذا ما تم أداؤها بشكل سليم إلى جانب تقنيات التأمل الأخرى.
ج| طاقة الخوف والقلق والحزن والتوتر والوسواس والرعب والهلع التي تحدث لدى الناس بسبب فيروس كورونا كفيلة بتدمير الجهاز المناعي أكثر من الفيروس نفسه، ننظر إلى ما يحدث حاليا على أنه مباراة، إما أن تكسب مناعتنا هذه المباراة أو تخسر لصالح المرض، ما يهم في الأمر ليس الفيروس بحد ذاته وإنما المناعة.
العمل على رفع المناعة ورفع كفاءتها أفضل بكثير من محاربة فيروس كورونا، وهذا الفيروس طاقيا هو رسالة إلى البشرية جمعاء بأنه يجب على الإنسان تقدير جهازه المناعي وطاقاته وجسده خاصة بعد وصول البشرية إلى مرحلة نسوا فيها أنفسهم، لأنه من المستحيل أن نستمر كما كنا قبل انتشار الوباء، فلنحترم أنفسنا وأجسادنا وذواتنا، ولنركز على الأفكار والمشاعر الإيجابية مع الأخذ بعين الاعتبار حماية الجسد وأخذ الاحتياطات اللازمة، لأن التركيز على المشاعر السلبية من الخوف والقلق والتوتر والحزن يجعل الجهاز المناعي عرضة للاختراقات والثغرات، وسيكون جيد الإنسان معرضا للإصابة بالأمراض مثل فيروس كورونا.
وننصح، بالتزام تقنيات التحرر الطاقي لجسد الإنسان، لأنها قادرة على تفريغ خلايا الجسد من كل الطاقات السلبية المخزنة، فتصبح المناعة في أعلى ذبذباتها وطاقتها، مما يجعل الفيروس والأمراض غير قادرة على اختراق النظام المناعي للجسد في حال كانت كفاءته عالية.
الأمر يتعلق بالدرجة الأولى بالشخص ومناعته وجسده وذاته ورؤيته لنفسه، ومن ناحية نفسية يجب ان لا نسمح للمشاعر السلبية بالسيطرة علينا وتدمير نظامنا المناعي، ويجب التحرر منها، ويمكننا استغلال فترة العلاقات والحجر المنزلي بشكل مثالي، وأعتقد أنها منحة وليست محنة بالعودة إلى ذواتنا، وعلينا إنجاز أفضل ما يمكننا أن نفعله.
*سهى حمدالله سليمان عودة، خبيرة تنمية بشرية من قلقيلية، حاصلة على درجة البكالوريوس في الترجمة وعلى منحة من الصندوق العربي في الترجمة القانونية، وتحضر لدرجة الدكتوراه في مجال الطاقة الحيوية، كما وتعمل على إنجاز مؤلف من سبعة مجلدات.