الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الارهاب...والنفاق المفضوح/ بقلم تيسير الزّبري

2015-02-25 10:19:35 AM
الارهاب...والنفاق المفضوح/ بقلم تيسير الزّبري
صورة ارشيفية

يبدو اننا سوف نكتب كثيراً عن الارهاب بأشكاله الاجرامية البشعة وبتمدده كل يوم الى مواقع جديدة وجغرافيا جديدة ، وبموازاة كل ذلك ردود سياسية جديدة تفتح على كل الاحتمالات ! لكن الشيء المؤكد من وراء كل ذلك والذي سوف تظهره التطورات اللاحقة ان الهزيمة الماحقة سوف تكون من نصيب قوى الارهاب وداعميهم  وكذلك بالمنافقين (اخوان الشياطين) الذين يمارسون الكذب والرياء الدوليين بدون خوف او خجل وهم يتسلقون منابر الكلام !!
 
في المقال السابق في هذه الزاوية كان العنوان "" مصر في مرمى نار الارهاب "" وما قيل كان ينطلق من المؤامرة الكبرى والمخططات الشريرة نحو مصر. لم تكن قد ظهرت على السطح جريمة ذبح العمال المصريين على أيدي المجرمين ولكن المؤشرات كانت تشير الى تمدد قوى الارهاب الى الاراضي المصرية وكانت سيناء هي الميدان واخرها قتل الجنود المصريين في العريش.
 
الايام القليلة الماضية حملت لنا ما هو بائس وجديد ممثلا بالاتفاق الامريكي _التركي عن البدء بتدريب قوات عسكرية سورية يطلقون عليها (معارضة معتدلة) في معسكرات على الاراضي التركية ولفترة تمتد الى ثلاث سنوات.
 
ما زالت الولايات المتحدة تلعب لعبة سمجة اسمها "المعارضة المعتدلة" وهي تدرك تماما_كما ندرك تماما_ان هناك العشرات من المجموعات المسلحة تتنقل بولائها الى صفوف النصرة وداعش بحثا عن التمويل والتسليح ومنها ما يجري ضمه بقوة السلاح من قبل الاقطاب الرئيسيين (النصرة او داعش) كل يوم هناك ما هو جديد في هذا الموازيك من المعارضات (المعتدلة!) والمتنقلة بولاءاتها من هذا الممول الى ذاك بمن فيهم اسرائيل!
 
الولايات الامريكية وتركيا وحلفائهم في العداء الى سوريا يشيحون بابصارهم عن مواقف المبعوث الدولي الى سوريا " دي ماستورا " الذي قال كلاماً هاماً في الاسبوع الماضي حول مبادرة لوقف اطلاق النار في مدينة حلب تنتقل في حال نجاحها الى مدن اخرى وذلك بهدف رفع المعاناة عن المدنيين من ابناء الشعب السوري.
 
اطراف اثارة النزاع يتغافلون عن عمد تصريحات دي ماستورا حول عدم امكانية اغفال دور الحكومة السورية والرئيس السوري من اي حل سياسي للصراع في سوريا. الحلف الامريكي –التركي ( والاسرائيلي غير المباشر) والمدعوم من عدد من الاطراف الاقليمية العربية ما زال مصراً على ان الحل لا يتم الا باسقاط النظام السوري ورئيسه وهم يعملون بكل قواهم من اجل تعطيل اي حل سياسي للازمة السورية وهم يعرقلون بواسطة أتباعهم من بعض اطراف المعارضة السورية ؛ الجهود المصرية والروسية الساعية من اجل الوصول الى خارطة طريق للخروج من الازمة بالطرق السلمية.
 
من الملاحظ ان هذه الخطط تستهدف تمزيق دول المنطقة وبشكل خاص سوريا والعراق واضعاف الدور التاريخي لمصر والهيمنة على المنطقة استراتيجياً واقتصادياً ؛ تتم في الوقت الذي تحقق فيه القوات السورية انتصارات صاعقة في الجنوب وبالقرب من الحدود مع اسرائيل وكذلك في المعارك التي تدور في ريف حلب ومع ما تحققه القوات الكردية بعد تحرير كوباني والانتقال الى ريف (الرقة) كما يترافق ذلك مع انتصارات الجيش العراقي على داعش واستعداداته لتحرير الموصل.
 
العالم لا يصدق ما قاله الرئيس الامريكي اوباما قبل ايام في مؤتمر واشنطن لمجابهة الارهاب وهو مثال على النفاق الذي تمارسه هذه الادارة في موقفها من داعش والنصرة وهما الوليد الشرعي للقاعدة التي تلقت كل الدعم العسكري من امريكا وحلفائها في المنطقة بمن فيهم احزاب اسلامية ضد الحكومة الافغانية اليسارية وضد القوات السوفيتية انذاك وهي الادارة التي استخدمت ومولت (عبر حلفائها) تلك المجموعات ضد الحكومة العراقية ولم تتحرك الا بعدما وصلت هذه المجموعات الى حدود اربيل . الولايات المتحدة تعرف بواسطة اقمارها الصناعية ان هناك طائرات نقل ضخمة تلقي باحمالها من الاسلحة والذخائر على الحدود المصرية الليبية وعلى بعض المناطق السورية وتستطيع ان توقف تلك الدول (الحليفة) عن هذه الاعمال القذرة لو تخلت عن هذا النفاق المفضوح ولكن الادارة الامريكية تريد تدمير الجناحين المصري والسوري بالاساس واالسيطرة على عموم المنطقة بالتعاون مع حليفتها الاستراتيجية اسرائيل.
 

سوف نقول الكثير فالمعركة طويلة وقاسية وتتعدى الحدود الضيقة الى كونها معركة شاملة ولا بد من مواجهتها والانتصار فيها .. وللحديث بقية .