الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

نظرية المؤامرة بين الثابت والمتحرك/ بقلم: أحمد زكارنة

2015-02-25 11:08:40 AM
نظرية المؤامرة بين الثابت والمتحرك/ بقلم: أحمد زكارنة
أحمد زكارنة
تقوم نظرية المؤامرة بحسب تعريف الكثيرين من المختصين، بالتشكيك في الأحداث العالمية، لمحاولة شرح السبب النهائى لحدث بعينه أو سلسلة من الأحداث (السياسية أو الاجتماعية أو التاريخية) باعتبارها أكاذيب، وغالباً ما يحال الأمر إلى الحكومات على أنها حكومات متأمرة بشكل منظم، تقف وراء تلفيق اشاعة الاكاذيب في اتجاهات متقاطعة احياناً ومتضاربة أحيانا أخرى و بدرجات مختلفة من الإنتشار والقبول من العامة، وكثير من مؤمني نظرية المؤامرة يدعون أن الأحداث الكبرى في التاريخ قد هيمن عليها الكاذبون وأداروا الأحداث السياسية من وراء الكواليس لما يفيد أجنداتهم الخاصة.
 
 
أما لماذا ننقاش نحن نظرية المؤامرة؟ فهذا يعود لما تشهده المنطقة العربية برمتها من أحداث تبدو أنها تسير في اتجاه بعينه، والقصد هنا اتجاه "الديمقراطية" لدعم مفاهيم الدولة الحديثة، فيما تؤكد كافة الوقائع أنها ما لبست تعمل على تفكيك مفهوم الدولة بما يشمل مفهوم الهوية الوطنية لكل قطر على حدة عبر وسائط ووسائل متعددة ومختلفة ولكنها تؤدي الدور المنوط في نهاية النفق، ففي سوريا واليمن وليبيا حتما يختلف الأسلوب عما تشهده الحالة في مصر وتونس والجزائر والمغرب وبعض دول الخليج، فضلاً عما تشهده فلسطين من حالة تدجين توظف العوامل الاقتصادية على أفضل وجه ممكن. ما يعني أن المنطقة تتعرض فعلا لمؤامرة كبرى، بهدف تفكيكها وتركيعها وصولا إلى استغلال مقدراتها.
 
 
والاتكاء هنا على اشاعة الفوضى على المستوى الفردي والجمعي معاً على قاعدة، أن فوضى الأشخاص تؤدي إلى فوضى الأفكار وإن فوضى الأفكار تؤدي إلى فوضى الأشياء، وبالتالي تصبح عملية التدجين فعلا تلقائياً ليس بحاجة لجهد الآخرين، وإنما هي بحاجة لدعم وسائل الإعلام التي تلعب فعلا لا قولا دور المحرك الأول والأخير للأحداث كبيرها وصغيرها، حتى لتشكيك الشخص في نفسه وقدراته.
 
 
وبرغم أن البعض منا يشكك في وجود نظرية المؤامرة من حيث المبدأ، ولا يمكن هنا رفض افكارهم، وإنما احترامها ومناقشتها إن لزم الأمر، إلا أننا يجب أن ننظر لما نملك ويستباح، وما يملك الآخر ويبحث عن الاباحة لما بين ايدينا. ليتبين لنا أننا لم نخرج يوماً من دائرة الاستهداف بدرجات متفاوتة ولكنها حاضرة. الفارق الوحيد، يكمن في قضايانا الكبرى بين الثابت والمتحرك. وتصفية قضيتنا الفلسطينية خير مثال باعتبارها هدفاً ثابتا لم ولن يتحرك من وجهة نظر هذا الآخر، والسؤال الذي هو برسم الجميع، كل في مكانه ومسؤولياته، كيف نواجه هذه المؤامرات الثابتة منها والمتحركة في آن؟.