الحدث – رام الله
قدمت سلطة جودة البيئة، ومركز التعليم البيئي، ورقة حقائق حول طائر عصفور الشمس الفلسطيني الذي تم اعتماده مجلس الوزراء في جلسته كطائر وطني لفلسطين، ليكون سيادي كالعاصمة والعلم والنشيد الوطني والحدود والمجال الجوي والبحري.
إن فلسطين الغنية والثرية بالتنوع الحيوي والمصابة بحلم الحرية والخلال تستحق اطلاق طائرها الوطني اسوة بدول العالم وهو ساحرًا برشاقة حركته، وبطيرانه الواثق والسريع، وبمنقاره الطويل، والبهي بميزة تلوين ريشه الأسود تحت شمسنا، فيصير خليطًا أخضر وأزرق وبنفسجي لذكوره، ورمادي وبني لأنثاه ، فيستحق هذا "العازف" الذي يستقر في جبالنا السامقة، وروابينا الغنّاء، وسهولنا اليانعة، ووديانا الممتلئة بالعزة، وبجوار بيوتنا وأشجارنا وأزهارنا الأخاذة، أن يتحول منذ الآن إلى "أيقونة" فلسطين الوطنية: طائر يغرد للحياة، ولا يقبل إلا بشمس الحرية، ويُعرّف العالم بوطننا الذي ينتظر الخلاص، في كل المحافل.
عصفور شمسنا .. سفير حريتنا
سيربط عصفور الشمس الفلسطيني الذي تم اكتشافة عام 1865 م ببلادنا ليعرف بها، كونها من أكثر بقاع الأرض ثراء بالتنوع الحيوي؛ بفعل التباين الكبير في أنظمتها المناخية، عدا عن التنوع الكبير في التضاريس وأنواع التربة، وسينقل الطائر رسالتنا الوطنية بالعمل عى صون البيئة وحماية الطيور عمومًا، لما لها من قيمة وطنية كبيرة، ولكون عصفور الشمس يحمل اسم بلادنا المحتلة، وتنفرد به، وعلينا الكف عن الصيد الجائر، وتعليم أطفالنا وتربيتهم على الاهتمام بالطيور، والدراسة عنها، والاستمتاع بمراقبتها والمحافظة عليها، كمدخل جيد للمحافظة على البيئة عمومًا.
وتعد فلسطين أهم ثاني معبر للطيور المهاجرة في العالم ، والكائنات التي تم وصفها في فلسطين، تُقدر بنحو 47000 نوعًا ويعتقد بوجود حوالي 4000 نوعًا آخر لم يجر وصفها حتى الآن. فيما يبلغ عدد النباتات قرابة 2700 نوعًا، ويبلغ عدد الأنواع المتوطنة منها في فلسطين حوالي 261 نوعًا، 53 منها خاصة بفلسطين، 12 نادرًا جدًا، في وقت يهدد الانقراض حوالي 543 نوعًا. عدا عن وجود 93 نوعًا من الثدييات ضمن 33 عائلة، و530 نوعًا من الطيور. بجانب 110 نوعًا من الزواحف والبرمائيات، وزهاء 32 نوعًا أصيلًا من الأسماك ونحو 14 – 16 نوعًا دخيلًا.
تعزيز الوعي البيئي
الإعلان عن الطائر الفلسطيني يساهم في تعزيز الوعي البيئي، والاهتمام بالتنوع الحيوي. ويُعرف العالم بما نعانيه جراء استمرار الاحتلال، الذي يدمر عناصر بيئتنا حيث تلعب الطيور البيئية دورا حيويا في النظم البيئية الطبيعية وذو مؤشرات حساسة للثراء البيولوجي وصحة البيئة، ولها قيمتها الثقافية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة للناس. وتزودنا بمدخل جيد لتحسين معرفتنا العلمية في بيئتنا. ولجمالها، فهي مصدر للسعادة والإيحاء للناس في كل الأماكن. كما تلهمنا بتعزيز التوعية والمحافظة على البيئة ، كنوع من الكائنات الحية، وكبيئة تشارك الكائنات الحية فيها. وتعتبر رمزًا للحياة البرية، فالناس تحب رؤيتها وسماعها والتعرف عليها. ولكونها سفيرة للفصول الأربعة، حيث يصل السنونو في الربيع، وتحل أصوات الكوكو ضيفة صيفًا، فيما تطل علينا الطيور المائية، تغادرنا طيور الهجرة في الخريف والشتاء وهي مصدر للسحر والفلكلور، ولها قوة رمزية عميقة، وربما نجدها في كل الأماكن: الصور والمنحوتات والأغاني والشعر.
سيرة الطائر
ينتمي الطائر إلى رتبة الطيور المغردة، وعائلة المغثريات (عصافير الشمس)، ويحمل اسم عصفور الشمس الفلسطيني، ويعرف شعبياً بتمير فلسطيني، وأبو الزهور، واسمه الإنجليزي PALESTINE SUNBIRD، أما اسمه العلمي Nectarinia osea .
ويتميّز بصوته المرتفع، ويعتبر من الطيور المعروفة بانتمائها لمنطقة حفرة الانهدام، ويحمل اسم فلسطين، وهو جميل، ذو صوت يُطرب له الإنسان. ومن المعتقدات الخاطئة أن معظم الناس يظنون أنه من الطيور الطنّانة لوجود تشابه بينهما في بعض الصفات، إلا أن الحقيقة العلمية تشير إلى كونه من عائلة مختلفة تمامًا.
ويعيش الطائر بكثرة في جميع المناطق في البلاد، ويألف جميع المناطق والبيئات وخاصة المناطق المكسوة بغطاء نباتي مثل الحدائق والبساتين، ويشاهد حول المناطق السكنية، ويقف على الأزهار ويتغذى على رحيقها، كما يتغذى على الحشرات أحيانًا.
وتعد أماكنه المفضلة المناطق المرتفعه الحرارة والمناخ الجاف، وهو من أصغر الطيور في بلادنا، رشيق الحركة، مفعم بالحيوية، ويطير بسرعة هازًا جناحيه بسرعة كبيرة. منقاره أسود طويل دقيق وينحني إلى الأسفل. فيما الذيل قصير، والأرجل سوداء طويلة، أما قزحية العين فلونها بني.
ويبني عصفور الشمس أعشاشه متدلية بوساطة أعشاب رفيعة على الأشجار والشجيرات. ويبنيه على شكل ثمرة إجاص، معلقة على غصن شجرة، ويتكون العش من الألياف النباتية، والحشائش، والشعر ، وشبكات العنكبوت، والصوف، والريش.
ويتراوح طول الطائر بين 11-12 سنتيمترا، وهو مُلون ورائع وجميل ومرتبط بفلسطين لأنه اكتشف لأول مرة فيها عام 1865. ويتواجد فيها تحديدًا، وبشكل أقل في دول حفرة الانهدام. ويتغذى على الحشرات، ورحيـــق الأزهار باستخدام لسانه الطويل؛ لاستخراج الرحيق من الزهور، ويطير مقابل الزهرة.
ويعرف عن ذكر عصفــــور الشمس الفلسطيني أناني حيث تبني الأنثى وحدها العش وتضع بيضها ذات اللون الأبيض المائل للرمادي، وتحضن البيض لوحدها. وعندما يفقس يشارك الذكر في تغذيه الصغــار ،وبخصوص فترة التكاثر، ففي بداية شباط - نهاية آب. ويضع بين 2 – 3 بيضات. أما فترة الحضانة فبين 12 – 14 يومًا14 – 16 يومًا بعد الفقس. ويعتمد على نفسه بعد 23 – 30يومًا من مغادرة بيضته.