الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

واقعنا الفلسطيني المؤلم/ بقلم: أسامه منصور أبو عرب

2020-08-15 04:47:47 PM
واقعنا الفلسطيني المؤلم/ بقلم: أسامه منصور أبو عرب

لم يزعجني كثيراً ما جرى بخصوص اتفاقية السلام بين الااحتلال والإمارات على اعتبار أن هذا شيء متوقع منذ سنوات وقد تأخر وقوعه، كما أنه ليس الأول ولا الأخير، ما يزعجني هو الحالة الفلسطينية وما آلت إليه الأمور وهي سبب وليس كل الأسباب لتجرّؤ الإمارات على ما قامت به، وعلى سبيل المثال ما بين العامين 1977 و 1979 حدثت زيارة السادات للقدس وبعدها توقيع اتفاقية كامب ديفيد وبعدها معاهدة السلام، فقامت المظاهرات الرافضة في كل أنحاء العالم، وهب شعبنا الفلسطيني هبة أوجعت الاحتلال، بشكل تلقائي نزل الفلسطينيون للشوارع المحتلة، كان الااحتلال يتعوّذ من الشيطان عندما يحاول مهاجمة جموع الفلسطينيين الثائرين الرافضين، أما اليوم فالفعل هو ما نكتبه على صفحات التواصل الاجتماعي وفيه تكمن الثورة ويكمن الرفض ولذلك أسبابه أيضا، بالعودة للأمس القريب وعندما ثرنا ثورة عظيمة ضد قرار الضم الاحتلالي، جمعنا ما لا يزيد عن خمسة آلاف شخص وقام الاحتلال بإرجاع حوالي ألفيْ شخص رغم أن المواصلات مدفوعة، فهل هذه هي الجموع التي كانت ستواجه قرار الضم في مكان غير موفق بتاتاً، والأصل أن يشارك بذلك مئات الآلاف وليس عشرات الآلاف من أجل إيصال رسالة واضحة للعالم والاحتلال.

في ظل هذا الواقع المخزي أنا لن أستخدم مصطلح قيادة (فللقيادة شروطها ومحدداتها ومبادئها) وأكتفي باستخدام مصطلح مسؤولين، الحقيقة أن هناك هوّة كبيرة بين المسؤولين والشعب، والحقيقة أن الشعب لم يعد يصدق أحدا، والحقيقة أن الكثيرين يريدون امتيازات للقيام بعمل وطني (أجرة المواصلات، بنزين، باكت مني، وأشياء أخرى كثيرة)، الحقيقة أن البعض ينظر للوطن من فتحة الصراف الآلي والبعض من فتحة غير المستفيد والبعض من فتحة اليأس والإحباط (رموا الذمايم) والبعض من فتحة معاقبة من أساؤوا له أو آلموه دون النظر لأي وازع وطني، وبقي بعض قليل يناضلون بشكل فردي ووطني عظيم فيستشهدون ويُؤسرون ويُجرحون فرادى وأولئك لهم مني تحية عسكرية عظيمة وقبلة على جباههم التي لم تحنيها الامتيازات والفوائد، وهذا كله أو معظمه سببه المسؤولين الفلسطينيين من أعلى الهرم لأسفله، فهم من أسسوا لثقافة الصراف الآلي وهم من خفضوا الوازع الوطني للحد الأدنى حتى تلاشى وهم الذين جلسوا بأبراجهم العاجية يريدون من المواطن أن يعرف وينفذ ما يدور بخلدهم وهم الذين سمحوا لبعض المسؤولين بتجاوز الخطوط الحمراء مع الاحتلال في بناء علاقات صداقة وهم الذين شاركوا بجنازات وتعازي احتلاليين قتلة ومجرمين بحق أبناء شعبنا وهم الذين ثبتوا نظام (عظام الرقبة) وهم الذين بعثوا نظام أسياد البلد بوطن محتل، وبعد كل ذلك كيف سيؤمن بائع (البسطة) وعامل الصحة وصاحب المحل البسيط والموظف البسيط والشخص الذي منذ عشرين عاما يقدم لوظيفة معلم أو غيره ولا يحصل عليها، كيف سيؤمن بأن دعوة المسؤول لقضية وطنية يجب أن تتم تلبيتها؟؟!.

هانت علينا أنفسنا فهُنّا بعيون الاحتلال وبعيون من يعقدون الاتفاقيات مع الاحتلال مثل الإمارات ومن يليها، "واللي من إيدو الله يزيدو" على سبيل الاستيقاظ وليس الشماتة، فأنا ابن هذا البلد وقد حسمت أمري بعشقي العظيم للوطن العظيم ولا أقبل أن يُضام المواطن ولا المسؤول، لكن هذا أوان الاستيقاظ من وهم السلام مع الاحتلال المجرم القاتل، هذا أوان العودة للبعد الوطني الفلسطيني الصادق، هذا أوان الإرادة والحب للوطن والمواطن، وعقد العزم على التحرير بالأساليب المتعارف عليها في تحرّر الشعوب، وهذا أوان إغلاق المكاتب الفارهة وحرق السيارات الفخمة وتمزيق البدل الرسمية ونفي مناصب الكرتون الى غير رجعة إلا بعد التحرير وأخذ المسؤولين أماكنهم في الميدان بين الجماهير، آنذاك نكون بالاتجاه الصحيح وننطلق القائد يحتضن المواطن ليتلقىٰ رصاصة المحتل عنه وحينها يكون قائدا، وحينها نعود بخير.