الحدث ـ محمد بدر
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، إن "اتفاق السلام" بين الإمارات و"إسرائيل" جاء نتيجة لجهود أمريكية حاولت من خلالها إقناع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بالقيام بهذه الخطوة مقابل أسلحة بقيمة عشرات مليارات الدولارات.
وتشمل الصفقة طائرات F-35 وطائرات بدون طيار من النوع الأكثر تقدمًا، ستقدمها الولايات المتحدة إلى الإمارات، وقد كانت هذه الصفقة مجمدة في السابق بسبب المعارضة الإسرائيلية، والآن سيتم تمريرها من قبل الإدارة الأمريكية.
وعقب مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على هذه المعلومات بالتأكيد على أن "إسرائيل" لم تغير موقفها السابق المعارض لبيع أسلحة متطورة وتقنيات أمنية متقدمة لدول الشرق الأوسط، خوفا من اختلال توازن القوى.
وأشارت الصحيفة، إلى أن إتمام الصفقة والموافقة عليها من أهم شروط بن زايد، فلو لم تتم الموافقة عليها لما كان هناك اتفاق "سلام" بين الطرفين، وهو ما يعني أن تعريف الاتفاق كان ناقصا: "السلام مقابل وقف الضم".
بعد حرب أكتوبر، وعدت الإدارة الأمريكية بالحفاظ على منح "إسرائيل" الأولوية والاستثناء في بيعها ومنحها أسلحة متقدمة ومتطورة، وقد فرض الكونجرس حظراً على بيع أنظمة أسلحة متقدمة وذات أهمية استراتيجية إلى السعودية والإمارات، رغم وعود الرئيس الأمريكي ترامب بإتمام صفقات من هذا النوع مع الدولتين.
وقالت يديعوت، إن اتفاقية التطبيع مع الإمارات حدث إيجابي للغاية بالنسبة لإسرائيل، ويمكن أن ينتقل للمزيد من الدول السنية في الخليج والعالم العربي، فقد أدى التنازل عن الضم إلى تحسن فوري في العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي والعلاقات مع الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة.، وإذا كان الثمن هو صفقة السلاح، فالثمن يستحق ذلك، ومع ذلك، فإن طريقة إعلان "الاتفاق" تثير بعض التساؤلات.
التساؤل الأول: إعلان نتنياهو عدم إطلاعه وزير جيش الاحتلال بيني غانتس ووزير الخارجية غابي أشكنازي على تفاصيل الاتفاق، بذريعة الخشية من تسريب المعلومات المتعلقة بالأمر، مؤكدا أنه كان يخشى أن يطلع الاثنان مقربين منهم على تفاصيل الاتفاق قبل أن يتم.
وفسر غانتس سلوك نتنياهو على أنه جزء من محاولاته إقامة نوع من النظام الرئاسي في ظل ولايته: فقط هو من يقرر، هو فقط من يقرر. حتى الليلة الماضية، لم يطلع نتنياهو، غانتس وأشكنازي، على تفاصيل الاتفاق، وما إذا كان يتضمن وعودا سرية ذات طبيعة أمنية وسياسية.
وأوضحت الصحيفة أنه عندما يتعلق الأمر بصفقات الأسلحة مع دول أخرى، فإن رأي المؤسسة العسكرية مطلوب، وقد قام نتنياهو قبل هذه المرة باختراق اختصاص عملها عندما وافق على صفقة بين ألمانيا ومصر، بموجبها وافق على حصول الأخيرة على غواصات متقدمة دون علم المؤسسة العسكرية.
واعتبرت الصحيفة أن مشكلة الاتفاق بين "إسرائيل" والإمارات أنه حمل سابقة لم تكن في معادلة التفاوض من قبل: التطبيع مقابل السلاح. وقد تشترط دول أخرى كالسعودية، الحصول، على أسلحة متطورة جدا من ترسانة السلاح الأمريكية مقابل تطبيع العلاقات مع "إسرائيل".
وفق الصحيفة، توقعت "إسرائيل" أن تبارك المملكة العربية السعودية الاتفاق، خاصة وأن محمد بن زايد هو أحد تلامذة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لكن السعودية ما زالت تحافظ على صمتها حيال الاتفاق.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن بيني غانتس وحزبه لم يكونا جزءا من الاتفاق، إلا أنها أعلنا بصراحة أنهما يقفان وراء إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بتأجيل الموافقة على الضم والشروع بعلاقات تطبيعية مع دول الخليج.
وختمت الصحيفة، بأن النية في تطوير العلاقات مع دول الخليج تحيد تطبيق الضم بشكل نهائي، لأن الاتفاق بين "إسرائيل" والإمارات هو الإنجاز الوحيد لترامب في السياسة الخارجية، ولن يدع نتنياهو يفسد له هذا الإنجاز.