الحدث- محمد مصطفى
عبر صيادون عن سعادتهم لرصد طلائع أسراب السردين، لدى مرورها قبالة شواطئ قطاع غزة، مع بدء موسم الهجرة الموسمية، الذي ينتظره العشرات منهم بفارغ الصبر.
وأكد صيادون أنه وبعد انتهاء العاصفة الأخيرة، وعودة البحر للهدوء، تمكنت بعض القوارب والمراكب من رصد أسراب صغيرة للأسماك الفضية، وملاحقتها، وصيد كميات مبشرة منها.
وقال الصياد محمود عمر، إن الفترة الحالية التي عاد فيها الطقس للاعتدال، وشهدت هدوءا لأمواج البحر، تعتبر فترة مثالة، ومن المفترض أن تسهم في جلب الأسماك المهاجرة، خاصة السرين، والسكمبلة، والبلدميدة، والغزلان، والوطواط، وكذلك أسماك العصافير، إلى الشاطئ.
وأكد عمر، أن باكورة الموسم الربيعي الحالي تبدو مبشرة، إذ تمكن بعض الصيادين من صيد كميات جيدة من الأسماك، وهذا يبشر بوفرة في الصيد خلال شهر آذار الذي بتنا على أبوابه.
وأوضح أن الصيادين يواصلون استعداداتهم على قدم وساق، ومعظمهم يدخلون المياه بصورة يومية، بحثاً عن الأسماك، التي تتجمع حول أنوار المصابيح الساطعة، التي يتم تسليطها في المياه خلال ساعات الليل، خصيصاً لجذبها.
ونوه إلى أن ارتفاع أسعار الأسماك في الأسواق نظراً لشحها، يدفع الصيادين لتحدي الصعب والمخاطر، وتمشيط البحر بشباكهم، طمعاً في صيد الأسماك.
واشتكى عمر من استمرار الاعتداءات الإسرائيلية بحقهم، ما يحد من قدرتهم على التحرك في البحر، وملاحقة الأسراب.
اسماك شحيحة
ودفع شح الأسماك، بعض المواطنين للتوجه إلى "الحسبة"، حيث يتم تجميع كل ما يتم صيده من البحر، لبيعه على التجار والمواطنين في مزادات علنية، وبشكل منفصل، من أجل شرائها طازجة، خاصة بعد انتشار ظاهرة الغش، وبيع الأسماك التي تربي في المزارع على أنها بحرية.
المواطن خليل عامر، أكد أنه ينتظر بفارغ الصبر موسم الصيد الربيعي، ليستمتع بمذاق الأسماك البحرية، خاصة السردين، فالأخيرة التي يتم صيدها في هذا الوقت بالذات، عادة ما تكون شهية، وغنية بالدهون، لذلك يحرص على شرائها.
وأكد عامر، أن المكان الوحيد الذي يشتري منه الأسماك البحرية وهو مطمئن، "الحسبة"، حيث يشاهد الصيادين لدى خروجهم من المياه، وإخراج الأسماك من الشباك أمامه، وبيعها في نفس المكان.
وكان باعة وتجار أسماك في أسواق رفح وباقي أسواق القطاع، عبروا عن أملهم أن يكون الموسم الحالي جيد، ووفير من حيث الأسماك، ما يعني عودتهم لممارسة تجارة وبيع الأسماك بشكل موسع، وذلك يدر دخل جيد عليهم.
الجدير ذكره أن سكان القطاع عاشوا ثلاث سنوات ذهبية غير مسبوقة منذ عقود، من حيث وفرة الأسماك البحرية ورخص أسعارها، حين كانت تهرب مئات الأطنان منها من مصر عبر الأنفاق، وتباع في الأسواق، وعلى الطرقات، وفي الميادين العامة.