السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

كيف سيؤثر انتخاب بايدن رئيساً للولايات المتحدة على الاتجاه المستقبلي للعلاقات الصينية الأمريكية؟

2020-08-22 06:04:44 PM
كيف سيؤثر انتخاب بايدن رئيساً للولايات المتحدة على الاتجاه المستقبلي للعلاقات الصينية الأمريكية؟
علم الصين وأمريكا

 

الحدث - جهاد الدين البدوي

نشرت صحيفة "سوهو" الصينية مقالاً تحدثت في افتتاحيته أن بايدن الذي يعتبر منافس قوي للرئيس ترامب فاز بشكل رسمي بالترشح عن الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة. وقد أعرب العديد من الشخصيات البارزة في الدوائر السياسية عن دعمهم للسيد بايدن.

ووفقاً لاستطلاعات حديثة، وإن لم يحدث أي شيء مفاجئ، قد يفوز بايدن على ترامب في الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر ليصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة.

تتساءل الصحيفة الصينية أنه في حال فاز بايدين فهل سيخفف ذلك التوتر بين الصين والولايات المتحدة؟ وما هي الاختلافات بين بايدن وترامب في فلسلفتهما في الحكم؟

وقد عُقد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي التاسع والأربعين من 17-20 أغسطس، في مساء 18 أغسطس، أعلن الحزب الديمقراطي رسمياً ترشيح كامالا هاريس، لمنصب نائب الرئيس.

وعلى عكس المؤتمرات السابقة، اجتمع ممثلون من جميع الولايات للتصويت، تم إجراء جلسة التصويت لترشيح المرشحين الرئاسيين أيضًا من خلال البث المباشر عبر الانترنت. وقد أعرب ممثلون من مختلف الولايات دعمهم لبايدن، واصفين إياه "بالرئيس القادم للولايات المتحدة". ومن الجدير بالذكر أن أقوى المنافسين السابقين لبايدن، السيناتور بيرني ساندرز من ولاية فيرمونت، ظهر أيضًا في فيديو التصويت ممثلاً عن ولايته لدعم بايدن.

توضح الصحيفة بأن الترشح لمنصب الرئيس يتطلب 2374 مقعدًا تمثيليًا وطنيًا، في حين أن بايدن لديه ما مجموعه 2448 مقعداً، وهو ما يتجاوز الحد الأدنى بكثير. وهذا يظهر أن الديمقراطيين يعلقون آمالاً كبيرة على بايدن ويثقون بأنه قادر على التغلب على ترامب.

تتابع الصحيفة: في المؤتمر الوطني الديمقراطي، لم يتردد كبار الشخصيات السياسية من الإشادة ببايدن باعتباره الخيار الأفضل لرئاسة الولايات المتحدة. وقد تحدث الرئيسان السابقان، كارتر وكلينتون، ووزيرا الخارجية السابقان، باول، وكيري، والسيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما، بشكل مختلف عن بايدن.

وقال كارتر إن "بايدن يدرك أهمية الصدق والكرامة في صنع القرار. إنه الرجل الذي تحتاجه أمريكا الآن".

وفي كلمته، أعربت كلينتون مباشرة عن استيائه الشديد من استجابة إدارة ترامب للوباء، واصفة البيت الأبيض الحالي بأنه أصبح "مركزاً للعاصفة والفوضى". أما بالنسبة لبايدن، فقد وصفه كلينتون بأنه "جدير بالثقة" ويعتقد أن بايدن يمكن أن "يجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".

وفي المؤتمر، بدت ميشيل أوباما، زوجة الرئيس السابق باراك أوباما، أيضاً وكأنها تدعم نائب زوجها السابق، قائلة إن بايدن "يعرف جيداً ما يمكن عمله لإنقاذ الاقتصاد، ومعالجة أزمة كورونا وقيادة البلاد. هو قادر على الانصات وقول الحقيقة".

بالإضافة إلى الديمقراطيين أنفسهم، تخلى سياسي جمهوري بارز عن السيد ترامب، واختار دعم المرشح الديمقراطي جو بايدن، بل وانتقد الرئيس ترامب علناً. وهو الجمهوري كولن باول، وزير الخارجية السابق والجنرال العسكري الأمريكي الأعلى في حرب الخليج. وقال باول "اليوم، نحن دولة منقسمة، ولدينا رئيس يفعل كل ما في وسعه لإبقاء الولايات المتحدة في حالة الانقسام هذه.... يا له من فرق سيحدثه أن يكون لدينا رئيس يوحدنا، ويعيد قوتنا وروحنا".

تشير الصحيفة إلى أنه على الرغم من كون كولن باول جمهورياً، إلا أنه لم يصوت لصالح ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2016.

تضيف الصحيفة بأن المرشح الديمقراطي جو بايدن يحظى بدعم العديد من المعتدلين الجمهوريين، وهو ما يناقض بشكل صارخ المعارضة التي يواجها ترامب من جانب عدد كبير من السياسيين الجمهوريين.

هل سيتغير موقف بايدن من الصين بعد توليه المنصب؟

ترى الصحيفة بأن بايدن في وضع أفضل الآن، مقارنة بترامب، ويعتقد الناخبون أن بايدن أكثر سلاماً وصدقاً وأكثر اهتماماً باحتياجات الناس العاديين، وهو نموذج أفضل. وفيما يتعلق بقضايا السياسة، يحظى بايدن بشعبية أكبر في قضايا مثل العدالة والسياسة الخارجية والاستجابة للأوبئة والقضايا العرقية والوحدة الوطنية، فيما يتمتع بايدن بجاذبية أقل من ترامب في قضايا السياسة الاقتصادية.

فما الذي سيتطور في مستقبل العلاقات الصينية الأميركية عندما يتولى بايدن منصبه؟

يقول الصحيفة بأنه تم مؤخراً تعيين امرأة من أصول افريقية لتشغل منصب نائب الرئيس القادم للولايات المتحدة، وهي كامالا هاريس. مضيفة أنه من خلال اختيار النائب، وسلسلة من الأعمال التي شارك فيها بايدن كاحتجاجات "مصير السود" وتعازيه للأمريكيين السود، يمكن أن ينظر إليها على أنها وسيلة لكسب رضا مجتمع السود وحاجته لكسب أصواتهم. لكن من السهل التغاضي عن حقيقة أن هذه الشريكة ليست صديقة ودية للصين، بل إنها أدلت بتصريحات سلبية حول العديد من الشؤون الداخلية الصينية. فعلى سبيل المثال، في عام 2019، أيدت هاريس علنًا قانون حقوق الانسان في هونغ كونغ وهو تدخل بشكل خطير في الشؤون الداخلية للصين. لذا فمن غير المعروف ما إذا كان هدف بايدن هو كسب قلوب الأقليات العرقية أو ما إذا كان الاثنان اتفقت مواقفهم بشأن الصين.

تختتم الصحيفة مقالتها بالقول: " وبمجرد انتخاب بايدن، من المتوقع أن يتم إلغاء معظم سياسات السيد ترامب الداخلية والخارجية، مع التركيز بقدر أكبر على الصين. ولكن في الوقت الراهن، لا يزال موقف بايدن تجاه الصين مثيراً للاهتمام. ويتوقع بعض الخبراء أن يكون هناك تحسن في العلاقات بين البلدين، لكنه لن يكون ذلك "مختلفاً بشكل جوهري" عن نهج السيد ترامب. لذا، وبغض النظر عما إذا كان ترامب أو بايدن رئيساً، فإن موقفهم تجاه الصين لن يتغير، بل سيتغير شكله الخارجي فقط.