الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

المركز الفلسطيني لحقوق الانسان يحذر من انهيار القطاع الصحي وتوقف تقديم الخدمات الطبية في غزة

2020-08-25 01:11:36 PM
المركز الفلسطيني لحقوق الانسان يحذر من انهيار القطاع الصحي وتوقف تقديم الخدمات الطبية في غزة

 

الحدث المحلي 

 قال المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، إنه يتابع بقلق شديد الأوضاع الصحية في قطاع غزة، ويحذر بجدية من تدهور كارثي قد يصيب القطاع حال تفشّي فيروس كورونا المستجد Covid-19 فيه، خاصة بعد اكتشاف إصابة 4 حالات جديدة بفيروس كورونا داخل قطاع غزة من غير المحجورين.  كما يخشى المركز من انهيار القطاع الصحي الهش والمتهالك أصلاً، نتيجة سياسة الحصار التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلية على القطاع منذ 14 عاماً، ويؤكد أن نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، وأزمة الكهرباء الناجمة عن توقف تشغيل محطة توليد الكهرباء بعد حظر سلطات الاحتلال توريد الوقود اللازم لتشغيلها، سيؤدي إلى توقف تقديم الخدمات الطبية لنحو 2 مليون فلسطيني يعيشون أوضاعاً معيشية متردية في قطاع غزة، الذي يصنف على أنه المنطقة الأكثر اكتظاظاً في العالم.

ووفقاً لمتابعات المركز، فقد أعلن مركز الإعلام والمعلومات الحكومي في قطاع غزة، في مؤتمر صحفي مساء أمس الاثنين 24/8/2020، تسجيل 4 إصابات بفيروس (كورونا) من غير المحجورين، وهم من عائلة واحدة تسكن في مخيم المغازي بالمحافظة الوسطى.  وأضاف أن وزارة الصحة والطواقم المعنية قامت فور ثبوت الإصابات بإجراءاتها الصحية مع الحالات المكتشفة وفق البروتوكول المعتمد.  وأشار مركز الإعلام إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات للحفاظ على سلامة وصحة المجتمع، من ضمنها فرض حظر تجوال تام على جميع محافظات قطاع غزة، وتعليق العمل وعدم الدوام في كافة المرافق لمدة 48 ساعة، بما يشمل مقرات العمل الرسمية والخاصة والمؤسسات التعليمية واغلاق المساجد والأسواق وصالات الأفراح والنوادي ومنع التجمعات، وذلك لحصر الوباء وتحديد أماكن الإصابة المحتملة والتعامل مع الحالات المخالطة.

ووفقاً لمصادر وزارة الصحة فقد بلغ عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا في قطاع غزة منذ 15/3/2020، 114 حالة، شفيت منها 72 حالة، فيما لا زالت 41 حالة نشطة وتحت العناية السريرية في مستشفى العزل، وتوفيت حالة واحدة.  ويبلغ عدد المحجورين في مراكز الحجر الصحي 2210 حالات لم تظهر عليها أعراض المرض، موزعين على 16 مركز حجر صحي، في جميع المحافظات.

وتعاني المرافق الصحية في قطاع غزة، أصلاً، من تدهور خطير ناجم عن سياسة الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلية على القطاع منذ 14 عاماً، وناتج أيضاً عن تداعيات الانقسام الفلسطيني الداخلي والمناكفات السياسية.  وقد نجم عن ذلك هشاشة النظام الصحي في قطاع غزة، ونقص دائم في قائمة الأدوية الأساسية، والأجهزة الطبية، ونقص الكادر الطبي المتخصص، وهو ما جعله في الأوقات العادية، عاجزاً عن تلبية الاحتياجات الأساسية الطبية لسكان القطاع.  وقد ازداد تدهور المرافق الصحية نتيجة أزمة الكهرباء التي نجمت عن توقف تشغيل محطة توليد الكهرباء بتاريخ 18/8/2020، بسبب حظر سلطات الاحتلال توريد الوقود اللازم لتشغيلها بتاريخ 10/8/2020.

وقد أفاد د. أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أن الوزارة كانت تعاني قبل اكتشاف الحالات الجديدة من نقص في شرائح الفحص اللازمة لاكتشاف فيروس كورونا، كما كانت تحتاج بشكل عاجل لتجهيز مزيد من غرف العناية المركزة، وأجهزة التنفس والأجهزة الخاصة بتشخيص المصابين بفيروس كورونا، وأطقم الوقاية المخصصة لحماية الطواقم الطبية والنظارات الواقية، والأدوية والمستهلكات الطبية لمواجهة فيروس كورونا.  وأضاف القدرة أن المستشفيات والمراكز الطبية تعاني حالياً نقصاً خطيراً بلغ 45 % من قائمة الأدوية الأساسية، و31% من المستهلكات الطبية، و65% من لوازم المختبرات وبنوك الدم.  وحذر القدرة من عجز الوزارة عن تقديم خدماتها الطبية بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الوقود، مؤكداً احتياج الوزارة لـ 450 ألف لتر سولار شهرياً لتشغيل 90 مولد كهربائي في المستشفيات والمراكز الطبية في حال انقطاع الكهرباء لمدة 8 ساعات يومياً فقط، ونظراً لارتفاع عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي إلى 16-20 ساعة يومياً، فإن احتياج الوزارة ارتفع ليصل إلى 750 ألف لتر سولار شهرياً.

وقد رصد باحثو المركز تأثير انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة عن المرافق الصحية، حيث أفاد أ. عميد مشتهى، مدير دائرة المختبرات في وزارة الصحة، أن انقطاع التيار الكهربائي يؤثر سلباً على أداء المختبرات وبنوك الدم، ويؤدي إلى عدم انجاز الفحوصات المخبرية المطلوبة، مشيراً إلى أن أجهزة المختبرات تحتاج إلى تيار كهربائي مستمر، وخاصة العينات التي تحتاج إلى تخزين كمواد فحص "فيروس كورونا"، والتي تخزن في درجة حرارة (20) درجة مئوية تحت الصفر، مما يعرضها للتلف.  ولفت إلى أن الانقطاع المتكرر للكهرباء واستخدام المولدات الكهربائية كطاقة بديلة يؤثر على دقة النتائج، ويقصر عمر الأجهزة ويتلف القطع الالكترونية، منوهاً إلى التأثير السلبي على مشتقات الدم (البلازما) و(المرسب البارد) الذي يحفظ في درجة حرارة (80) تحت الصفر في بنوك الدم، إضافة إلى عدم إمكانية فصل الدم إلى مكوناته الأساسية عند انقطاع التيار الكهربائي، وعدم القدرة على إجراء فحوصات (توافق الدم) ما بين المريض ووحدة الدم.

وحذر د. نبيل البرقوني، رئيس شبكة الحضانات في قطاع غزة، من تداعيات انقطاع التيار الكهربائي على (120) مولود موجودين في حضانات الأطفال في مستشفيات القطاع، منوهاً إلى أن الحضانات السبعة في مستشفيات القطاع تعمل جميعها بالطاقة الكهربائية.  وأكد د. البرقوني أن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر واستخدام الطاقة البديلة يتسبب في تلف الأجهزة مثل الحضانات وأجهزة الإنعاش وأجهزة التنفس الصناعي للمواليد، مما يؤثر على حياة الأطفال حديثي الولادة، ويتسبب في حدوث مضاعفات لهم، وأحياناً يؤدي إلى الوفاة.

وأفاد د. عبد السلام صباح مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة، أن انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة سيؤثر بشكل كبير على العمليات الجراحية المجدولة في اقسام العمليات، والتي يبلغ متوسطها 3864 عملية شهرياً، تتراوح بين صغرى ومتوسطة وكبرى، يتم إجرائها في (48) غرفة عمليات موزعه على مستشفيات قطاع غزة، لافتاً إلى أن ذلك يشكل خطراً على المرضى في أقسام العناية المركزة، التي يبلغ نسبة انشغال الأسرة فيها 84%، ويعيش هؤلاء المرضى على أجهزة التنفس الصناعي.  وأضاف د. صباح أن انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود يؤثران بشكل كبير على أقسام غسيل الكلى في مستشفيات القطاع، والتي يتوافر فيها 131 جهاز غسيل كلى فقط، مشيراً الى أن عدد المرضي الذين يغسلون الكلى في محافظات قطاع غزة يبلغ 923 مريضاً.

إن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وفي ضوء الخشية من انهيار الأوضاع الصحية في قطاع غزة، وعدم قدرة الجهاز الصحي في القطاع على التعامل مع المرضى في حال انتشار فيروس كورونا، فإنه:

يؤكد على أن المسؤولية الأولى في توفير الإمدادات الطبية لسكان قطاع غزة تقع على إسرائيل، وعليها اتخاذ جميع التدابير الوقائية الضرورية المتاحة لمكافحة انتشار الأمراض المعدية والأوبئة، وذلك وفقاً للمادتين 55 و56 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949.

    يدعو المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية إلى الضغط على الاحتلال من أجل إجبارها على الالتزام بواجباتها، والسماح بإدخال كافة الاحتياجات الطبية إلى قطاع غزة، وخاصة الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة للفحص الطبي لفيروس كورنا.

يدعو المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري والعاجل للضغط على الاحتلال من أجل السماح بتوريد الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء.

يدعو المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى تقديم العون والمساعدة للجهاز الصحي في قطاع غزة، والعمل على توفير المستلزمات الطبية التي تحتاجها المستشفيات، للمساعدة في مواجهة انتشار فيروس كورونا.

يدعو إدارتي وزارة الصحة في رام الله وغزة إلى ضرورة التنسيق بينهما وتوحيد الجهود لمواجهة انتشار فيروس كورونا.

يدعو وزارة الصحة في غزة إلى نشر المعلومات حول الإصابات بفيروس كورونا، وكيفية الوصول للخدمات الصحية أولاً بأول.

يطالب السلطات في قطاع غزة باتخاذ الإجراءات التي تكفل الحفاظ على سلامة وصحة المجتمع، ويدعو المواطنين إلى تفهم الإجراءات الوقائية التي تفرضها السلطات، ويتطلبها الظرف الراهن تجنباً لانتشار الأمراض والأوبئة، والالتزام بها.