الحدث: محمد مصطفى
صدم معظم باعة لحوم العجول الحمراء الطازجة، المتواجدين في مختلف أسواق قطاع غزة، بحالة عزوف غير مسبوقة عن شراء سلعتهم، ما دفعهم لخفض أسعارها بشكل ملموس، ليصل ثمن الكيلو غرام الواحد منها إلى 25 شيكلا فقط.
ولم يفلح خفض أسعار اللحوم في إقناع المواطنين بالشراء، إذ فضل معظمهم التوجه لباعة الدجاج والحبش، رغم الارتفاع الملحوظ الذي طرأ على أسعارهما.
لحوم غير مضمونة
المواطن ياسر الهمص "30 عاماً"، جاء إلى السوق لشراء دجاج، لتناوله ظهيرة اليوم الجمعة، أكد أنه كان يخطط لشراء كمية من اللحوم الحمراء، لكن ما سمعه من أنباء تتحدث عن ضبط لحوم "حمير وخيل"، على وشك أن تباع في أسواق قطاع غزة، جعله لا يثق بأي من اللحوم المعروضة في السوق.
وقال: "ما الضامن أن تكون المعروضة في الأسواق لحوم عجول أو أبقار؟ فمعظم الجزارين يذبحون خارج المسالخ الحكومية، واللحوم المعروضة خالية من أختام الجهات الرقابية".
وأكد الهمص أنه حتى لا يدخل في شكوك وظنون، ويتجنب مخاوفه حول نوعية اللحوم، فضل شراء الدواجن، فالأخيرة يشتريها ويراها وهي حية، وتذبح أمامه، لذلك يتناولها هو وأفراد عائلته باطمئنان.
أما المواطن خليل هاشم، فأكد أن شراء الدواجن مرتفعة الثمن، أفضل بألف مرة من شراء لحوم رخيصة قد تكون لحوم لحمير، لذلك فهو لا يرغب في الدخول بدائرة الشك، ويتناول وجبة دسمة، لا تتكرر سوى مرة واحدة أسبوعياً، وهو غير مطمئن.
وأوضح هاشم، أن حادثة ضبط اللحوم المذكورة داخل أحد المنازل، ألقت بظلال سيئة على المواطنين، وجعلتهم يعزفون عن شراء اللحوم الحمراء.
وطالب هاشم البلدية والجهات المعنية، بحظر ذبح أي بقرة أو عجل خارج المسلخ البلدي، ووضع أختام طبية على اللحوم، فخلافاً لاحتمال عرض لحوم "حمير" في الأسواق، قد تكون البقرة التي يتم ذبحها إما مريضة أو حتى نافقة، لذلك فإن الرقابة البيطرية والبلدية هامة جداً.
باعة مستاءون
وظهرت علامات الغضب والاستياء على معظم الباعة في الأسواق، جراء تكدس كميات كبيرة من اللحوم الطازجة لديهم، واضطرارهم لوضعها في البرادات، على أمل بيعها في الأيام المقبلة.
البائع إبراهيم نصر، أكد أن يوم الجمعة يعتبر من أفضل أيام الأسبوع بالنسبة للجزارين، وفيه يبيعون كميات كبيرة من اللحوم، لكن هذا الأسبوع بدا مختلفاً.
وأوضح نصر، أنه لاحظ مرور المواطنين سريعاً من أمام بسطته، وغيره من الجزارين، وعدم التفاتهم لمحاولات جذبهم واستمالتهم بخفض الأسعار.
وأكد أن أي مواطن يمكنه بسهولة معرفة نوع اللحم بالنظر إليه جيداً، فلحوم البقر تختلف كلياً عن غيرها من حيث اللون والشكل، مستهجناً تعميم الأمر على أسواق القطاع، فاللحوم المعروضة هي لعجول وأبقار سليمة، كما أكد.
وكانت بلدية غزة كشفت النقاب، عن العثور على كميات من لحوم الحمير لدى أحد البائعين في مدينة غزة، وذلك بغرض تسويقها للناس.