الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ثمن الصفقة الإماراتية الإسرائيلية.. مطالبات لنتنياهو بالاستقالة

2020-08-30 11:00:18 AM
ثمن الصفقة الإماراتية الإسرائيلية.. مطالبات لنتنياهو بالاستقالة
نتنياهو

 

ترجمة الحدث ـ براء بدر

كتب والتر بنغام في صحيفة جيروساليم بوست مقالا، ترجمته الحدث، جاء فيه:

في السنوات الماضية لم يخطر ببالي أبداً أنني سأتخلى عن دعمي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. كنت اعتبره وزيرا ممتازا للمالية، ولديه مهارات رائعة في إدارة وزارة الخارجية وهو المنصب الذي تولاه خلال رئاسته للوزراء، وكان ناجحا ولا يضاهيه أحد.

لقد فتح جزءا كبيرا من إفريقيا لإسرائيل، وأقام علاقات ممتازة مع الهند وأجزاء من أمريكا الجنوبية، وهو محبوب في أوروبا.

في السنوات الأخيرة، أجرى مفاوضات سرية مع المملكة العربية السعودية والعديد من دول الخليج. الآن، الإمارات العربية المتحدة على وشك التوقيع على وثيقة إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، واتفاقيات تجارية، ورحلات جوية مباشرة، وسياحة. هذا إنجاز رائع آخر، لكن كما أقول دائما، "لا يوجد شيء اسمه وجبة غداء مجانية".

تُعرض اتفاقية السلام هذه على الجمهور الإسرائيلي بشرط أن نتخلى عن نية إعلان السيادة أو الضم على أي جزء من الضفة الغربية. بعبارة أخرى، لم يكن نتنياهو صادقًا عندما تحدث عن الضم، حتى وفقًا لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تعتبرها الكتلة اليمينية في الكنيست أقل من مرضية لإسرائيل. 

يبدو واضحًا تمامًا أنه لم يكن لديه أي نية للوفاء بكلمته، والآن يقول نتنياهو إنه لا يزال يخطط لفرض "السيادة الإسرائيلية" على أجزاء من الضفة، مؤكدا أن تعليق الضم مؤقت، وأن الضم سيطبق بموافقة الولايات المتحدة ولن يستند إلى خطة ترامب.

هذا التلاعب بالكلمات لا يؤدي إلا إلى إرباك الجمهور الإسرائيلي. وعلى كل حال، فإن المؤيدين لمشروع الضم في الجمهور الإسرائيلي أو أولئك الذين يعارضونه، لم يعد لديهم أي تصور حول ما يجري، ويبدو أن وقف الضم كان شرطا إماراتيا بينما يلقي نتنياهو بالمسؤولية على الإدارة الأمريكية، والسؤال المهم: إذا كان الشرط إماراتيا، فكيف لنا أن نتجاوزه ولا نلتزم به في ما بعد؟ 

السبب الكامن وراء كل أفعال نتنياهو، كما أعتقد، هو دافع نرجسي متغطرس ومغرور لتحقيق الثناء من قبل قادة العالم، بغض النظر عن التكلفة السياسية لبلده وآراء الجمهور الإسرائيلي الذي انتخبه.

إن قرار الإمارات العربية المتحدة بالانضمام إلى إسرائيل ضد قعقعة السيوف التركية والمحاولة الإيرانية لممارسة الهيمنة على الشرق الأوسط هو علامة على أن العالم العربي لم يعد يعتبر إسرائيل سرطانًا في وسطهم، وأيضا يحقق مزايا تجارية للإمارات.

إذا كان افتراضي صحيحًا، فعندئذ كان على نتنياهو المضي قدمًا في الضم والوفاء بوعده للجمهور الإسرائيلي، لأن الإمارات العربية المتحدة كانت ستأتي عاجلاً وليس آجلاً إلى طاولة المفاوضات، لأن من المعروف منذ زمن طويل أن العالم العربي لا يسمح بأن تتأثر مصالحه بسبب القضية الفلسطينية.

طريقة عمل نتنياهو قائمة على تقديم وعود سياسية من دون نية الوفاء بها. بلغة بسيطة - إنه يعمل بالكذب ـ في سياق الترويج لذاته.

لقد تخلصت تمامًا من الرجل الذي أعجبت به ذات مرة. الآن أطلب منه أن يستقيل، قبل أن تصبح المظاهرات الليلية بالقرب من منزله قبيحة، أو لا قدر الله، تتطور إلى "بورتلاند".

على الرغم من أن نتنياهو بموجب القانون بريء من التهم الجنائية العديدة الموجهة ضده والتي تنتظر قرار المحكمة، إلا أنه واجبه الأخلاقي أن يستقيل.

لا يمكن لشخص يجلس مع المحامي للدفاع عن التهم الموجهة ضده أن يولي الاهتمام الكامل لشؤون الدولة بما في ذلك تأثير جائحة فيروس كورونا في إسرائيل. لذلك يجب على نتنياهو أن يفسح المجال لشخص آخر.

هناك العديد من أعضاء الليكود ذوي الخبرة في الحكومة الحالية، ولكن الشخص الذي أثبت نفسه دون أدنى شك هو رئيس حزب يمينا نفتالي بينيت. حتى نتنياهو كان يخاف منه باعتباره منافسا، ولهذا السبب أقاله.

الآن، ومما يزيد الطين بلة، خفض نتنياهو فترة الحراسة الأمنية على بينيت إلى ثلاثة أشهر، رغم أن وزراء الجيش السابقين يجب حراستهم لمدة 5 سنوات.

المزايا التي منحها نتنياهو للإمارات غير مقبولة. قبل وقت ليس ببعيد، أجرينا تدريبات عسكرية مع تركيا، واليوم هذا البلد يسير مع إيران، ويدعم حزب الله في لبنان وحماس في غزة.

يدعي نتنياهو أن له الفضل في اتفاق الإمارات، ولكن عندما تستمع إلى النسخة الأمريكية من الترويج للاتفاق، تجدهم يقولون إن ترامب هو الذي توسط في أول سلام في الشرق الأوسط منذ 26 عامًا.

في الحقيقة، لم نكن في حالة حرب مع الإمارات العربية المتحدة، وثانيًا، لعبت أجهزتنا الاستخباراتية بأمر من الحكومة دورًا رئيسيًا في إعداد هذا الاتفاق.