يبدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم غد الأحد، زيارة مثيرة للجدل إلى الولايات المتحدة الأمريكية تستمر عدة أيام ويحاول من خلالها توضيح موقفه الرافض للاتفاق المتبلور بين القوى الدولية وإيران حول السلاح النووي للأخيرة.
وعشية الزيارة جدد يتسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني من قادة ائتلاف "المعسكر الصهيوني" الوسطي، المكون من حزبي "العمل" و"الحركة" انتقادهما للخطاب المقرر أن يلقيه نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي، الثلاثاء المقبل، معتبرين أن من شأنه الإضرار بالعلاقات الإسرائيلية-الأمريكية.
وكتب نتنياهو في تدوينة على حسابه في "فيسبوك" قبل يومين "سأغادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتوضيح موقف إسرائيل من الاتفاق المتبلور مع إيران الذي سيمنح إيران أسلحة نووية".
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن نتنياهو سيتوجه إلى الولايات المتحدة الأحد ويلقي خطابا أمام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "إيباك" الاثنين المقبل قبل أن يلقي خطابا أخر أمام الكونغرس الأمريكي يوم الثلاثاء.
وقالت: "أصبح الخطاب الذي سيلقيه نتنياهو أمام الكونغرس موضع خلاف شديد إسرائيلياً وأمريكياً في ظل عدم تنسيقه مسبقاً مع الإدارة الأميركية ومعارضة عدد من أقطابها الجلية له".
وأضافت: "من المقرر أن يؤكد نتنياهو في خطابه معارضته الشديدة للاتفاق قيد التفاوض بين الدول الكبرى وإيران حول البرنامج النووي الإيراني".
ولم تخفي الإدارة الأمريكية خلال الأسابيع القليلة الماضية انزعاجها من هذا الخطاب.
وكانت واشنطن قد أكدت يوم 19 فبراير/شباط الجاري أنها لا تطلع إسرائيل على كافة تفاصيل المفاوضات بينها وبين إيران خوفاً من تصريحات "غير دقيقة" يمكن أن تقوض المفاوضات أو تعرقلها.
كما أعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما انه لن يكون بإمكانه استقبال نتنياهو نظرا لأن زيارته تأتي قبل أسبوعين من الانتخابات الإسرائيلية العامة المقررة في 17 مارس/آذار المقبل.
كما تتزامن الزيارة مع قيام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بجولة خارجية تبدأ في الثاني من الشهر تشمل جنيف والرياض ولندن بحسب إعلان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية وصلت نسخة منه ل"الأناضول".
وفي هذا الصدد فقد اعتبرت وزيرة العدل الإسرائيلية السابقة والقيادية في حزب "المعسكر الصهيوني" تسيبي ليفني أن "خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي لن يجد نفعًا بالنسبة للنضال ضد إيران وإنما يعززها ويقضي على العلاقات مع الولايات المتحدة".
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن ليفني تأكيدها اليوم في ندوة في مدينة موديعين (وسط إسرائيل) على "حيوية الولايات المتحدة بالنسبة للتعامل مع ملف طهران النووي ".
وقالت ليفني: "يجب حشد دعم الأمريكيين والحفاظ على أواصر جيدة معهم وعلى علاقات تتسم بالثقة مما يسمح بنقل معلومات استخبارية وتلقي الضمانات"وأضافت" نتنياهو يفضل التدخل في السياسة الأمريكية الداخلية وزرع الفتنة والخلافات ".
كما نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن يتسحاق هرتسوغ انتقاده لنتنياهو في ندوة اليوم في مدينة رامات غان (وسط إسرائيل) وقال "إن مهمة رئيس الوزراء لا تقتصر على إلقاء الخطاب وتلقي التصفيقات بل خلق التعاون والثقة مع الدول الشريكة لإسرائيل في العالم".
ولم تصل إيران ومجموعة دول 5+1 (وهي الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن، أمريكا، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، إضافةً إلى ألمانيا)، إلى اتفاق نهائي في الجولة الأخيرة للمفاوضات التي جرت في العاصمة النمساوية فيينا، في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، واتخذوا قرارًا بتمديد فترة المفاوضات حتى الأول من تموز/ يوليو 2015.
ومنذ عام (2003)، والغرب يثير الشكوك في نية طهران، ويتهمها بالسعي لإنتاج سلاح نووي، الأمر الذي تنفيه طهران، وتعلن أنها تطور برنامجها النووي من أجل أغراض سلمية.