الحدث الاقتصادي
كللت شركة فيليب موريس إنترناشونال جهودها في مجال قيادة الطريق نحو تغيير عالمي حقيقي بالوصول لمستقبل خالٍ من الدخان من خلال ابتكار بدائل أفضل للمدخنين البالغين، وذلك مع إتاحة هذه البدائل بالفعل وعلى أرض الواقع في العديد من الأسواق حول العالم، والتي تعد السوق الفلسطينية واحدة منها، رافدةً إياها بمنتج IQOS القائم على تسخين التبغ، والذي منحت معه المدخنين البالغين الفرصة للتحول لبديل أفضل من السجائر التقليدية بالرغم من أنها غير خالية من المخاطر.
وفي خضم الرحلة التي تقودها الشركة نحو مستقبل خالٍ من الدخان، فإنها لم تتوانَ أيضاً عن تجسيد التزامها تجاه موظفيها عبر بذل الجهود المتوازية للحفاظ على صحتهم وسلامتهم في ظل مختلف الظروف ومنها الأوضاع الحالية الناجمة عن جائحة كورونا COVID-19.
وكشركة تعود جذورها وخبرتها لما يزيد على 170 عاماً في صناعة التبغ، فإن فيليب موريس إنترناشونال قد وضعت على عاتقها توفير بدائل أفضل للمدخنين البالغين من غير الراغبين بالإقلاع عن التدخين، للتحوّل إلى منتجات خالية من الدخان وإن كانت غير خالية من المخاطر، بدلاً عن الاستمرار في استهلاك السجائر التقليدية.
ونستعرض خلال هذه المقابلة مع برانكو سيفارليك، مدير عام اقليمي في شركة فيليب موريس انترناشيونال ، عدد من المحاور التي تتعلق برؤية الشركة لمستقبل خالٍ من الدخان وتوفير بدائل أفضل للمدخنين البالغين، وتكنولوجيا تسخين التبغ، واستجابة فيليب موريس للظروف التي فرضتها جائحة كورونا.
حدثنا عن الجهود الاستثمارية والعلمية خلال العقد الماضي والآفاق التي تنطوي عليها البدائل التي تقدمها الشركة اليوم ؟
كرّست فيليب موريس جهودها وطاقاتها على مدار السنوات الاثنتي عشرة الماضية، مع استثمارات ضخمة وصلت قيمتها نحو 7.2 مليار دولار، رصدتها للغايات العلمية والبحث والتطوير من أجل الوصول لبدائل أفضل، وإتاحتها أمام المدخنين البالغين الذين لا يرغبون بالإقلاع النهائي عن التدخين. وقد تعاونت الشركة مع المئات من الخبراء والعلماء والمهندسين في هذا السياق، الأمر الذي أسفر عن الخروج بمجموعة من المنتجات التي يمكنها تلبية تفضيلات المدخنين المتنوّعة، ومن أبرزها منتج IQOS الذي يعد الأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية حتى الآن، والذي يمهّد الطريق للمستقبل الذي تسعى الشركة لبلوغه.
عملت فيليب موريس ولا تزال مدفوعة بإيمانها برؤيتها بمستقبل خالٍ من الدخان، ونحن على ثقة بأن البدائل التي تقدّمها الشركة ستسهم في يوم ما بالتخلّص النهائي والتام من السجائر التقليدية، حيث أن الحفاظ على الصحة العامة يتطلّب من المدخنين البالغين اللجوء لخيار الإقلاع عن ممارسة التدخين واستهلاك النيكوتين تماماً، علماً بأن الخيار الأفضل على الإطلاق يتمثل بعدم الانخراط بهذه العادة من الأساس في المقام الأول. نحن في فيليب موريس نلتزم تجاه أولئك الذين لا يرغبون بالإقلاع عن التدخين من خلال منحهم فرصة الحصول على منتجات خالية من الدخان، انما غير خالية من المخاطر، والتي قد تكون بديلاً أفضل من الاستمرار في استهلاك السجائر التقليدية.
هل يعتبر مفهوم تقنية تسخين التبغ بدلاً من حرقه تغييراً جديداً على مستوى الصناعة؟
إن هذا المفهم وإن كان يعتبر تغييراً نوعياً ضمن الصناعة إلا أنه بحد ذاته ليس جديداً كلياً بالضرورة، فقد عرف منذ أكثر من عقدين من الزمان، ويتمثل الأمر الجديد الذي طرأ في هذا المجال في الإنجازات التي استطاعت فيليب موريس تحقيقها ضمن هذا المفهوم؛ إذ أنها توصلت أخيراً لآلية مبتكرة لتسخين التبغ، ما أثمر عن إنتاج مجموعة متكاملة من المنتجات التي يمكن أن تلقى قبولاً من مستهلكي التبغ، وبالتالي التحوّل إليها بدلاً عن التدخين التقليدي، حيث أن ما يقارب 11.2 ملايين مدخّن بالغ حول العالم قد توقفوا بالفعل عن استهلاك السجائر التقليدية حتى الآن مع تحوّلهم إلى منتج IQOS، وهذا العدد آخذ بالتنامي، وسط توقعاتنا في الشركة الوصول إلى 40 مليون مستهلك بحلول عام 2025.
ما هي الأسباب التي تجعل من المنتجات المعتمدة على عملية التسخين بديلاً أفضل من تلك التقليدية التي تعتمد على عملية الحرق؟
إن عملية حرق التبغ تعتبر المسبّب الرئيس للأمراض المرتبطة بالتدخين، ذلك أنها تُنتج الغالبية العظمى من المواد الكيميائية الضارّة خلافاً للاعتقاد السائد بأن النيكوتين هو الذي ينتجها ويقف وراء الأمراض. وعلى ذلك، فإن إقصاء منتج IQOS لعملية الحرق، واعتماده على تسخين التبغ بآلية بسيطة، يسفر عن توليد هباء جوي "رذاذ" محتوٍ على النيكوتين لاستنشاقه مع مستويات أقل بكثير من المواد الكيميائية الضارّة مقارنة بالسجائر التقليدية، مع الإشارة إلى أن منتج IQOS غير خالٍ من المخاطر.
هل لكم توضيح آلية عمل منتج IQOS؟
لتوضيح الأمر على نحو أفضل؛ فإنه عند إشعال سيجارة من السجائر التقليدية، تبدأ على الفور بالاحتراق عند درجة حرارة 600 درجة مئوية أو ما يزيد بفعل الإشعال، إلا أن طاقم الخبراء والعلماء والمهندسين لدى فيليب موريس تمكنوا من تطوير منتج IQOS المتفوّق، الذي يعتمد على نظام تسخين إلكتروني يقوم بتسخين التبغ حتى 350 درجة مئوية فقط دون حرقه أو إنتاج دخان أو رماد، مع مستويات أقل بكثير من المواد الكيميائية الضارة أو تلك التي يحتمل أن تكون ضارة (HPHCs)، والذي يعد غير خالٍ من المخاطر. وعلاوةً على ذلك، فقد تم تجهيز منتج IQOS بنظام تحكم إلكتروني متطور للحماية من الحرارة الزائدة عن طريق نظام يراقب درجة الحرارة باستمرار، ويعمل على إيقاف تشغيل الجهاز في حالة ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير، مع الحفاظ على مذاق وتجربة متسقة في كل مرة، وهو ما يجعل منه واحداً من أكثر المنتجات الخالية من الدخان تقدماً في الأسواق المختلفة.
تمت إجازة منتج IQOS من قبل إدارة الغذاء الدواء الأميركية للتسويق في الولايات المتحدة الأمريكية. لماذا ينطوي هذا القرار على اهمية كبيرة؟
لقد أجازت إدارة الغذاء والدواء الأميركية مؤخراً تسويق منتج IQOS في الولايات المتحدة باعتباره Modified Risk Tobacco Product(MRTP)، الأمر الذي جاء للاختلافات الجوهرية التي يقدمها بالمقارنة مع أية منتجات أخرى، كما أنه ينطوي على أهمية كبيرة كونه يجعل من منتج IQOS منتج التبغ الأول والوحيد الذي أجيز تسويقه استناداً لمعايير تقييمات الإدارة المتعلقة بالمنتجات Modified Risk Tobacco Product في خطوة تعد بدورها الأولى في تاريخ الإدارة مع إجازة تسويق بدائل مبتكرة للسجائر التقليدية.
فقد خلصت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى أن منتج IQOS يقلّل لدى استخدامه بشكل كبير من إنتاج المواد الكيميائية الضارّة أو تلك التي يحتمل أن تكون ضارّة؛ حيث أظهرت نتائج العديد من الأدلة العلمية المقدمة من شركة فيليب موريس ومن جهات علمية مستقلّة بأن التحوّل التام إلى منتج IQOS من شأنه تقليل التعرّض لتلك المواد بنوعيها، الأمر الذي تزامن مع الإعلان عن ما خَلُصَت إليه العديد من المنظمات والهيئات العلمية الرائدة الموثوقة والجهات التنظيمية المعنية في كل من المملكة المتحدة وألمانيا وهولندا، والتي كشفت أن منتج IQOS ينتج مستويات أقل بكثير من المواد الضارّة، وهو ما يمثّل بالنسبة للشركة قطع شوط كبير نحو الأمام في جهودها، يرقى إلى طموحاتها ورؤيتها الرامية للوصول لمستقبل خالٍ من الدخان مع هذا المنتج وإن كان غير خالٍ من المخاطر.
ويستند قرار إدارة الغذاء والدواء الأميركية على الإجماع العلمي المستقل الذي أثبت أن منتج IQOS يعتبر بديلاً أفضل بكثير للمدخنين البالغين حول العالم من السجائر التقليدية، كما أنه يبرز بالفعل الأدلة العلمية التي لطالما حرصت فيليب موريس على إتاحتها أمام هؤلاء المدخنين ويثبتها، وهو ما يجعل من توسيع الدعوة للتحوّل لبدائل خالية من الدخان ومدعمة علمياً كمنتج IQOS من قبل العلماء المستقلين وخبراء الصحة العامة والجهات التنظيمية والحكومات حول العالم للمدخنين البالغين الذين لا يرغبون بالإقلاع عن التدخين من الرجال والنساء على حد سواء، ضرورة ماسة أكثر من أي وقت مضى على طريق الحفاظ على الصحة العامة.
وحول خطط الشركة المستقبلية مع هذا القرار، فالخلاصة أن فيليب موريس تتحلّى بالكثير من الإصرار لمنح المدخّنين البالغين في فلسطين ممّن لا يودّون الإقلاع النهائي عن التدخين الفرصة للوصول لبدائل وخيارات أفضل. ومع إجازة إدارة الغذاء والدواء الأميركية تسويق منتج IQOS في الولايات المتّحدة فإن المهمة ستسهل، كما أن ذلك سيساعد في تقديم بديل أفضل، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن الإقلاع النهائي عن التدخين أو عدم الانخراط به من الأساس يعتبر الخيار الأفضل على الإطلاق.
كيف استجابت فيليب موريس للظروف التي فرضتها جائحة كورونا على مختلف الصعد؟
تشكّل مواجهة الجائحة مجالا ًغير مألوف، وهو ما نفى صفة الاستعداد لذلك لدى أي مؤسسة أو فرد في جميع بلدان العالم، لذلك فقد كانت عملية التعلم حاضرة في مختلف الأوقات. وقد ركّزت فيليب موريس في العالم منذ بداية الأزمة على الحفاظ على صحة وسلامة موظفيها، باعتبار ذلك أولوية قصوى وأولى بالنسبة إليها، الأمر الذي يعزى إليه اتخاذها لمجموعة من التدابير الاستباقية على طريق حماية موظفيها وأفراد عائلاتهم، بالإضافة لأبناء المجتمعات التي تعمل ضمنها.
وكانت فيليب موريس من المؤسسات السباقة في تطبيق سياسة مرنة للعمل عن بُعد من المنازل لجميع موظفيها سواء من موظفي المكاتب والموظفين الإداريين، كما أنها امتثلت بشكل تام للتعليمات والتوصيات الحكومية الخاصة بالإجراءات المتّبعة داخل المصانع، بما في ذلك إجراء عمليات تعقيم يومية شاملة ودقيقة لجميع مرافق التصنيع، فضلاً عن الالتزام بفحص قياس درجات الحرارة وارتداء الأقنعة الواقية واتباع قواعد التباعد الاجتماعي.
في نفس الوقت، واصلت الشركة التزامها تجاه موظفيها لحرصها على مساندتهم في ظل مختلف الظروف. ومنذ بداية الأزمة أعلنت الشركة عن مجموعة من المبادئ التوجيهية الهامة التي تسترشد بها لتعميق هذا الالتزام خاصة خلال الجائحة العالمية، والتي تغطّي أربعة مجالات رئيسة تتمثل في صحة وسلامة الموظفين وأفراد عائلاتهم، والأمن الوظيفي، واستدامة دفع الرواتب والأجور، فضلاً عن تكريم الأداء المتميّز، الأمر الذي يضمن مواصلة دعم وتحفيز الطاقات البشرية المميّزة التي تشكل ميزة تنافسية للشركة.
بعيداً عن أجواء العمل، كيف كان تأثير جائحة كورونا على صعيد الحياة الاجتماعية خاصة خلال فترة الإغلاق التي شهدتها مختلف دول العالم؟
بالنسبة لي، أسهمت تلك الفترة في توطيد العلاقات الأسرية، وهو الأمر الذي اعتبره بالإيجابي، خاصة وأنه يكسر النمط المعتاد الذي يقضي فيه الجميع غالبية أوقاتهم خارج المنازل، منخرطين بمشاغل الحياة. أستطيع القول بأن تجربتي الشخصية كانت مشابهة لتجارب الكثيرين غيري في جميع أنحاء العالم، لقد انتابني الخوف والقلق مثل الجميع، إلا أننا في نهاية المطاف استطعنا التكيّف والتأقلم مع الوضع الجديد الذي أصبح معتاداً الآن.
أدعو الجميع لمواصلة الالتزام بالإجراءات الصحّية الاحترازية بالتناغم مع التعليمات الحكومية، وبالاستمرار في العناية بأفراد العائلة والأحباء، ذلك أن الأزمة لم تنته بعد وإن بدت الظروف في تحسّن خاصة في ظل قيام المزيد من الدول في العالم بالتوجّه نحو الانفتاح التدريجي بعد شهور عدة من اتّباع نهج متشدّد مع إغلاقات كاملة، موصياً بالتعاون للخروج من هذه المحنة أقوى وأكثر ترابطاً وضمن وتيرة أسرع.